((بين ميسي ومرسي))
شيكاغو – أنس ألبياتي
لمراسلة الكاتب مباشرة والنقاش حول الموضوع
Anass.albayati@iraqimutualaid.org
انتظرت طويلا مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة لكوني من متابعي كرة القدم عموما ولما تشهده مثل هذه المباريات من لمحات فنية عالية المستوى اضف الى ذلك الحشد الجماهيري الكبير ولكوني من المهتمين بالتفاصيل لا بل تفاصيل التفاصيل فاني احب ان اشاهد مثل هذه المباريات او الاحداث من الدعامية الى الدعامية على راي احد اصدقائي!
فانا حريص جدا على متابعة ادق التفاصيل كنزول اللاعبين وصيحات الجماهير وغيرها وشاهدت كيف كان استقبال الجماهير للاسطورة ميسي حين مست قدمه ارض الملعب وكيف تعالت الاصوات مرحبة بهذا اللاعب الكبير! لا اريد ان اخوض في تفاصيل المباراة التي كانت جميلة بكل ماتحمله الكلمة من معنى ولكن بعد يومين من هذه المباراة وانا اتابع القنوات الفضائية بحثا عن الاخبار فوجئت بصورة أستاد القاهرة الدولي الجميل على احدى القنوات الفضائية وهو مملوء الى اخره ولكوني اعرف ان النشاط الرياضي في مصر متوقف فجاء في بالي ان ما اراه هو تسجيل لاحدى المباريات ولكني لاحظت كلمة مباشر التي تشير الى ان ما اشاهده هو نقل مباشر لما يجري! حاولت معرفة الموضوع وانا اسمع الجماهير تنادي ميسي ميسي فجاء في بالي ان ميسي متواجد في القاهرة وان ما اشاهده هو مباراة لبرشلونة الاسباني في استاد القاهرة وانتظرت خروج ميسي وبالفعل لم يدم انتظاري طويلا !
فبعد دقائق خرج ميسي ولكن المفاجئة كانت ان ميسي الذي خرج هو غير ميسي الذي اعرفه فالذي خرج الى ارض الملعب وتعالت الصيحات المرحبة به يلبس بدلة فقلت في بالي ممكن ولكنه يضع نظارة طبية فقلت ماهذا واخيرا فالشخص الذي خرج كان ملتحيا وهنا ايقنت اني ميسي الذي تهتف له الجماهير هو مرسي الرئيس المصري! اولى قراراتي كانت مراجعة طبيب للاذن وثانيهما كان متابعة ماسيجري وبالفعل نزل الرئيس ميسي عفوا مرسي الى ارض الملعب وهو يركب سيارة مكشوفة مرحبا بالجماهير العريضة الحاشدة التي جائت تشارك في هذا الاحتفال الذي كما عرفت بعدها انه احتفال بمناسبة ذكرى انتصار اكتوبر!
اطال مرسي في خطابه جدا حيث تجاوز التسعين دقيقة المخصصة لاي مباراة ! ولكوني انفذ قراراتي واحترمها فقد سمعت هذا الخطاب المطول بأكمله ولكوني خارج العراق فاني شاهدت الخطاب بأكمله دون استراحة لتشغيل المولدة او غيرها من المنكدات التي يعيشها الشعب العراقيوهو يشاهد اي مباراة او غيرها!
رغم معارضتي الشديدة للتيار الذي ينتمي اليه الرئيس مرسي لعدة اسباب اهمها انني مؤمن ان الاسلام دين محترم ولاينفع ان يدخل في لعبة قذرة مثل لعبة السياسة وغيرها من الاسباب التي احتفظ بها لنفسي على الاقل حتى اتخلص من كمية الرسائل التي تكفرني تارة وتتهمني بالعمالة تارة اخرى!
وكما ذكرت رغم معارضتي للتيار الذي ينتمي اليه الرئيس ورغم خوفي من ان تصبح ام الدنيا منقبة لكني توقفت كثيرا لما قاله الرئيس واهم مااوقفني هو الشفافية التي كان يتحدث فيها في خطابه وهي بكل الاحوال بداية لعصر جديد لمصر اضف الى ذلك ارتجال الرئيس لخطاب دام اكثر من ساعتين الامر الذي يدل على امكانية خطابية لايستهان بها والاهم من هذا وذاك الطريقة التي تكلم فيها عن المصريين وتاكيده ان مصر دولة مدنية! وتوقعت منه اكثر من ذلك خاصة ان الخطاب جاء في ذكرى حرب اكتوبر وقلت ربما سيكون مرسي او ميسي هو نيلسون مانديلا العرب وسوف يقوم بالعفو عن مبارك كونه من احد ابطال هذه الحرب شئنا ام ابينا! وبذلك سوف يكتسح مرسي معارضيه وسيؤسس لدولة حقيقية قوامها التسامح خاصة بعد ان سمعت كثرة الهتافات والتشجيع الذي كان يدعم كلمات مرسي وكأنها اهداف يسجلها ميسي من خارج منطقة الجزاء ورغم يقيني ان اغلب الهاتفين كان لايسمع مايقوله الرئيس لكن لم يحصل ماكان في بالي وارتطمت الكرة بالعارضة!!
رغم هذا وذاك هي بداية ممتازة من الرئيس مرسي في كل معانيها خاصة اذا ماعلمنا انه اشار الى معارضيه ومايقولونه عنه الامر الذي يدل انه يتابع ويسمع! ولا اريد ان اوجه اللوم الى المعارضين الذي لم ينل خطاب الرئيس اعجابهم ! لابل اقول لهم انا معكم ولكن اذا كان الهدف هو بناء دولة فلابد للجميع ان يتعاون خاصة اذا كان الرئيس يحاول ان يبدي حسن النوايا والعبرة بالخواتم وبالتالي اعطاء الفرصة له لان يخطوا خطوات اخرى على الطريق الصحيح اما اذا كان الغرض من المعارضة هو المعارضة فقط فهذا خطا كبير لايجب ان تقعون فيه! واذا كان الكلام هو مجرد كلام والافعال ستكون غير ذلك فلقد عرفتم طريقكم الى التغيير جيدا!
كم كنت اتمنى من الرئيس العراقي ان يخطب بمثل هذه الطريقة وان يخطوا اولى الخطوات نحو مصالحة حقيقية وحتى ان كان الخطاب باللغة الكردية فلا مانع! ولكن لاحياة لمن تنادي فالرئيس مشغول بطرح مبادرات الهدف منها عقد الاجتماع الذي من المفروض ان يناقش الازمة السياسية التي يمر بها العراق منذ ثلاثة سنوات؟ ويبدوا ان هذا الاجتماع لم ولن يحدث! واناشده من هنا لاداعي للاجتماعات الان فلم يبقى من عمر الحكومة شي والانتخابات قريبة واذا انتخبكم الشعب مرة اخرى فلااريد ان اقول شيئا اخر غير انني سانتظر منكم مبادرة جديده لعقد اجتماع طارئ الغرض منه مناقشة الازمة السياسية المستمرة في الدورة القادمة!
التعليقات (0)