مواضيع اليوم

بين التربية السليمة والاهتمام بالربح المادي

رانيا جمال

2012-05-13 06:20:36

0

أم وسن /موظفة في البريد وزوجها موظف أيضا في الأمانة تقول : لدينا ثلاثة أطفال أحدهم بالمتوسطة والثاني بالأبتدائية والصغرى تبلغ من العمر أربع سنوات وضعناها في روضة للأطفال قريبة من دائرتي .. وهو المكان المناسب الذي يعتني بها ..مكان تنشغل به ،أكثر أمانا عند غيابي عنها الى أن تبلغ سن المدرسة ,حيث تكون لها صديقات من سنها تلعب معهم تحت عناية ورعاية موظفات الروضة , تقضي الوقت به لحين خروجي من الدوام لأصطحبها الى البيت ليس لدي أي خيار أما الوظيفة أو الروضة

زينب كريم /موظفة أيضا لكنها تشكو من موضوع الروضة أذ تقول لقد وجدت طفلي قد نقل عادات وألفاظا لم أتوقعها وقد أصبحت في حيرة من أمري ,عرضت على جيراننا وهي أمرأة بلا أطفال أن تعتني بطفلي لقاء أجر بسيط ألا أنه لم يخضع لهذا الوضع الجديد وكان يخرج خلسة الى الشارع ليبحث عن أطفال يلعب معهم وكاد أن يتعرض لحادث دهس من سيارة مسرعة في الزقاق فقمت مجبرة بأعادته الى الروضة مرة أخرى . وطلبت من المشرفة أن تهتم بمراقبة علاقاته مع بعض أقرانه . الروضة لها أيجابيات كثيرة مثل التعلم والتفتح والأعتماد على النفس والعناية والرعاية والأمان , ولها بعض السلبيات مثل نقل بعض العادات غير المرغوب فيها من بعض الأطفال .

الباحثة الأجتماعية هيفاء خالد تقول :للأسف تفتقر دور الحضانة ورياض الأطفال لدينا وحتى مدارسنا الى عنصر مهم من عناصر التربية وهو عنصر الباحث الأجتماعي المختص بحياة الأطفال وطبائعهم ,أذ يهتمون فقط بالألعاب والأراجيح وتعليم الأناشيد والرسم والرياضة ويهملون التدريب النفسي والأجتماعي القائم على التجربة والتجريب للأطفال , وتحويل الألعاب المفضلة لدى الأطفال الى ألعاب تنمي العقل والمخ وليس مجرد ألعاب تسلية . والمشكلة الأكبر أن الموظفات ينحصر همهن في أيداع الأطفال في أي مكان آمن ليذهبن الى وظائفهن ,ولايبحثن عن الروضة التي تتوفر فيها أمكانات التربية الصحيحة .

عبد الحسن سلمان / مديرمدرسة يقول : هناك مشكلة أزلية تعودناها منذ قيام الدولة العراقية ألا وهي الأعتماد على الدولة في كل شيء نطلب من الدولة أن توفر لنا كل شيء وحتى تربية أطفالنا من دون أن ندرك أن الدولة عبارة عن مجموعة مؤسسات يديرها أشخاص من بيننا , فهم ممكن أن يخطأوا وممكن أن يكونوا مهملين لعملهم , المطلوب أن نتابع كل ما يهمنا أمره بأنفسنا خصوصا عندما يتعلق الأمر بأطفالنا , الروضة والحضانة والمدرسة والمتوسطة لايمكن أن تكون بديلا عن البيت في كل الأحوال لكنها ترفع جزءا يسيرا عن كاهله في مجال التربية , والدور الحقيقي للأسرة , وبأمكاننا أن نلاحظ ظاهرة المربيات في بعض الدول التي تعتمد بعض الأسر الموسرة عليهن في رعاية الأطفال , فقد نتج عن ذلك أخطاء تربوية وأخلاقية وثقافية كبيرة أعترفوا هم أنفسهم بها ,لابديل أبدا عن تربية الأسرة مهما بلغنا من التقدم والرقي .

سوسن حسان / طالبة ماجستير ترفض بشكل قطعي وضع طفلتها في الحضانة أذ تقول :تبلغ طفلتي من العمر سنتين أودعها عند والدتي احيانا لأذهب الى الكلية حيث تعتني والدتي بطفلتي لحين عودتي او اضعها عند والدة زوجي ,لا يمكنني أن أعتمد على الحضانة , لكنني أعتمد وأطمئن تماما على بقاء طفلتي عند والدتي وهي فرحة بها وتجدها أحلى تسلية لها , او عند عمتي وهي تكن لها نفس المشاعر وعند عودتي أجدها هادئة وتفرح بوصولي,وحتى عند مراجعة المواد الدراسية تتلقفها والدتي لأتفرغ لدروسي , في الحقيقة أنا سعيدة جدا بهذا التعاون بين أهلي وأهل زوجي , أشعر أننا ثلاث أسر متضامنة في موضوع العناية بطفلتنا ولاحاجة للروضة .

كريم جاسم الكناني باحث/ له رأي آخر في هذا الموضوع أذ يقول :أذا كانت الدولة غير مستعدة لنشر رياض الأطفال والحضانات والتكفل بها أقترح أن تشجع القطاع الخاص من ذوي الأختصاص في هذا المجال , ومثلما نجد أن مشكلة الكهرباء تعالج اليوم عن طريق المولدات الأهلية بالمناطق يمكن معالجة هذه المشكلة عن طريق تسهيلات تقدمها الدولة لمن يبغي فتح روضة أو حضانة صغيرة أو مؤسسة تعني برياض الأطفال في المكان المناسب , وربما ذلك قد يهيء فرصا لبعض الخريجات للأشتغال في هذه المراكز, شرط الرقابة المستمرة من قبل الدولة , ويجب أن ينظم ذلك بقانون جديد يضمن للطرفين حقوقهم , كما يحافظ على الخطوط الاساسية المطلوبة المنسجمة مع قواعد التربية كما ادعو الدولة للتكفل بجزء من الدعم لمساعدة الاهالي وتخفيف عبئ هذه المصاريف اولا ولتشجيع القطاع الخاص المتخصص في الرعاية العلمية والتربوية والنفسية للأطفال خصوصا اذا علمنا ان هؤلاء الاطفال هم رجال المستقبل

أما خالد سعيد من مدينة الشعب فيقول: البعض من الروضات والحضانات ليست أماكن للتربية والتدريب والرعاية بل بمثابة مشاريع تجارية ليس الأ أذ لاتتوفرفيها المستلزمات المطلوبة من لوازم تربوية أو ألعاب تختص بتدريب الطفل على أن يجرب قدراته لينمو نموا صحيحا ,كما أن أغلب أوقاتهم يقضونها بشكل عشوائي في اللعب وكما أني لاحظت أن السيارات التي تقلهم من محلات سكناهم الى الروضات وبالعكس لم تكن مريحة ويتكدسون فيها بشكل لا يتناسب مع أحجامهم , وحتى طريقة السياقة فيها الكثير من عدم الأهتمام بسلامة أجسادهم الطرية , بصراحة نحن بحاجة الى مؤسسات متخصصة في هذا المجال وليس الى بيوت مؤجرة فيها أراجيح وطاولات وسبورات وألعاب تشترى من السوق وسيارات مستهلكة لنقول أن لدينا روضات وحضانات .

استطلاع

كشفت منظمة التحالف العراقي للتعليم بالتعاون مع مركز المعلومة للبحث والتطوير نتائج استطلاع اقيم في بغداد لرصد اداء رياض الاطفال. وقال منسق المنظمة إن "الاستطلاع أخذ 503 عينة شملت تربويين واساتذة جامعات فضلاً عن معلمات في رياض اطفال".واوضح ان"اسئلة الاستطلاع تمثلت بمدى تقييمهم لاداء رياض الاطفال، ومديات استيعابها لأعداد الاطفال، فضلا عن مستوى المناهج المقدمة، وأسئلة أخرى تتعلق بالوضع الامني وتأثيره"، لافتاً الى أن"نتائج الاستطلاع كانت مقلقة وتحتاج الى وقفة جدية".واضاف ايضا أن"تلك النتائج أفضت الى توصيات تطالب الحكومة بوضع استراتيجية جديدة لرياض الاطفال تتمثل بزيادة الدعم وبناء رياض اطفال جديدة وفق مواصفات تتناسب ومستوى التطور الحاصل".

ويأتي إجراء الاستطلاع في نطاق حملة عالمية تقوم بها منظمات دولية وعراقية منذ عامين ومن المقرر أن تستمر حتى عام 2015.وكانت منظمتا اليونسكو واليونسيف اعلنتا في بيان لها أنهما تعملان على تطوير وتحسين رعاية وتعليم الطفولة المبكرة وإبراز أهمية الطفولة المبكرة من أجل تحقيق التعليم للجميع في العراق.ولفتت منظمتا اليونسكو واليونسيف الى أن "نسبة الأطفال بين السن الرابعة والخامسة الذين يتلقون تعليم في مرحلة الروضة في العراق لا تزيد عن 7%، وهي نسبة أقل بثلاثة أضعاف عن المعدل الإقليمي الذي يبلغ 18 في المئة، وبخمس مرّات عن المعدل العالمي المقدّر بـ41%".

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !