مواضيع اليوم

بين التطوع و الارتزاق

سعيد مشـــاقي

2010-05-27 10:41:05

0

بين التطوع و الارتزاق


بدا واضحا خلال السنوات الأخيرة أن العمل الجمعوي أضحت تشوبه مجموعة من الانحرافات التي تحيده عن تعريفه ومفهومه وعن وظائفه النبيلة، فإذا ما استثنينا زمرة محدودة من المناضلين الجمعويين الحقيقيين الذين ينشطون في هذا المجال بكل نزاهة وتفان ونكران للذات ويعطون لهذا العمل أكثر مما يأخذون منه ، فإن البقية الباقية تعتبر العمل الجمعوي مجالا للارتزاق والغنى والثراء السريع ، وتتخذه مطية لتحقيق أهداف وطموحات شخصية على حساب المصلحة العامة و انتظارات المجتمع بكل فئاته .
وهذه الممارسات التحريفية التي صارت سائدة في الإطارات الجمعوية، هي التي دفعت في اتجاه جعل العمل الجمعوي عملا ارتزاقيا ، موضوعا في يد فئة "مرتزقة " لا يمكن أن تتحرر من الأمراض التحريفية، التي تفرض قيام تلك الفئة بتحويل العمل الجمعوي إلى مناسبة للارتزاق باسم الجمعيات ، عن طريق طلب الدعم من المجالس المنتخبة واستعماله في أغراض شخصية ، و كذا عن طريق عقد الشركات مع الجهات الممولة لأنشطة الإطارات الجمعوية، التي لا تنجز على أرض الواقع، وإذا أنجزت فبمستوى لا يحترم دفتر التحملات المعتمد في عقد الشركات، ليذهب الفرق إلى جيوب ممارسي العمل الجمعوي الارتزاقي .
وتعمل هذه السلوكات على رهن واقع حال العمل الجمعوي بالمغرب بمنزلقات تعاكس المبادئ والفضائل الأساسية التي تأسست عليها الحركة الجمعوية بالمغرب و تجنح بها نحو متاهات عبثية لا وجود لها في منظومة القيم الجمعوية ، كما تساهم هذه السلوكات الغريبة المفتعلة الغارقة في الذاتية في إلحاق التخلف بالرؤية السديدة للبرامج الجمعوية ، وهو أمر اعتبر عند الفاعل الجاد والنزيه كارثة شاذة تنتعش خلفها كل أصناف الانتهازية والارتزاق الممارسة للنصب والاحتيال والمتاجرة بالعمل الجمعوي .
إن هذه الانحرافات التي بدأت تحدق بالحركة الجمعوية ببلادنا تدعوا كافة الفاعلين الجمعويين النزهاء إلى الوقوف وقفة تأمل من أجل التصدي لهذه الفئة من الأشخاص الذين يستغلون العمل الجمعوي و يتخذون منه مطية للممارسة شذوذهم الارتزاقي على حساب المصلحة العامة التي تؤسس من أجلها الجمعيات و التي تعتبر من بين مبادئها المثالية الإيمان بأن "يد الله مع الجماعة " و أن التشارك والتعدد والتعاضد الجمعوي يتجسد في القاعدة الإنخراطية ذات التكوين المختلف والرأي المتنوع والتفسير المخالف و التطوع الذي يعد دعامة أساسية لخلق فعل جمعوي قوي .
و القاعدة الإنخراطية التي تتقوى بها الجمعيات لابد أن تتوفر على فئة عريضة من المتطوعين الذين يمنحون أنفسهم ووقتهم بكامل إرادتهم لأي شكل من أشكال الخدمة الجمعوية .
فما أحوجنا إلى فاعل جمعوي متطوع يمنح وقته طواعية لتنظيمه الجمعوي من أجل خدمة المجتمع و التقدم به نحو جعله مجتمعا ينأى عن كل تخلف أو تأخر .
وما أحوجنا كذلك إلى سواعد جمعوية متطوعة تسعى إلى الدفع بتحسين نوعية الحياة ببلادنا .

عادل تشيكيطو
TCHIKITOU@YAHOO.FR
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !