بقلم: احمد الملا
مرَّت علينا خلال شهر صفر، مناسبتان عظيمتان، وهما أربعينية الإمام الحسين -عليه السلام- في العشرين منه، وفي الثامن والعشرين من هذا الشهر ذكرى مصاب الأمة بفقد منقذها من براثن الجهل والإنحلال والإنحراف الهادي الأمين محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، ففي هاتين المناسبتين الأليمتين التي يحيي ذكراها ملايين المسلمين كان لا بُدَّ من إعادة التذكير بالمنهج الوسطي والأخلاقي المعتدل للرسول الأعظم ولآل بيته -عليهم السلام أجمعين- خصوصًا بعدما أصبح المجتمع الإسلامي عمومًا والمجتمع العراقي خصوصًا بأمسِّ الحاجة إلى التذكير بهذا النهج الرسالي، حيث كثرت الأفكار الإلحادية والمنحرفة والعقائد الفاسدة وأصبحت الطائفية تجارة رائجة، وصار معها الفكر المتطرف هو الشائع فكان لا بُدَّ من بث رسالة وسطية أخلاقية معتدلة في داخل المجتمع العراقي على وجه الخصوص من أجل انتشال ما يمكن انتشاله من الوقوع في المحذور المخالف للمنهج الرسالي المحمدي.
فكانت مواكب الشور والبندرية السيارة والثابتة التابعة لمرجعية المحقق الصرخي الحسني الموجودة على طول الطريق الرابط بين المحافظات العراقية ومحافظتي كربلاء والنجف، قد بُثَّت تلك الرسالة الأخلاقية والوسطية المعتدلة من أجل التذكير بالمنهج المحمدي الذي عاش ومات عليه النبي الأكرم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- ومعه آل بيته الأطهار -سلام الله عليهم- وذلك من خلال القصائد والأشعار التي أُلقِيَت من خلال طور الشور والبندرية المُحَبَّب لنفوس العراقيين.
فكانت هذه المبادرة التي استغلها شباب الشور في إيصال رسالتهم المحمدية الحسينية من خلال مراسيم الزيارة الأربيعينة ومراسيم زيارة الإمام علي -عليه السلام- في ذكرى فقد خير الأنام هي فعلًا رسالة اعتدال ووسطية قرعت أذهان كل مَن توجَّه لأداء مراسيم الزيارتَين في هاتَين المناسبتَين ليضرب هؤلاء الشباب لنا أروع الأمثلة في تأدية الواجب الرسالي الملقى على عاتقهم في إيصال الفكر والمنهج المحمدي الأصيل إلى الناس والتذكير به فكانوا نعم الرساليين وخير المذكريين ...
جانب من التغطية الإعلامية لموكب الشور ...
التعليقات (0)