علي جبار عطية
الأربعاء 09-10-2013
طباعة المقال Print
استوقفني حديث لمواطن في مكان عام وجدت من الفائدة الوقوف عند موضوعه اذ كان يتحدث عن الفرق بين حزام الامان والحزام الناسف!
حقاً انها مقارنة مرعبة فالحزام الاول يعطي شعوراً باعظم نعمة وهي نعمة الامن واما الثاني فهو نقيض الاول تماماً اذ انه يسلب هذه النعمة ويطيح بقيمة الانسان وقدسية الحياة!
ورحت استرسل في المقارنة فحزام الامان يعطي لصاحبه احساساً نسبياً بانه في امان من محاسبة رجل المرور الذي يرى ان من علامات التزام السائق بانظمة وقوانين المرور وضع حزام الامان على الجسم حتى لو كان هذا الوضع شكلياً وهو كذلك لان اغلب الحوادث المرورية تحدث من دون ذكر هل كان السائق مرتدياً حزام الامان ام لا؟ اما الحزام الناسف فصاحبه يفترض ان يرتديه مرة واحدةً هي المرة الاولى والاخيرة وهو يدري انه حتى لو فشل في تفجير نفسه فانه لن ينجو من غضب الجهة التي يستهدفها وهو صانع للحدث الساخن الذي يتسبب في المزيد من الضحايا والمعوقين والارامل واليتامى والمشردين ويشغل مساحة في الفضائيات الذي تتناقل خبرانتحاره كما تبحث الغربان عن الفطائس! بخلاف الذي يرتدي حزام الامان فهو يعلم انه لايؤثر في التاريخ شيئا !
ولكن يظل السؤال المحير هو ما الدافع القوي الذي يجعل شخصاً يقدم بكامل عقله على تلغيم جسمه والذهاب الى تجمع بشري لينتحر وسطهم مع انه لا توجد في الغالب اية علاقة بينه وبينهم وكيف يدس هذا الشخص فطرته السليمة ونوازع الخير والضمير الحي في اكثر المحطات اللاانسانية انحطاطاً وتسافلاً فيرتضي لنفسه ان يكون سبباً في ايقاع الاذى باناس من جنسه البشري ثكلاً ويتماً وفقداناً واذا افترض ان هذا الشخص مسلوب الارادة فمن اين لمن يدفعه الى هذا المصير الاسود هذه العقول والقلوب المريضة.. من اين لها كل هذه القسوة والظلم والخسة؟ ويظل هناك فارق جوهري بين حزامي الامان والناسف وهو ان الاول ظاهر على اعلى الجسم والثاني مخفي وسط الجسم ربما في اشارة الى وحشية بعض النوازع البشرية الدفينة!
التعليقات (0)