مواضيع اليوم

بين الصبر...وغياب الضمير ..عراقية معاقة تتحدى الحياة.

شيرين سباهي الطائي

2010-08-09 07:08:39

0

سمعتُ عنها الكثير وكانت لهفتي الى لقاءها هي الاكثر .من بين شقوق الطين والصبر والفقر الذي سَكن بساطتها وقدر ابى ان لايبرح ذاك الجسد الواهن مبتورة القدمين هي كما هو الحق اليوم في زمننا مبتور وأصم .
نورية سالم مواليد 1976شابة هي سمراء كالأرض الطيبة التي ولدت عليها اصيبت بشلل الاطفال ومع ظروف العراق ارتحلت كما رحل الالاف من العراقين الى سوريا التي فتحت لهم الابواب بمحبة .
تزوجت نورية في دمشق من السيد عبد الصمد هاشم العطبي مواليد1954 من اهالي البصرة يكبرها بالكثير من السنين ويحبها بكل خُلجاته زوجين عاشقين بمحبة الله ومرارة الفقر والعوز.حالتهم كانت محط أهتمام الأعلام ولكن اي اعلام الاصم الابكم.شابة معاقة مبتورة القدمين وزوج مبتور القدم والساق ومصاب في نصف وجهه .أستغلهم الاعلام العربي كمادة اعلامية تعرض ومن ثم تركن ويملىء ملفهم الغبار.احلامهم بسيطة لاتتعدى غرفة نظيفة وكرسي ببطارية كما أسمته نورية لتتمكن من التحرك به داخل غرفتهم التي يرافقهم الوحشة فيها الفقر والجوع .رافقناها في الولادة لساعات الصباح الاولى .ووجدنا كم هي قاسية هذة الظروف والاقسى منها غفلة الحكومة العراقية عن هؤلاء الناس لانهم فقراء يحملون عراقيتهم في الاوراق فقط ولايملكون شبر فيه.  زارتهم اغلب القنوات الفضائية العربية والغير العربية على امل ان يسمع صوتهم الضمير الغائب .بين هنية وصمت تترقب نورا قلب يرحم وسرير نظيف لطفلتها الوحيدة سئلت تمنيت ٌ ان يلمني الموت ولم اكن . لاننا انهيت العمر على ضفاف النسيان انا الحية بين الاموات .
للرحمة وقد زارتهم أحد الاميرات .ولكنهم كانوا مجرد حالة يطلع عليها ولم يمد لهم العون في شىء يذكر؟
نورية سالم امراءة تستحق أن يثنى على صبرها حين قررت ان تنجب طفلتها الاولى وقد رافقناها في المستشفى مع الزميلة ماجدة من جمعية المحبة التي كان لها الدور الكبير في مساعدة هذة العائلة ومباشرتها.
هنئياً لكي يأم تبارك وانت تتحدين الاعاقة وتزحفين على مقعدكي لتؤدي واجبك لزوجك المسن واليوم وانت
وبهذا الحال تُعيلين الفرح الجديدة ابنتك تبَارك لتضيفي الى صَبرك ريحانة من القناعة بالقدر واحتمال المكتوب
هكذا هي العراقية حين تتحدى تثوُر كبركان من المحبة وتبكي بصمت لغياب الادمية بين بني البشر
والاهم انه تم رفضهم في حقهم في اللجؤ لأي بلد لانهم زوجين معاقين .
لماذا شرعت القوانين لنحترم ادمية بعضنا ونحمي بني الانسان ام لنتسلق على جراح الاخرين بحجة القانون.
هل ستبقى تدور نورية وعبد الصمد في فلك النسيان. أتى رمضان فهل ستحلقين بركب هذة الخطى الحزينة وتغفوا تبارك على رحمة الاخرين
أم سنرى ضؤ في ذاك النفق.
رغم العتمة والموت سنبقى معك ياام تبارك.

منظمة النسوة النمساوية
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات