بين الأدب والأقتصاد..."تيه الذاكرة"....ابراهيم بركات
15 February, 2009 03:35:00
حجم الخط:
- للتاريخ أقول أنني لم أستثغ يوماً الكتابة في أي شأن أقتصادي بكل تشعبانه وزواريبه، ولا في إية مطبوعة أقتصادية، هذا التاريخ الذي قد يتخلى عنا في لحظة ما،نحن المتورطين بممارسة فعل الكتابة حتى الثمالة، أكانت من بوابة الشعٌر أو أي حقل أبداعي آخر، هذه الممارسة التي أتخمتنا طفراً و جوعاً، وأشبعتنا هزائم وأنكسارات إلى مالا نهاية، قبل أن يتعربش ديناصورات المال وحيتانه على عريشة هذا التاريخ، بكل تقاطعاته ومساراته، وصيرورته المتكاملة.
وذاكرتي مفعمة بذكريات إيام الدراسة وجولات الكٌر والفٌر بيني وبين أساتذة مادتي الرياضيات والفيزياء الذين تعاقبوا على تدريسي، كوني لم أحبٌ عالم الأقتصاد والفيزياء، ولم أتقن لغة الحسابات بتة، فما أن يدخل أستاذ الرياضيات الصف حتى يؤمىء لي بالخروج، لأنه لم يعد يطيق رؤيتي، وهذا ما كان يفعله أستاذ الفيزياء، أدين لهما بالكثير من العرفان بالجميل حيث تسٌنى لي قراءة روايات حنا مينه وكذلك دواوين الشعٌرية لمحمود درويش، وفي باحة المدٌرسة دخلت عوالم الروائي العالمي جورج أمادو،وغابرييل غارسيا ماركيز وأحياناً كنت أصطحب معي(الصفحات الثقافية) من الصحف إذا تعذر قراءتها في البيت ،كانت باحة المدرسة فضاءاً رحباً لي أحبٌو فيها نحو عوالم الأدب والشٌعر، فلسفة حياتي تكوٌنت وأنطلقت من هناك، من تحت أعمدة الكهرباء في الشوارع عامودا حيث لم نكن ننعم بكبستها السحرية بعد، من الفوضى والولدنة، من صباحات أمي وتنور الخبز، عصرونيات أبي حيث مشاركته رعي الخراف، من الكرات التي كنا نصنعها من الجوارب المهترة، ومن,,,,, و….. ,…
فأنا بالكاد أحتفظ ببعض التواريخ، والأرقام مرغماً كونها تعنيني ولزاماً عليٌ حفظها، فكيٌف ليٌ أن أدخل عالم المال والأقتصاد، ناهيك ما تسمى بالبورصة وسوق الأوراق المالية.
فعالمي عالم الشعٌر والكتابة الصحفية، ومفردات لغوية لا تغني ولا تسٌد الرمق، مع هبوب سياسية لاذعة، حارقة، …
والمفارقة المضحكة، أتذكر حين أفرغتُ من كتاب {كارل ماركس- رأس المال} ظننتُ أنني غدوتُ عالم أقتصادي لا يلين له قناة، وأصبحت ضليعاً ب [ القيمة الزائدة، وفائض الأنتاج ،وموقع القوى العاملة وعملية الأنتاج، و…..و،،،،،]،
لكن دعوني أتذاكى عليكم ولو لمرٌة واحدة، وأحدثكم عن الأرقام التي أحفظها عن ظهر قلب:
فمثلاً أحفظ الرقم 5000 وهو ضحايا قصف حلبجة بالأسلحة الكيميائية، وأكثر من 7000 مشوه
وأعرف أن أكثر من عشرون ألف ضحية كانت فاتورة الأنفال وجميعها بتوقيع صدام حسين،
كما أعايش وأرى بأم عيني أكثر من450 ألف كردي سوري مجردين من الجنسية خشية عليها من الأستكراد، وصوناً لقدسيتها.
كما أعرف ان القوات التركية هجرت سكان أكثر من 240 ألف قرية كردية ودمرتها عن بكرة أبيها
وشٌردت مئات الألوف من كرٌد تركيا على أرصفة أوروبا، كرمى لعرقها النقي كنقاء الكمالية من ذرة أنسانية، وفاتورة نقاءها كلفت الأرمن أكثر من مليون ونصف ضحية، ومثلهم شرٌدوا،
أما التواريخ، فذاكرتي مثقلة بمآسيها، 1961 محرقة عامودا السينمائية، 12 آذارربيع جزيرة الذي مرٌ سريعاً.
1975 القضاء على الثورة الكردية في العراق،22-1-1946 قيام جمهورية مهاباد،ثم أنهيارها في 31-4-1947،
هل تعرفون ماذا يعني الرقم 854,965 أنه عدد الضحايا الديمقراطية الأمريكية في العراق،
والله أنا لا أهلوس، فأنا بكامل قواي العقلية، لأني أكتشفت الآن أنني خبير أقتصادي، ومختص بالبورصة وتجاذباتها، فمثلاً:
بورصة العواطف والقيم الأنسانية عند البشر، تسجل أدنى أنخفاض لها منذ بدأ الخليقة، بفعل العولمة وأنتشار نمط العيش والثقافة الأمريكية في جميع أنحاء المعمورة، كما أن سوق الأوراق المالية بدأ يشتعل ويتلظى في أتونه فقراء العالم وبائسيه، وجميع المقدمين على تأسيس مؤسسة تسمى العش الزوجية.
وما أعرفه إيضاً أن هناك أربعة ملايين عاطل عن العمل في بلاد عم سام(أمريكا)، مليونين منهم محرومين من إية ضمانات أجتماعية، وتعويض البطالة، كما أن أكثر من مليوني أمريكي بلا مأوى يفترشون الأرض تحت جسور نيويورك وبوسطن ، وغيرهما،،
وما أعرفه أن هدف منظمة التجارة العالمية، جعل الشمال الفقير مصدراً لنهب ثرواته وخيراته من قبل الجنوب الغني بقيادة أمريكا،ودول الصناعية الكبرى، وتالياً تهدف ألى تحطيم الحدود والحواجز لتسويق سلعها وبضائعها، والقضاء على هوية الوطنية للشعوب،
كما أعرف أن الصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، أداتين بيد أمريكا و ذراعيها الطويلين لفرض وصفاتها المدمرة على دول العالم الثالث وسلب سيادتها على سوقها المحلي،
أما حين أشاهد إية (فنانة) عربية تغني على أحدى الفضائيات العربية وهي بالكاد تغطي ربع جسدها أعرف أن وضعها الأقتصادي متردي لدرجة لا يسمح لها بشراء لباس تغطي القرف المنبعث من عريٌها، و ستتأكدون أكثر حين أعلمكم بأن ( دومنيك حوراني) أشترت – مايو بحر- ب 250 دولار أمريكاني بتمام والكمال فهي- يا حرام- أعترفت بعظمة لسانها وبتباهي ،
أما أنا فما زلت أحتفظ ببعض المجٌدرة منذ أسبوع ، كأستغاثة سريعة لمعدتي ساعة الطفر…..( هذا البوح الأقتصادي ألتقطني غفلة بعدما عرضت عليً أحدى المجلات المختصة بالشأن الأقتصادي للكتابة على صفحاتها ، وبكل المحبة والتقدير كتبت ما سبق، علني أتعلم بعض العمليات الحسابية تساعدني على ضبط ديوني، وأساعد جارتي صاحبة السوبرماركت لعلها تصفح عني وتمهلني بعض الوقت لأفي بمستحقاتها في ذمتي)
ابراهيم بركات
التعليقات (0)