مواضيع اليوم

بين تأليف القلوب وتأليف الحكومة

نسيم ضناوي

2011-05-25 16:37:06

0

بين تاليف القلوب وتاليف الحكومة

يبدو أن ردم الهوة بين قلوب
اللبنانيين الناشئة من تصورات وهمية وولاءات خارجية مهمة مستحيلية، ويظهر أن تأليف هذه القلوب يحتاج الى علاج لم يكتشف بعد ولم تستطع مختبرات الوسطية اللبنانية الوصول اليه، رغم حرقتها وتحريها لاختراعه واجتراح العقار الذي يضمد الهوة التي تتسع يوما بعد يوم بين قلوب اللبنانيين.
يحاول الرئيس المكلف تأليف هذه الحكومة بين سندان الظروف الاقتصادية الضاغطة التي في غالبها مختلقة، وبين مطرقة تأليف القلوب النابضة بكثير من انواع الكراهية ومزيج من الوان الفرقة والعصبية. هذا التأليف لهذه القلوب قد يكون اصعب بكثير من تأليف حكومة، ذلك انه في تاريخ اللبنانيين اعتياد على تركيم الازمات وتأجيل حلها، وهناك اعتماد دائم على الحلول الخارجية المعلبة التي قد تؤلف حكومات لكنها ليس من مصلحتها تأليف قلوب اللبنانيين، بل من مصلحتها ان تظل قلوبهم معلقة بمساعداتها وحماياتها لهم.
الرئيس المكلف بوسطيته ومناقبيته وقيمه التي لا يجادل فيها عاقل وقد يجادل فيها مجنون، يعتمد في تاليفه مبدأ الكلمة الطيبة مفتاح القلوب بينما يعتمد خصومه الهجوم خير وسيلة للدفاع عن الحصص ومكاسب الجيوب، يتكل نجيب ميقاتي على ان اللبنانيين يحتاجون لانقاذ من التيه في مصالح الامم فيما يتكل خصومه على مبدأ الصراع مع امم والخضوع لامم طريق لبلوغ القمم، يسير الرئيس المكلف على شوك الصبر لكي لا تكون فتنة ويكون الخراب للوطن فيما يسير خصومه في طريق الضغوط لنيل الحصص وتوزيع المغانم ويرددون انا ومن بعدي الطوفان، يحتكم الرئيس ميقاتي الى الدستور ويستنير بالصلاحيات المحددة له والمناطة به فيما يحتكم خصومه الى الشوفينية المتجذرة في نفوسهم والميكيافيلية الممزوجة بالبراجماتية التي تعبد المصالح الشخصية وترى من خلالها الوطن، يقف الرئيس الوسطي وراء قناعاته بالوحدة الوطنية والعيش الواحد ولبنان الرسالة ويقف خصومه وراء متاريس المعارك الوهمية المصطنعة والخيارات العنفية الموتورة التي اتقنوها في الحرب ويمارسونها في خطاباتهم ومواقفهم في السلم ويعتمدونها سلما للوصول لمآربهم السلطوية والتسلطية.
مهمة تأليف القلوب قبل تاليف الحكومة مهمة يعتبرها البعض مستحيلة وكأني بالرئيس ميقاتي يجيبهم دائما بلسان الامل والايجابية والايمان كما اجاب بونابرت لمن قال له: "مستحيل" قال له: "جرِّب".
جرِّب لأننا نرى في عيونك الحانية لبنان الذي نحب، جرِّب لأننا نسمع في صوتك المطمئن لبنان الذي نعشق، جرِّب لأننا نريد ان تتألف قلوبنا على يديك وليس فقط حكومتنا.
                                                                         نسيم ضناوي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !