مواضيع اليوم

بين التهويد الصهيوني والتهديد الأيراني

زين الدين الكعبي

2010-03-18 18:39:25

0

 

 

من الممكن أن نفهم هذا البرود العربي" وخاصة الدول اللتي تمتلك سفارات صهيونية " تجاه قضية هدم المسجد الأقصى اللذي أصبح وشيكا بعد قيام كنيس الخراب ، تمهيدا لبناء الهيكل الصهيوني اللذي سيجعل من القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني . فالحكومات العربية من المحيط الى الخليج مربوطة من رقبتها بحبل الولايات المتحدة "اللتي كان موقفها اشد وأفضل من هذه الحكومات" الضامنة لحكمها أمام الشعوب وأمام الأخطار الخارجية .

لذا فأن أنشغال الحكومة المصرية بصحة رأيسها وعدم أتخاذ أجرائات ولو رمزية مثل طرد السفير الصهيوني أحتجاجا على التهويد المستمر وبدأ الكلام عن هدم الحرم الأبراهيمي علنا يعتبر أمرا عاديا . فلا شيء أهم من صحة الزعيم ولا حتى المسجد الأقصى .

ويبقى أداء خادم الحرمين رقصة العرضة في مهرجان الجنادرية وأقامة هذا المهرجان في هذه الظروف طبيعيا أيضا . فما دمنا لا نقدر على الكيان الصهيوني وحلفائه الأمريكان والأوربيين ، فما المانع من أن نرقص ونغني لكي ننسى همومنا بدلا من الموت كمدا وغما .

ناهيك عن أن المسجد الأقصى هو ثالث الحرمين . لذا فأن خدمته ليست من مسؤليات خادم الحرمين ؟!! .

لكن ما يحير فعلا هو هذا الأصرار العربي والسعودي بشكل خاص على خراب المنطقة بأدخالها في حرب مع أيران ، تقول كل الشواهد بأنها لن تكون من مصلحة أحد غير الكيان الصهيوني .

ففي سياق تقرير لأسبوعية "دير شبيغل" الألمانية ، نشر على موقع (CNN)، يرصد أداء الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الشرق الأوسط تحت عنوان "أوباما يوحد العرب والاسرائيليين على خيبة الأمل"، قالت الصحيفة إنها علمت من مصادرها أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل تحدث عن "الحاجة لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران".

وأضافت المجلة "أجهزة الاستخبارات الغربية علمت أيضا أن السعودية سوف تفتح أجواءها للطائرات الاسرائيلية المتجهة لضرب المفاعلات النووية الايرانية".

وأشارت المجلة  إلى أن الموقف السعودي هنا أفضل من الموقف الأمريكي الرافض لاستخدام الأجواء العراقية في هذه العملية .

وانتقدت المجلة مواقف أوباما المهادنة لكل من السعودية وإيران معا، فهو أرسل رسائل تهنئة إلى القيادة الايرانية باللغة الفارسية، وانحنى أمام الملك السعودي بدلا من إثارة ملف الديمقراطية وحقوق المرأة .

بغض النظر عن أختلافنا مع النظام الأيراني . ولو نحينا جانبا كل العواطف . هل يمكن من خلال التجربة الأمريكية الفاشلة في العراق ، والتورط الغربي في المستنقع الأفغاني أن نقول بأمكانية ضرب أيران بصورة تصيبها بالشلل التام لدرجة أيقاف حتى جنودها المتواجدين فعلا على أراضي كل دول المنطقة وأولها العراق ولبنان وبعض دول الخليج ؟؟ .

كان حريا بالحكومات العربية أستغلال الفرصة الذهبية اللتي وفرتها أخطاء نتنياهو وتقرير جولدستون للدفع بأتجاه وقف الغطرسة الصهيونية ولو مؤقتا عن التمادي في غييها وصلفها . بدلا من الأنشغال بمعارك جانبية ستجعل الكيان الصهيوني يسرع في هدم المسجد الأقصى وجر الخراب على شعوبنا ودولنا .

أذا كانت الحكومات العربية ترى الأعتداء الصهيوني القائم والملموس أخطر بكثير من تهديد

 أيراني مستقبلي قد يأتي وقد لا يأتي ، فهذا يعني أن هذه الحكومات لاتزال فاقدة للبوصلة السياسية والأستراتيجية . هذا أذا كان عندها بوصلة أصلا .

 

 http://arabic.cnn.com/2010/world/3/18/World.papers/index.html

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات