لم أرها بهذا الشّكل منذ أيّام
تمدّدت بلا أيّ انفعال ...أحدّثها فلا تجيب و كأنّها لا تسمعني
البارحة فقط ضحكنا معا و داعبتُ يديها النّاعمتين
أجابت على اتّصالاتهم برفق و حنان و غمزتني بعينها
حين رأتني أتحسّس صوتا لزائرة قريبة منّا .
رحمك الله أمّي حبيبتي
جمعت ما تقدر عليه من الأشياء ، ودّعت صغيرها و مشت بخطواتها
الثّقيلة ...لا جدوى من الرّحيل، هكذا قال عقلها ..لكنّ شيئا ما يدفعها
لتراها من جديد ...
هي هناك ملقاة بلا رحمة ...لا أحد فكّر في حالها .
في المحطّة تراجعت ...
جرّت الحقيبة ببطء ..
سألت أحدهم عن اليوم و الشّهر و السّنة
نظر إليها الرّجل المسنّ و أعطاها صدقة ..
في أيّ يوم نحن ؟
مالهم لا يخبرونها ؟
لابدّ أن تعرف ذلك .. في الحافلة أصوات أزعجتها و لم تحصل على تذكرة كأنّها غير مرئيّة ، و هي الّتي تتوجّه إلى وهران للمرّة الألف
وحيدة هي ....تقول بصوت مرتفع ...
سأتّصل بها الآن ...و تحاول....... ثمّ تحاول ..... لا شيء
كلّ شيء يدلّ على ذلك .....تعتمد عليّ و أنا وعدتها أن أكون معها .....
ينظرون إليها بشفقة
أحدهم يدفع عنها الأجرة ...
تبكي بصوت مرتفع كالأطفال ...
يتوقّف السّائق ... تخبره أنّها أخطأت ... تنزل بسرعة ..
تتنحّى عن الطّريق ...تضع حقيبتها على الأرض و تبكي مرّة أخرى و هي تقول : ليتها مازالت هناك لأراها كلّ يوم في جنوني ...
صرخت : أريد العودة من فضلكم !
استقلّت طاكسي في الاتّجاه المعاكس و عقلها يقول : هي في تيارت ترقد هناك بسلام منذ أكثر من سنة .......
أتذكرين ؟
من مجموعتي القصصية - البقايا -
التعليقات (0)