مواضيع اليوم

بين مقام ((سيدي عبدالرحمن )) وقبر الحمار

سلمان العمري

2010-05-14 00:36:52

0

            بين مقام ((سيدي عبدالرحمن )) وقبر الحمار
اتى ذات يوم حاج قاصدا بيت الله الحرام رفيق دربه ((حمار)) العمر ،الفة وصحبة وعشرة عمر ،وكما يذكر بان في الحمير ثلاث صفات تفضلهم على بعض البشر – فالحمار : (يمز شربه ، ويعرف دربه ،ويحمل كربه)ولو شرحنا هذه العبارة لطال بنا الحديث ، فمقام الحمار يليق بروحانية القلوب الخاوية ليجعلها تعيش معنى الحرية التي تدين بها لونا ومقصدا ،نفوس ملت وسئمت روحانية لم تعد تستسيغها بين دور العبادة فلم تعد تطيق صورة المساجد ولا سماع الاذان او القرآن ولا حتى صورة الكعبة ،ارواح فقدت لذة الحياة في هذه الدنيا ،وراءت في طقوس العبادات انهزامية لا توازيها هزيمة .
نعود لصاحب الحمار وفي طريقه الى اداء طقوس الحج يصيبه مصاب جلل فيفقد اغلى من بعض البشر حمار ولا كل الحمير ،ولا من ورائه كل الـ......,فنظر نظرة ملتهبة بكل مشاعر الوفاء وصدق الانتماء ، وبعد ان رثى حماره بشتى انواع الكلام شعرا ونثرا حتى انه تمنى لو انه يعلم باناس سياتون من بعده فيظهرون قبل زمنهم ليشاركونه رثاء المفقود نهيقا ممزوج بروحانية نهيقية تخلدهم للزمن .
ولكنه بكل اسف شعر بعجزه التام امام هذه الامنية فلهم زمن سيظهرون فيه يكون العالم في احوج ما يكون اليه لهم ،فيحررون الناس من معاناة الغربة في زمن عبادة الرب واعتاق رقابهم من وطاءة النظر للمجهول ،فحياتهم رهن معتقد لا يمثل الا الهروب الى التعلق بالوصول الى هدف يسعون له منذ اكثر من 14 قرنا التي ظهر فيها ذلك الرجل الذي كان يقول بان هناك رب سيمنحكم جنة عرضها السموات والارض ولكنهم الى الآن لازالوا يعيشون في هذه الحال ((بين مدينُة لهم )) لاينفكون عن تديينهم فلم يتركوا لهم حرية لاتباع هولاء الرسل ((المودرن)).
وبعد ((سيمفونية)) جر خلالها انواع السامري وطرق الجبل والمجرور وقليلا من المزمار استيقظ لامرهام لم يمهله الموقف لاتخاذ قراره الا بعد حين .فكان المازق الذي وجد نفسه فيه كيف اصنع بجثمان حماري الموقر ،فلن اتركه طعاما لوحوش الارض ، ولا لطيور السماء ، او لربما وقع فريسة لقرصنة المخ ،،او تشويه قد يطال الحمار ببدنه المقدس ،فهداه تفكيره الى قصة ابني ادم وقرر ان يواري سوءة الغالي ،فبداء الحفر ولكن اعياه الحفر في الارض الصلبة فاكتفى بعمق طفيفا لا يواري جثمان الراحل فاكمل الباقي على ظاهر الارض ولكنه واراره ترابا وصخورا جعلته بارز المعالم ,فانفق الكثير من وقته في تزيين ذلك الضريح واحكم بنيانه ليليق بصاحب المقام ((الحمار)) ولم ينسى ان زينه ونثر عليه زهور من( الفل والكادي والبرك) كان يحملها من بلدته بجنوب الجزيرة كهدية للاصدقاء وحتى تختلط ريحة الجيفة لصاحب المقام برائحة الزهور فتولد مزيد من الفكر لعباد سياتون بمنهج جديد في آخر الزمن . يؤمنون حتى بحرية عبادة الحمار.
والقى نظرة الوداع على الضريح الذي لم يعلم انه سيصبح مزارا مقدسا بعد حين ،ورحل الى مقصده صابرا محتسبا ،وبعد ان من الله عليه بحج على سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام قضى ما تيسر له طالبا للرزق ليعود بعدها ادراجه الى اهله وذويه ولم ينسى ان يمر بضريح الغالي في طريق عودته .
كلما اقترب من ضريح الغالي تسابقت خطواته وتسارعت انفاسه حتى بدا له المكان فوجد جمع من الناس يحتشدون امام هذا الضريح وقد بنو عليه بنيانا وزخرفوه والقوا الهدايا والمال واصبح في موقف عقدت الدهشة فيه لسانه ماذا عسى هؤلاء القوم فعلوا بجيفة حماري فعقد العزم واستجمع قواه وسأل احدهم ماذا تفعلون بجيفة حماري فدفعه بعنف وعنفه ايها الاحمق انه ضريح الولي فاطلبه المغفرة والشفاعة عن هذا الذنب الكبير الذي اقترفته بحقه.
ولكنه اصر على رائه واقسم لهم انه حماره وانه هو الذي دفنه بيديه وبنا عليه البنيان بعدان وافته المنية في هذا المكان واذا لم تصدقوني تعالوا لننبش القبر لترون .فما كان منهم بعد تردد طويل الا ان وافقوه ليكتشفوا صدق كلامه .
فتمنى بعضهم لو كان حمار ولكن بعضهم بشر بانه سياتي بعدنا قوم لهم اقلام يتمنون لو يكون لهم حمار له مزار فيزورونه ويتبركوا به فالحمار على الاقل يشبع رغباتهم الروحية والعاطفية ويجعلهم اكثر حرية وتعلقا بالمنظور لا بغير المنظور .
فهم يسمعون ان لاهل المغرب وبعض بقاع الارض مزارات يزورونها بها جيف لا يعلم لمن تعود فيشنفون انوفهم روائحها الزكية ويقبعون في رحابه بحرية تملاء وجدانهم روحانية وسلام فمن مقام ((سيدهم عبدالرحمن )) بالجزائر الى مقام ((سيدهم الحمار)) الذي لا يزال مكانه مجهولا الى هذه الساعة ولكنه في نظرهم من العظماء المخلدين .
في حديث أبي واقد الليثي ، رضي الله عنه : ( أنَّهُمْ خَرَجُوا عَنْ مَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ ، قَالَ وَكَانَ لِلْكُفَّارِ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا وَيُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُم ،ْ يُقَالُ لَهَا : ذَاتُ أَنْوَاطٍ ، قَالَ : فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ خَضْرَاءَ عَظِيمَةٍ ، قَالَ : فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْتُمْ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه ،ِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى : اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ، إِنَّهَا لَسُنَنٌ لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُنَّةً سُنَّة .)وعند ابن أبي عاصم في كتاب السنة : ( ونحن حديثو عهد بكفر)




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !