بين فتوى "التحريم" وكثافة " المشاركة" فى الانتخابات الرئاسية مايو2014
رسالة يجب ان نفهمها جميعا وخصوصاً الرئيس المنتخب
كان لكثافة مشاركة المصريين فى الخارج فى الانتخابات الرئاسية مايو2014 صدىً كبيرا عند الجميع خصوصا بعد فتوى تحريم الانتخابات الصادرة من رجال الدين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسى ولجماعة الاخوان , وقد لوحظ ان فى بعض العواصم خاصة كانت المشاركة كبيرة جدا وظاهرة للعيان وكأن المصريين العاملين بالخارج فى هذه العواصم ارادوا ارسال رسالة الى العالم اجمع انهم مؤيدون للثلاثين من يونيو2013 وما تبعها من اجراءات , رغم تواجد رموز المؤيدين لمرسى وللاخوان فى هذه العواصم مثل انقرة ونيويورك والدوحة ولندن وغيرها , وهى رسالة لا يجب ان نتركها تمر مرور الكرام بل يجب ان نفهمها جيدا ونستوعبها حتى نستطيع قراءة الاحداث المستقبلية .إنَّ المصريين فى مصر وفى جميع بقاع الارض تربطهم جميعاً رابطة واحدة ونسيج واحد رغم اختلافاتهم سواء كانوا من المعارضة او من المؤيدين او كانو من المصريين فى الخارج او المصريين فى داخل مصر , او كانوا من الشمال حيث السواحل والدلتا او من الجنوب حيث الصعيد والنوبة او من الغرب حيث الواحات او من الشرق حيث سيناء وسواء كانوا مسلمين او مسيحيين او كانوا سلفيين او من الاخوان او من الصوفيين او من الليبراليين او حتى العّلمانيين , فهم جميعا مصريون يربطهم حب مصر ويجرى فى عروقهم مياه النيل بسمرتها وخيرها , ومهما اختلف المصريون فإنهم يتلاقوا فى النهاية على الطريق وتوحدهم امهم مصر ولو بعد حين , وهى خاصية لا تجدها إلا فى مصر كنانة الله فى الارض....وعليه فمهما اختلفنا نحن المصريين فنحن نتفق على اننا ابناء امنا مصر والاثبات الحىُ على ذلك وكمثلٍ من التاريخ الحديث هو موقف المصريين بعد نكسة يونيو67 وقد كانت النكسة صدمة لمصر وللعالم وكان الشعب المصرى قبل النكسة فى اختلاف كبير فهناك مجموعة الاخوان وكانت مضطهدة من عبد الناصر وهناك معارضى النظام من فلول الملكية وهناك الشيوعيون الذين كانوا مضطهدين من نظام عبد الناصر ايضا , ولكن الجميع اخوانا وملكيين وشيوعيين وقفوا مع مصر ضد العدو (اسرائيل) وبدأت مصر تعيد بناء قواتها المسلحة وتم رفع شعار( لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ) وبإتحاد شعب مصر تم الانتصار فى اكتوبر 73 و هكذا هى مصر شعب واحد ونسيج واحد يظهر معدنه الاصيل عند الشدائد ...
إن كثافة مشاركة المصريين فى الانتخابات الرئاسية فى الخارج لهى رسالة مهمة الى الجميع مفادها .. اولا الى العالم اجمع ان مصر شعب واحد ومصير واحد قد يختلف ابنائه يوماً ولكنهم يعودون الى بعضهم البعض دائما تحت راية مصر. وثانيا الى الرئيس المنتخب _ ايا من يكون _ ان عمله الاول هو جمع الشمل للمصريين وان يبدأ عهده بالعفو والتسامح والدعوة الى التوافق وحبذا لو كان اول قرار له هو العفو والتسامح , فمصر لا تحتمل شقاقاً آخرا ً ولكنها تنتظرُ توحداً وتوافقاً ثالثاً الى المعارضين للثلاثين من يونيو2013 والمؤيدين للاخوان قائلة لهم ان الطريق واضح والحق واضح ولا عيب إن اخطأتم ولكن العيب ان نستمر فى العناد , ويجب على رموز الاخوان ومؤيديهم ان يلبوا دعوة الوفاق وان يظهروا حسن النوايا حتى تستمر الحياة واخيرا ورابعا الى كل من تُسوِلُ له نفسه ان يلعب بأمن مصر إياكم ومصر ...اياكم وشعب مصر... فقد يسكت يوماً ولكنه ينفجر كفيضان النيل فيعصف بكل اعدائه ... .
التعليقات (0)