عبد السادة جبار
لم تعد مشكلة الحصول على سيارة اجرة (تاكسي) قائمة منذ ان اطلقت حرية استيراد السيارات بأنواعها ومن مناشئ متعددة ،على مستوى الاستيراد الحكومي او التجاري ،وبمجرد ان تؤشر بيدك حتى يصطف امامك طابور متنوع من السيارات كل منهم يتمنى ان لا يتفق معك الاول ليفوز هو بك مقابل الاجرة ،سواق التاكسي المحترفين وجدوا في ذلك قطعا لأرزاقهم في مهنة اعتادوا عليها ،وان آخرين طارئين عليها ينافسونهم فيها ،في الوقت الذي يرى اولئك ان لهم اسبابهم التي دفعتهم الى ذلك مضطرين ،"بلادي " تلقي الضوء على هذا الموضوع من خلال هذا التحقيق :
سلمان خلف (سائق تاكسي) :
يقول :السياقة بالنسبة لي كانت هواية , ثم تحولت الى مهنة تزوجت منها وبنيت بيتا في منطقة شعبية وأنجبت أولادا الان هم يدرسون في الكلية , وكنت أبدل سيارتي كلما مر عليها زمن ,ولكن لم أبدل الاخيرة منذ التسعينات ,لأن الحصار لم يمكني من ذلك ,كما أن أحتياجات البيت قد أزدادت,ولكن المشكلة التي نعاني منها اليوم هي منافسة سواق الخصوصي لنا ,حيث أصبح بأمكان أي شخص أن يعمل كسائق تاكسي بمجرد أن يضع يافطة جاهزة مصنوعة لهذا الغرض فوق السيارة أو في الداخل ,أحيانا لايحتاج لها ,لهذا شح رزقنا ,وأصبحت هذه المهنة غير كافية للتغطية نفقات أحتياجاتنا وخصوصا بعد ازدياد أسعار الوقود، والغريب اني اورثت هذه المهنة لأولادي ،فهم احيانا يقودون السيارة بدلا عني لكنهم يعودون مبتئسين ، الشارع ليس مثلما كان ،لكني اتحمل الامر اكثر منهم ،لأني قد اعتدت المهنة ،والذي لم يعتدها لا يمكن ان يكون سائقا جيدا .
يشاطره الرأي علي صالح وهو سائق قريب العهد أذ بدأ هذه المهنة في منتصف التسعينات ,حيث يقول :
نحن لانعرف مهنة غير هذه , والغريب أن بعض الموظفين بدأوا يعملون كسواق تاكسي بعد ساعات الدوام او حتى في العطل برغم أن رواتبهم الان جيدة وأنا أعرف القانون في السابق كان يمنع الموظف من القيام بعمل أضافي, أذ يعطي مخصصات تسمى مخصصات عدم مزاولة مهنة وبصراحة أنا أعرف اليوم موظفين في دوائر حساسة يعملون كسواق تاكسي وبسيارات خصوصية, كما أن بعض السواق ليست لديهم أجازة سوق , وبما أن بأمكان أي سائق اليوم أن يمر بأي طريق ولايحتاج أن يفهم ألأشارات المرورية , فأنه يستطيع أن يعمل كسائق أجرة .
حسن لطيف خريج يقول :
وراء كل معضلة او مشكلة هي البطالة ،لم أجد وظيفة بعد تخرجي من الكلية وأشتغلت بأعمال وقتية كثيرة وتزوجت ولم استقر على عمل محدد ومللت من البحث عن وظيفة , فأضطررت الى أن أبيع ذهب زوجتي وأشتركت في سلفة لأشتري هذه السيارة كي أعمل كسائق أجرة , والحمد لله هذا العمل ستر علينا من الضياع ولن أحتاج لمن يتوسط لي من أجل وظيفة , والشارع مفتوح للجميع والرزق على الله , وعندما أجد عملا مناسبا اخر أو وظيفة معقولة لن أستمر كسائق تاكسي , لأن هذا العمل ليس سهلا,وفيه معاناة كثيرة خصوصا بعد أن امتلأت الشوارع بالحواجز والسيطرات, وكثرت الازدحامان المقرفة ,وأحيانا لاتحصل على زبون طوال يوم , وأحيانا مقابل أجرة قليلة تتورط في زحام أكثر من ساعتين , ولكن ليس هناك بديل ,نتمنى أن تتحسن الأوضاع لنغير هذا العمل .
عماد مجيد طالب كلية :
انا المعيل الوحيد للعائلة ولم اكمل دراستي بعد ،توفى والدي وبقيت سيارته وتقاعده لا يكفي لسد المصاريف ولهذا اضطررت ان استخدم السيارة لأعمل بها من اجل سد نفقات العائلة ،في الصباح انقل بها اربعة طلاب واعيدهم الى بيوتهم مقابل اجر شهري وفي الاوقات الفائضة ارتزق منها ،لابد من هذا الحل وليس هناك بديل ،ولا ادري قد استمر في هذا العمل حتى بعد التخرج ،لأني لا اضمن التعيين ،وقد اعتدت على السياقة وعرفت الطرق ،واتوقع ان تزال اغلب السيطرات ،ويخف الزحام وتكون السياقة اسهل .
الاعلامي حازم كاظم :
سأتكلم بشكل عام ،بصراحة هناك فوضى في ممارسة المهن ،بإمكان اي منا ان يكون دلالا او مضمدا او بائع للأدوية او سائق تاكسي ،وبإمكان المدرس او الموظف او حتى رجل الامن ان يعمل باي مهنة اضافية يجيدها بقدر ما ، ، او حتى لا يجيدها ، أن واجب الدولة أن تنظم المصالح والمهن الحرة ,كما أن من الضروري ارتباطها بنقابات تحفظ حقوقها وتلزمها بأداء واجباتها ,ووجود قوانين من هذا النوع له دلالة مدنية وحضارية والعراق يمر اليوم بتحولات ديمقراطية ويمضي نحو التطور المدني ,نعم قد غادرنا مرحلة اليد الحديدية للسلطة التي تمسك كل شيء وتنظم كل شيء لتحافظ عل وجودها وحلت مرحلة الانفراج والتنافس الشريف ،ولكن لا ينبغي ان يترك الحبل على الغارب ،اذا لم تشرف الدولة على ممارسة المهن ومتابعة الاختصاصات ستعم الفوضى المهنية ،وما دمنا نريد ان نتبع خطى الدول الديمقراطية والمتقدمة ينبغي ان نستفيد من تجاربهم ،هناك شركات خاصة ومسؤولة عن النقل الخاص ،وهناك افراد يعملون كسواق تاكسي بسيارات معروفة ومسجلة لهذا الغرض ، ليس الامر سائبا لمن يحلو له.
كريم سعدون موظف :
مقر عملي يستوجب ان استخدم سيارتي الشخصية للوصول اليه ،وبصراحة كنت اتمنى ان لا استخدمها ،لكنني مضطر لذلك وفي نفس الوقت ان مصاريفها تستهلك جزءا مهما من راتبي فلابد ان اعوض ذلك اثناء ذهابي وايابي من والى دائرتي لذا فانا احيانا انقل بعض من في طريقي الى المكان الذي يناسبني ويناسب الزبون لقاء اجرة معقولة ، وكذلك خلال العطل الرسمية لأعوض تلك المصاريف ،وصدقني اني لا اعتبرها مهنتي ،لكني احتاج الى دعم مادي من خلالها ،والا ليس من المعقول ان تكون لديك وسيلة قادرة على جلب دخل وتتركها دون ان استخدام لهذا الغرض .
المواطن سعيد محمود مدرس أجتماعيات يقول :
التنظيم مهم أذ أننا نجد في كل مجتمع متقدم تنظيما لهذه المهنة حيث تتولى الأمر شركات معروفة ومسجلة ولها هواتفها ,هنا من الصعب تحقيق ذلك لكن على الأقل يجب أن لايسمح لمن هب ودب أن يعمل كسائق أجرة , لابد من تسجيل تلك السيارات وتحديد أعدادها فضلا عن منح أجازات عمومية بعد الأختبارمثلما كان في السابق وأدخالهم في دورات أمنية أيضا خصوصا ونحن نمر اليوم بظروف أمنية أستثنائية,علاوة على أن بعض سواق الأجرة يطلبون من الزبون أن يدلهم على الطريق مما يدل على عدم الخبرة في هذه المهنة.
التعليقات (0)