مواضيع اليوم

بين عزل «مرسي» وهروب «هادي»

ماءالعينين بوية

2015-02-27 18:04:16

0

 حين حوصر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وعزل عن الحكم، كان انقلاباً ضد الشرعية الدستورية، وحين حوصر الرئيس المصري محمد مرسي وخطف، كان ذلك عزلاً لرئيس، وفقاً لإرادة الشعب الخارج في ثورة الفضائيات 30 يونيو/ حزيران.

شرعية هنا خطفت وإرادة شعب هنالك طبقت، ولا فرق بين الحالتين، إلا مصالح الدول الإقليمية الداعمة لانقلاب والرافضة لانقلاب.

لكن، من الغريب أن يتوافق الطرفان على إرادة الشعب في تغيير مرسي وعزله وخطفه وسجنه، وهو رئيس شرعي منتخب، واختلافهما على انقلاب الحوثي ضد رئيس توافقي، فمرسي أراده الشعب من دون توافق خارجي، وهادي انتخب بإملاء إقليمي.

بينما هرب هادي، ظل مرسي مختطفاً في مكان سري، إلى أن تمت محاكمته وتتم الآن.

لم يكن مرسي ضمن توافق الطرفين، ليحظى بدعم يجعل من شرعيته تعود بعد هروبه بتغطية إعلامية ودبلوماسية كبيرة تفرض هذه الشرعية.

بالنسبة للرئيس اليمني، على الرغم من ضبابية المشهد اليمني، ومدى حقيقة أن الرئيس هادي متحكم في زمام الأمور، فالعاصمة والجيش خارج إدارته، والمحافظات أشبه بأقاليم مستقلة، تعلن دعمها أحد التيارين أو حيادها.

لا جدال في شرعية الرئيسين، وفي ظلم الانقلابين، ثورة 30 يونيو، أو انقلاب 3 يوليو/ تموز وثورة 21 سبتمبر/ أيلول أو اجتياح الحوثي، طالما كانت الانقلابات العربية ثورات شعبية، فالشعب هو الجيش.

هذا حال مصر واليمن، مع اختلاف بسيط أن سيطرة الحوثيين على المشهد اليمني، هي سيطرة أقلية على أغلبية، بل يتعدى الثورة الشعبية، كما يقولون، إلى أحلام تنظيم يرى ما حدث استكمالاً لمسيرته القرآنية.

وهنا أقف عند حالة التقمّص التي يقوم بها عبد الملك الحوثي لشخصية مرشد الثورة الإيرانية من جهة والتقمص الظاهر في خطابات الحوثي لشخصية الأمين العام لحزب الله.

وتخفي حالة التقمص هذه، وراءها، إعجاباً حوثياً بالحالتين الإيرانية واللبنانية، غير أن الإعجاب وحده لا يكفي، فالتجربة الحوثية في إدارتها الأمور يعوزها الكثير، والناظر إلى الإعلان الدستوري، بل إلى البيان الصادر حول طلب هادي للعدالة، يلمس هذا العوز والتخبّط وقلّة الخبرة.

كان أولى أن يعود مرسي، ويحظى بدعم دولي، ضد انقلاب الجيش.

لكن، لم نر تحرك مجلس الأمن لإدانة الانقلاب، أو منع الانقلابيين وحظر سفرهم وتجميد أموالهم في الخارج، ولا دول التعاون، ولا الاتحاد الأوروبي.

ازدواجية في المعايير جعلت من مرسي مجرماً لفظه الشعب، ومن هادي 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات