مواضيع اليوم

بين جبع وجبع حسرة ..حسرتان

عوني عارف ظاهر

2012-08-18 16:15:36

0

  

بين جبع وجبع…حسرة...حسرتان.

 

 

 عمر عبد الرحمن نمر

العلاقات العامةَ- تربية قباطية 

جبع.. هناك.. زهرات برية لم تذبل.. أبت أن تذبل.. هاجمها أرجوان الموت.. ماتت ولم تذبل..

جبع.. هنا.. تطارد لقمة العيش من الغسق… إلى الغسق.. تحلم بفرحة زهرة برية.. في صباح العيد.. داهمتها غربان.. تاهت.. 

 في ليل العسجد… كل شيء مستباح.. 

الدم حبر يمد العشق بآهات الوداع..  

وقطع الجسد.. ملح الأرض.. تتناثر والحديد.. المتجمد..

 

في ليل العسجد.. يتساوى الحزن.. يكبر العدد.. ويتساوى الحزن..  

هكذا قال صاحبي..

زوادة  سحوره فارغة إلا من قطرات…  وقلب ينبض صبابة...

وهو ينتظر فطور صائم..

هي جبع.. زوادة.. ومطرة ماء.. وهو يلهث لرؤية البركة.. مات فيها..

هي جبع..

هكذا قال صاحبي… 

الطفولة دقت الخزان.. قهقهت ألسنة النيران.. فاحترقت في الطفولة.. لم تنته.. بقيت نصف قطعة من الشوكولا السوداء.. تندب حظاً بين الجمهور والشارع..  

هي جبع الأولى.. آمنوا بأن عرقهم.. يطهر الثرى.. وأن موتهم… حياة.. فكانوا يترقبون أطفالهم.. يلاعبون مهجهم.. وخصلات من شعورهم.. ماتوا ولم يقبلوهم.. هي جبع الأولى...

  

هكذا قال صاحبي..  

لماذا نخيط الأكفان قبل ساعات من الوجود… ونتدرب على العد..

واحد… اثنان… ثلاثة… ويبقى الموت في محطته الأولى.. الموت واحد..  

واليتامى.. آهٍ.. كحراب الزمن الصغير، يخجلون من دموع الثكالى…

 

ويعدون… واحد…اثنان… ثلاثة.. والموت واحد.. يتصدر في محطته الأولى..

قاسٍ… قاسٍ أيها الموت.. في ليلة العيد الأولى..

هكذا قال صاحبي…

في جبع الأولى، في وجه العيد.. رسم الأطفال دهشتهم وهم يرقبون.. أين هم.. خرجوا من طريق.. ودخلوا في طريق.. رجعوا.. أين هم.. تناديهم الدموع؛ علها تدنيهم.. من دكان ألعاب.. أو من شجرة الفرح.. تذكر الأطفال الحكاية..   

تذكروا أن البطولة تحققت.. وأتوا بقبس.. ورغيف خبز.. وحناء..

أتوا بحب اللقاء.. ولهفة المشتاق.. وعبادة الصائم القائم القانت.. وكانت جبع في سكونها.. وصباها.. ودلها.. تشعل في الليل البهيج حرقة، وتعد شالات الحزن.. واحد.. اثنان.. ثلاثة…. ثمانية..  

هكذا قال صاحبي..

  

ليت الغيم يضحك.. ليت الصخر يسمع الثكالى.. ليت الليل ينسلخ منه أيقونة سامر يغني.. فالأم نثرت حنانها، واستمطرت السماء عشقا.. والأب.. طافت به البلاد كلها.. فلم ينبس بنبت شفة. 

 

 والطفلة سألت سؤالا واحد.. ودمعت عيناها دمعة.. ودمعتان.. وازداد الليل ظلمة وقشعريرة..

ولكن رحمة الله واسعة.. اللهم ارحمهم.. وأسكنهم جنانك.. وأفرغ صبرا على ذويهم.. 

 إنا لله وإنا إليه راجعون…    

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات