السلام عليكم ورحمة الله
فهذه كوكبة من أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) في شأن الفتن الدائرة في علمنا الإسلامي هذه الأيام والتي مدارها
الأول الخروج على الحكام الظلّام؛ وإنما سميتها "بين البخاري ومسلم والربيع العربي" لأن معظمها مستخرج من
هذين الكتابين والذين اجمعت الأمة على أنهما أصح الكتب بعد كتاب الله العظيم، القرآن الحكيم ، وجميع ما سيرد
هو مما ثبتت نسبته للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) ، وكما قال أحد علماء هذه الامة الكبار:
((صاحب الحق يكفيه دليل ، وصلحب الهوى لا يكفيه ألف دليل،
الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل)) . فأترككم مع هذه الباقة النبوية الكريمة:
1) حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا الأعمش حدثنا زيد بن وهب سمعت عبد الله قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم )) رواه البخاري
سأل سلمةُ بنُ يزيد الجعفيُّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقال : يا نبيَّ اللهِ ! أرأيتَ إن قامت علينا أمراءُ يسألونا حقَّهم ويمنعونا حقَّنا ، فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه . ثم سأله فأعرض عنه . ثم سأله في الثانيةِ أو في الثالثةِ فجذبَه الأشعثُ بنُ قَيسٍ . وقال ( اسمَعوا وأطيعوا . فإنما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتُم ) .
وفي روايةٍ : فجذبه الأشعثُ بنُ قيسٍ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( اسمعوا وأطيعوا . فإنما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتُم )
.
2) وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برئ ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال:لا ما صلوا) رواه مسلم
3) وعن عوف بن مالك -رضي الله عنه) عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ((خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم . وتصلون عليهم ويصلون عليكم . وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم . وتلعنونهم ويلعنونكم قالوا قلنا : يا رسول الله ! أفلا ننابذهم عند ذلك ؟ قال : لا . ما أقاموا فيكم الصلاة . لا ما أقاموا فيكم الصلاة . ألا من ولى عليه وال ، فرآه يأتي شيئا من معصية الله ، فليكره ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعن يدا من طاعة))
4) وعن ابن عباس -رضي الله عن- عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية). صحيح مسلم رقم( 1849).
5) قال (صلى الله عليه وسلم): (( إنَّ من أعظمِ الجهادِ ، كلمةُ عدْلٍ عند سلطانٍ جائر ))
6) وعن عياض بن غنيم -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) : (( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك وإلا كان أدى الذي عليه)).
حديث صحيح رواه أحمد وابن أبي عاصم والحاكم والبيهقي وصححه الألباني .
7) كان الناسُ يَسأَلونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ الخيرِ ، وكنتُ أسأَلُه عنِ الشرِّ ، مَخافَةَ أن يُدرِكَني ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ، إنا كنا في جاهليةٍ وشرٍّ ، فجاءنا اللهُ بهذا الخيرِ ، فهل بعدَ هذا الخيرِ من شرٍّ ؟ قال : ( نعمْ ) . قلتُ : وهل بعدَ ذلك الشرِّ من خيرٍ ؟ قال : ( نعمْ ، وفيه دَخَنٌ ) . قلتُ : وما دَخَنُه ؟ قال : ( قومٌ يَهْدُونَ بغيرِ هَديِي ، تَعرِفُ منهم وتُنكِرُ ) . قلتُ : فهل بعدَ ذلك الخيرِ من شرٍّ ؟ قال : ( نعمْ ، دُعاةٌ على أبوابِ جَهَنَّمَ ، مَن أجابهم إليها قَذَفوه فيها ) . قلتُ : يا رسولَ اللهِ صِفْهم لنا ، قال : ( هم من جِلدَتِنا ، ويتكَلَّمونَ بألسِنَتِنا ) . قلتُ : فما تأمُرُني إن أدرَكني ذلك ؟ قال : ( تَلزَمُ جماعةَ المسلمينَ وإمامَهم ) . قلتُ : فإن لم يكن لهم جماعةٌ ولا إمامٌ ؟ قال : ( فاعتَزِلْ تلك الفِرَقَ كلَّها ، ولو أن تَعَضَّ بأصلِ شجرةٍ ، حتى يُدرِكَك الموتُ وأنت على ذلك ) .
والحديث الأخير (مع أنه ما زال هناك أحاديث ونصوص كثيرة وكثيرة جداً في هذا الموضوع) :
8) عن أنس -رضي الله عنه- قال : نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) قالوا: قال رسول الله : ( لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب).
حديث صحيح رواه ابن أبي عاصم وصححه الألباني.
أقوال بعض العلماء:
قال الإمام البربهاري في كتابه شرح السنة ص (107) : [ وإذا رأيت الرجل يدعوا على السلطان ؛ فاعلم أنَّه صاحب هوى وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح ؛ فاعلم أنَّه صاحبُ سُنَّة ].
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله-: ( فالله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان ، وأن لا يتخذ من أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور ؛ فهذا عين المفسدة ، وأحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس.
وقال تعالى : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65)
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (لأنفال:24)
وقال تعالى : (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (النور:54)
وقال تعالى:( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب:36)
وقال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21)
التعليقات (0)