قبل أكثر من عقدين من الزمان وكل عام يحتفل المجتمع الدولي ومؤسساته المدافعة عن البيئة باليوم العالمي للمياه في الثاني والعشرين من شهر أذارنيسان بعد إقرار هذا اليوم في مؤتمر البيئة و التنمية التابعة الأمم المتحدة في البرازيل عام 1993 . فجيمع المؤتمرات التي عقدت بهذا الخصوص تشير الى الأزمة المستفحلة للمياه في العالم والتي أخذت تنمو بصورة مضطردة.
الحق في الحصول على مياه سالمة كما بقية الحقوق يجب إحترامها فتعتبرمنظمة البيئة الدولية الحصول على المياه النقية على أنه حق تكفله القوانين الدولية للجميع دون تمييز بين أحد وآخر.
ولكن مشكلة المياه في العالم في كفة و المشكلة التي تعصف بالأحواز في كفة أخرى والسبب توفر كل إمكانيات البيئة السليمة هناك لكن الشعب الأحوازي يفتقدها بسبب سياسات إيرانية ممنهجة دمرت البيئة ومن وراءه الأجيال هناك طيلة العقود الثلاثة الماضية . فقد تبدو أزمة المياه في الأحواز على أنها كارثية لما للمياه من دور رئيس في الحياة البيئية والمجتمعية للمنطقة بسبب وجود أكبر الأنهار في إيران والتي تقع في إقليم الأحواز.
لقد تضررت المجتمعات البشرية في الأحواز وعلى رأسها شريحة معينة مثل الأطفال بتلوث المياه أكثر من غيرها.ناهيك عن الدمار الهائل الذي لحق بالبنية الزراعية هناك جراء الإنقضاض على البيئة الزراعية لأسباب عديدة منها الإهمال والفساد و المشاريع الفاشلة و إيكال المناصب لغير الأخصائيين بعملهم وغير ذلك من الأمور.
إنّ نقص المياه وتلوثها في الأحواز جاء لأسباب عديدة لكن أهمها حصل جراء قطع المياه عن المنطقة نتيجة حرف مجرى الأنهار من قبل النظام أو بناء سدود غير علمية على أكبر الأنهار في الإقليم(نهر كارون والكرخة والجراحي) وكذلك حرمان المنطقة من حصتها في المياه و تلويث المياه بواسطة بزل مياه مشروع قصب السكر في مياه الأنهر و ترك الملوثات الصناعية السامة للمستشفيات والمصانع تهدر في الأنهر دون تصفيتها .
من هنا وأذا باليوم العالمي للمياه يجب على الجمعيات الناشطة في مجال البيئة وحقوق الأطفال التحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى في الأحواز من معالم بيئية حيث أكبر الأنهر والأهوار والحياة البرية والمجتمعات الإنسانية تعاني كارثة بيئية قد تجرّ المنطقة نحو تلوث بيئي مدمّر.
التعليقات (0)