مواضيع اليوم

بين لغة الحربي ومناصحة الأحمد!!

علي بطيح العمري

2010-06-25 14:55:16

0

بين لغة الحربي ومناصحة الأحمد!!


علي بطيح العمري


"أضحك الله سنك يا خلف" .. وجدتني لا شعورياً انطق بهذه الجملة عقب قراءتي لمقال الأستاذ خلف الحربي في عكاظ يوم الأربعاء الفارط 11/7/ 1431هـ حول تجمع جموع من المناصحين يتقدمهم الشيخ يوسف الأحمد أمام وزارة التربية والتعليم ومناصحتهم حول قضية الزيارة الميمونة التي قامت بها النائبة نورة الفايز لمدارس الذكور في سابقة فريدة من نوعها!!

أما سر ابتسامتي ومكمن تعجبي فلعدة أمور ..
أولها: اللغة الجارحة والقوية في حق الشيخ الأحمد مثل كونه "جنرالاً" .. ولا أدري ما السر في هذه اللغة الخادشة لكل الأعراف والتقاليد التي أخذت تبات وتقيل في إعلامنا اليوم وكأن معاجم اللغة عقمت فلم نعثر على أساليب أكثر تعبيراً واحتراماً ويبدو أنها رسالة مبطنة مفادها من يختلف معنا فهذه اللعنات ستصب عليه ومن يتفق فلن يناله أي قذائف منها؟

ثانيا: تغييب عقل القارئ والمواطن وكأن الأستاذ الحربي في مقاله يكتب أصالة عن نفسه ونيابة عن غيره .. فهو يذكرني بمعاريض طلب الخدمات والشكاوى التي يتقدم بها بعض المواطنين حيث يكتب سكان كذا أو حي كذا وعنهم فلان الفلاني!!

ثالثا: المسؤولون في وزارة التربية بشر ، والبشر يصيبون ويخطئون ولم يقل أحد منهم أنه معصوم لا يأتيه الباطل من بين يده ولا من خلفه .. ومادام أن كل أدلة العقلاء تنص على بشريتهم فما المانع من محاورتهم ومناصحتهم بما يراه كل شخص؟؟

رابعا: ما قام به الأحمد ومن تبعه أراه أفضل من الهجوم الذي يفعله الناس وخفافيش الانترنت وهذا الهجوم قد لا يستند إلى مبررات ولا إلى أدلة فكم كاتب هاجم جهة أو مسؤولاً ثم تبين للناس أن تلك كذبة كبرى إضافة إلى ما يصحبه من لغة سب وشتم لعباد الله .. بينما الأحمد قام بالذهاب إلى الجهة المسؤولة للتحاور فما المشكلة لو جلس معه مجموعة من المسوؤلين للتناقش والتحاور فلربما هناك كواليس لم يفهمها أحد ، ثم إن الوزارة تحث على الحوار وترتأي تفعيله أليس هذا داخلا في هذا التوجه؟ .. ثم إن كان لديهم وجهة نظر فليقنعوا بها من لم يقتنع .. فلم نحتكر حتى نوايا الناس ونفسرها كما نريد لا كما يريدون هم ..؟!!

خامسا: الناس ليسوا مغفلين حتى يفكر عنهم أحد بالنيابة فالزيارة التي قامت بها نائبة الوزير ألم تخالف أنظمة التعليم؟ .. أم أن أنظمة التعليم الحالية تنص على انه يحق للمسؤول الالتقاء بالطالبات والحضور بينهن وكذا المسؤولة تحضر لدى البنين!! إن كانت تنص الأنظمة فالأحمد أرتكب جريمة بشعة بمناصحاته وإن كانت الأنظمة تمنع فالحربي قد مكر مكرا كبارا بتزوير الحقائق وقلب ما يتعارف الناس عليه ؟؟ ثم هناك مسألة أخرى مخالفة الأنظمة التي نصت عليها مراسيم ملكية وصادرة بأوامر سامية ألا يستحق صاحبها المساءلة والإنكار عليه ومحاورته؟؟

صدقوني ما حصل الفساد الإداري إلا لما انتهكت الأنظمة وما تعطلت المشاريع إلا لما ارتكبت المخالفات وهذا في كل الوزارات والجهات.

سادسا: هؤلاء الذين احتسبوا وراحوا يقابلون المسؤولين أليسوا بشراً لديهم رأي ، أهم كفار خرجوا من الملة؟!! ألم يدعو الله إلى مجادلة أهل الكتاب؟؟؟ أليسوا بشرا يبحثون عن معرفة وعن حقيقة مغيبة عنهم ما فائدة المكاشفات والشفافية التي ينشدها الناس وتطالب بها الجهات الحكومية؟ .. ما الذي يضير الوزارة أن تبين للناس ما تفعله وما تقبل عليه حتى لا تفسر بألف تفسير وحتى لا يطالهم اللوم؟

أيضاً .. لم تصور الأمور للناس بخلاف ما هي موجودة .. لم هؤلاء يحرم في حقهم التحاور وغيرهم يجوز؟؟ فمن المضحكات أن تجد بعض الكتاب يتجاوز الواحد تخصصه ويبث شبهات وأغلوطات ثم إذا نوقش قيل حرية رأي .. يا لهذه الحرية من خائنة؟؟ إذ كيف تكون لناس وتحجب عن آخرين .. يا لهذه الحرية من منافقة كيف يرتديها ناس ويحرم لباسها على آخرين ، يا لهذه الحرية اللعينة من مجرمة تستحق أن تلبث في السجن بضع سنين حتى تتأدب لم تكون "الحرية" فقط لمن وافقني ولا تشمل بعطفها من يخالفني؟!!!!!!

سابعا: أنا في هذا المقال أدافع عن حق الإنسان في التعبير عما يراه ويعتقده طالما انه سلك الطرق المشروعة .. كان بإمكان "الأحمد" أن يشتم ويلعن ويكتب مقالا انترنتياً يفتري فيه على عباد الله لكنه سلك طرقاً مشروعة لم تخالف نصاً ولا قراراً ..

وأيضا أدافع عن حق الشخص في أن يقول رأيه ففي عهد خادم الحرمين الشريفين – وفقه الله – بإمكان الشخص أن يعبر عن رأيه كيف لا وهو الذي دعا إلى الحوار ورأينا كيف يجتمع السني بجانب الشيعي والليبرالي بجانب الإسلامي تحت سقف الحوار والتعايش ، ثم نأتي إلى أناس ونقول لهم اسكتوا الويل والثبور لكم فبأي نظام وتحت أي قرار وبأي حق يمنع هذا الشخص أو يلام أو يلاحق بالسخرية واللمز ولسان حال هؤلاء لا يراد منع الأحمد – أو غيره - فقط بل شنقه وإعدامه على الملأ ؟!!

وأيضاً .. أنا ضد من يخالف الأنظمة وقوانين البلاد تحت إي حجة أو ذريعة فالقانون الذي وضع بمرسوم ملكي لا يحله إلا مرسوم آخر ، وإلا يا أستاذ "خلف الحربي" هل تريد زمن "من أيده له" .. ماذا لو كل جهة حكومية خالفت أو مالت عن قوانين البلاد؟؟ أتراها محمدة وتبتغي سنها أم مثلبة ومنقصة ومن حق الآخرين الاعتراض؟!


أخيراً..

ليس بيني وبين الشيخ "الأحمد" أي تعارف ولا تجمعنا شجرة نسب ، ولسنا متجاورين ولم أتتلمذ على يديه .. لكني أكتب عما أمرنا الله به وهو العدل فحتى مع الذين يخالفوننا ويعادوننا قال الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }..

إنه العدل الذي أمرنا الله به حتى مع أعدائنا فكيف بمن يشاركنا في الدين وفي الوطن وفي اللغة .. ومن عجائب العدل لدى أحد الكتاب أن "يوسف الأحمد" كان السبب في حدوث الغبار مؤخراً على بلادنا !!! ، وعلى هذا المنوال فلا يمنع أن يكون "الأحمد" وراء ارتفاع درجات الحرارة ، وفتشوا فربما كان "الأحمد" السبب الرئيس وراء الاحتباس الحراري !!!
أنا آسف إن كنت قد قسوت في لغتي على العزيزين "الحربي والأحمد" ولكنها خواطر قلم انتثرت إثر زيارة نائبة الوزير التي حلت بين لغة الحربي ومناصحة الأحمد!!

ولكم تحياااااتي.

صباح الخميس 12/7/1431

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !