أجد نفسي أحيانا تائها في دوامة من أفكار قديمة و ذكريات يلفها الضباب,و صور يغشيها الغبار,أجد نفسي بين مطرقة الماضي و سندان الحاضر,أتذكر الماضي وهو ما لا ينسى و أتذكر الحاضر و هو ما لا يسلى.
بالأمس كنت ربانا لزورق أحلامي,و اليوم افتقدت البوصلة في وسط اليم,بالأمس كنت منقذا للغرقى و اليوم أنا غريق و لا من منقذ.أتشبث بحبال الهواء,وأتعلق بحلقات الدخان,أملا في نجاة باتت مستحيلة.ما كان بالأمس حلما صار اليوم كابوسا,وما كان وردا صار شوكا,وما كان مألوفا صار غريبا,وما كان دواءا صار داءا,وما كان نورا صار غيهبا........الكل تنكر لي و لجميلي....
الخيبة ,اليأس,الإحباط,الملل,كلمات اتخدت من حياتي مسكنا لها,و أصبحت جزء لا يتجزأ من قاموس حياتي...آه نسيت سوء الحظ ذلك التعيس الذي نغص علي العيش و صار يطادني أينما حللت و ارتحلت....آه كم تمنيتك أن تكون رجلا و ليتك تكون كذلك,لن أغفر لك , لن أغفر لك.....
حتى الأيام تحيك المؤامرات وراء الظهر,فتلك التي كانت تقول لي دوما أحبك و لا مكان للهجر بقاموسي ,هجرتني قبل أن تتكم كلامها,و الكلب الذي عرفت فيه الوفاء,هو نفسه الكلب الذي يكشر عن أنيابه طمعا في قطعة لحم نيئة من هذا الجسد المدمى ..........متهم بريء انا,لم تنصفني عدالة الأرض, يوم قررت أن ترميني إلى غياهب العذاب و القهر و الألم ليلاقي جلادا إسمه سوء الحظ قلبه قطعة فولاذ،لا يعرف عن الرحمة شيئا،كرباجه قاس لم يشهد العالم له مثيل.....الموت أرحم إلي من العذاب...
جرحي غائر،و الالم في تصاعد،و الامل في عد عكسي، و انا أرقد على شوك اعتقدته سريرا ناعما، و عوض أن أجد طبيبا و جدت مكانه جلادا ، يرقص لمنظر المتألم...
التعليقات (0)