بيوت الدعارة !
لا يفرق البعض بين الفن كفن راقي غير مبتذل وبين الهبوط الأخلاقي والانحدار الإنساني ، فدور الرقص وما تحتويه من عرض للحم الرخيص بعيدة كل البعد عن الفن ومن يحاول تصوير تلك الدور على أنها جزء من الفن فهو فاقد لمعاني الفن الانسانية والجمالية ! تلك الدور علامة سوداء بجبين بعض البلدان فقد قدمت للبشرية العار والدمار فهي ليست وليدة الصُدف ولا نقطة جذب سياحي كما يظنون فتجارة الأجساد محرمة حتى في القوانين الوضعية ! للأسف وأقولها بمرارة أن غالبية رواد تلك الدور هم من فئة الشباب ومن فئة ألا رجال فلو كانوا رجال لما زاروها ولما سقطوا في وحل النجاسة ! والمصيبة أن العارضات والراقصات هن من فئات عمرية متعددة سقطن بقدرة قادر بقبضة عصابات منظمة تُتجار في الجنس وتقدمهن مكرهات أحياناً وراضيات أحياناً اخرى !
هناك سياق اجتماعي واقتصادي وفكري لا يمكننا إغفاله لكن لماذا لم ينهار ذلك السياق ويتحطم أمام دعوات الشرفاء من أصحاب الكرامة والإنسانية فليس من المعقول أن تشتهر دولة ما ببنات الليل وليس من المعقول أن تقتات فتاة من سهرة حمراء محرمة وليس من المعقول أن يصل حال البعض الى الانحدار أخلاقياً ذكراً كان أم أنثى ! وليس من العقل أن نتهم أناس بأنهم هم أساس البلاء العظيم ، فكل الأفكار والتوجهات بها المنضبط والمنحرف فلا يمكن إتهام طائفة بأنها سبب ذلك البلاء الأخلاقي فالأخلاق وضرورة صيانتها ليست مقتصرة على طائفة معينة الكل مشترك في ذلك لأن الأخلاق قيمة إنسانية كبرى إن سقطت سقطت كل القيم والمباديء ! أما آن أوان أصحاب الدعوات الأخلاقية ومن مختلف التوجهات والأفكار والأديان أن ينهضوا ويطلقوا دعوات لاجتثاث تلك السرطانات النتنة فالإنحدار الأخلاقي وصل لنقطة اللاعودة والفضاء امتلأ بالسواد سواد الشذوذ والمتعة الزائفة !
المؤلم حقاً في الأمر أن هناك رواد حقائبهم جاهزة تدل الطريق فكلما حانت لهم الفرصة غادروا حدائق الطهارة ظانين كل الظن أنها ترويح وسياحة ومتعة لن تنقطع ، يتوافدون بالمئات متفاخرين متباهين ناثرين الأموال معجبين بالحال مصورين ديارهم بأقبح الصور في نظر من يراهم بأحضان المومسات ! مؤلم أن نقول ذلك لكنها الحقيقة والحقيقة لا تحجبها الغرابيل فمقاطع اليوتيوب خير دليل لمن أراد التثبت بكل يسر وسهولة .
قيل قديماً إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم هم ذهبوا ! الشرفاء كُثر تفرقهم أدلوجيات أو أديان أو جنسيات لكن يجمعهم شيء جمعته كل الأديان وهو الشرف والكرامة أولئك الشرفاء ينظرون بحسرة تجاه تلك الدور التي أصبحت مرتعاً لكل ساقط وساقطة وأصبحت تدار بعقليات تجارية بحتة وأصبحت مراكز غسيل أموال وصفقات بيضاء وحمراء نظرة تحسر على الانحدار الأخلاقي والضياع البشري !
قصص سمعناها ومازال الرواة يروون تراجيديا لا تنتهي ولن تنتهي طالما العقل غائب عن الوعي ، دموع تنهمر من عيون بعضهن فحالها مبتذل بعدما كانت كالوردة فهي متاع لمن يدفع أكثر ، دخلت بتلك الدور تحاول الفكاك لكن كيف تستطيع وهي محاطة بأسوار عديدة من دخل لن يخرج أبداً وان خرجت فالعار يلاحقها والتضييق يلاحقها مدى الحياة ، ولا أمل يلوح في الأفق !
عندما تغييب الأخلاق والإنسانية فإن الانحدار والانحطاط يعم الأرض ولو كان هناك أخلاق لما رضي من يظن بنفسه الرجولة أن يمارس القوادة تارة وبيع اللحوم البشرية الطازجة في سوق الدعارة أحياناً أخرى !
مؤلم حقاً أن نرى تلك الدور قائمة فزوالها خير للأرض ومن عليها وبقائها شر للأرض ومن عليها ! لكن كيف تزول بالعنف أم بغير العنف ! العنف لا يحل قضية لكن الأفضل والأسلم يكون بالدعوات الصادقة من العقلاء والحكماء وبالتوجية السليم والتربية والنصحية ومحاولة إحتضان كل من زلت بها القدم أو سقط به العقل بوحل تلك النجاسة فلا يمكننا إغفال السياق الفكري والاجتماعي والاقتصادي ومن هنا يكون الحل !
أوحال من حولنا ونحن بحدائق طاهرة فيا ليت الكل بحديقة طاهرة مستقر النفس قرير العين !
التعليقات (0)