تفاجأ بها الصحفيون المقيمون داخل أحد فنادق طرابلس وهي تقتحم عليهم البهو مستنجدة بهم، صارخة كاشفة عما مورس بحقها من قبل وحوش القذافي – العميل البريطاني– حيث تناوب خمسة عشرة وحش منهم واغتصابها على أحد حواجز مدينة طرابلس بعد أن علموا أنها قادمة من بني غازي، ولم يمهلها حرس الفندق لتكمل ماساتها، حتى قاموا بانتزاعها من بين الصحافيين، وإدخالها بسيارة ذهبت بها بعيداً، بعد أن فشلت محاولة بعض الصحفيين منعهم من أخذها، لتتوارى عن الأنظار وسط تصوير الكميرات.
ومن فوره عقد إعلام العميل البريطاني مؤتمراً تحدث فيه الناطق باسمه "إبراهيم موسى" وكان الرد المعلب جاهزاً، بأن هذه المرأة مختلة عقلياً، وأنها قد احتست الكثير من الكحول، وأنها مشردة ولا أهل لها، ثم تبين بأن هذه المرأة من بني غازي وأنها تنتمي إلى عشيرة أصيلة في ليبيا وهي عشيرة "بني عبيد" وأكد كذلك أهلها في بني غازي بان أختها وزوج أختها محتجزين أيضاً في طرابلس بعد الحادثة المشينة التي حصلت لابنتهم.
وهذا الكذب والتضليل والإجرام وانتهاك الأعراض مارسه العميل القذافي طيلة سنوات حكمه، وظهر إجرامه وكذبه جلياً بقيام الثورة الليبية، قبل أن يطاح بحكمه وتسقط مدينة طرابلس بيد الثوار في العشرين من شهر رمضان المبارك، والتي غادرها مخلفاً ورائه التدمير والقتل، وحرق عشرات المساجين وهم أحياء؛ واستمر بتضليله إلى حين القبض على الناطق الرسمي باسمه، الذي كان يهدد قبلها بأيام أنهم قادمون لتطهير ليبيا من الجرذان، إلى قرب سقوط أغلب مناطق سرت وسبها، ولا زال هذا العميل عصياً عليه الإدراك بأن ملكه قد نزع منه، ولا زال يدعو أهل ليبيا إلى أن يجعلوا منه رمزاً وطنياً كملكة بريطانيا، مقابل أن يتخلى عن العملية السياسية.
والإجرام الذي عاشه الليبيون تحت نير – العميل البريطاني– القذافي طيلة سنوات حكمه الطويلة، ليست بأقل مما يعانيه السوريون تحت نير الخائن الصهيوني – ابن بائع الجولان – بشار الأسد، وهو ما كشفته كذلك ثورة الشعب السوري الشجاع، الصامد طيلة أشهر الثورة السبعة بالرغم من الإجرام الواقع بحقهم، والكذب والدجل والتضليل، وسكوت العالم وبشكل خاص الحكام العرب عما يجري في سوريا من قتل وانتهاك للأعراض وإهانة لكرامة الإنسان وحتى الحيوان، سمح لهذا المجرم بأن يوغل في إجرامه ويتمادى في طغيانه، وزاد عليها الاستخفاف والاستهزاء والكذب.
ومن هذه الأكاذيب أكذوبة جديدة واستخفاف آخر بجرائمهم، التي تترفع الوحوش عن ارتكابها، دون أي خجل أو وازع من ضمير أو دين أو خلق، حيث قامت عصابة الأسد باختطاف زينب في نهاية شهر تموز الماضي ثم سلمت جثة مشوهة مقطوعة الرأس والأوصال إلى أهلها، لتطل زينب من جديد على التلفاز الأسدي، وهي تزعم أنها كانت هاربة من بيت أهلها نتيجة لتفكك الأسرة وتعذيب إخوتها لها، وجلست عند قريب لأهلها، ثم سلمت نفسها بعد أن علمت أن قصتها أصبحت خبر العالم، لأنها ستتزوج في المستقبل ولا تريد أن تحرم أبنائها من تسجيلهم في دوائر الدولة.
بدأ مقصد عصابة الأسد – وإن بدت مسرحية مكشوفة للعيان– نفي تهمة الانتقام من ذوي المتظاهرين والمنشقين من الجيش والتنكيل بهم، وتشويه صورة الشعب السوري، والتشكيك بالصور المبثوثة للقتل والتعذيب، وأن ما يجري داخل سوريا مؤامرة يقودها أناس مفككة أسرها، ويعذبون أخواتهم، وما دروا بأن ظهور زينب لن يزيد هذه العصابة إلا خذلاناً وفضيحة إثر فضيحة، وأنه سيكون حجة عليهم لا لهم، وتأكيداً لإجرامهم وكذبهم وعهرهم الذي يمارسونه بحق الشعب السوري والعالم أجمع، فإذا كان تهديد عصابة الأسد قد وصل إلى السوريين المقيمين في الخارج والذين يعملون على فضح هذه العصابة القاتلة والضغط على ذويهم في الداخل حتى يتبرءوا من أقربائهم في الخارج، وتهديد الشخصيات الناشطة كما حدث مع "غسان عبود" مالك "قناة الشرق" وتهديده وتهديد موظفيه بتعرض عائلاتهم للخطف، والضغط على دولة الإمارات التي عملت على ترحيله إلى مصر، بل ووصل الأمر بهم إلى تهديد غير السوريين، حيث هددت عصابة الأسدية الشيخ "محمد العريفي" بتصفيته وإبادة أسرته إذا لم يتوقف عن التكلم بالشأن السوري، وإذا كان هذا شأن من هم خارج سوريا فما بالك بمن هم داخلها، فحدث ولا حرج!!
وظهور زينب بتصوير مسجل يدفع العديد من التساؤلات، وهي متى تم تسجيل هذا الفيديو؟! هل هو بعد قتل الفتاة مقطعة الأوصال، أم قبل مقتلها؟! فإذا كان قبل قتل الفتاة التي سلمت لأهل زينب فستكون زينب هي الفتاة القتيلة نفسها، وإذا كانت من بعد أو قبل فقد يكون تم تصوير زينب بعد اختطفاها لتدلي بهذا التصريح، ثم سلمت جثة الفتاة المقطعة الأوصال لأهل زينب، لتقول لنا عصابة الأسد بأن زينب حية ترزق، وفي ظنها أنها ستخربط الأوراق، وهنا أتحدى إعلام عصابة الأسد بأن يُظهر زينب أو أي واحد من الذين يعتقلهم وهو يزعم بأنهم رؤساء عصابات؛ بشكل مباشر، قبل أن يتم تعذيبهم ودبلجة ما يراد لهم أن ينطقوا به؟!
ثم من يقدم على إبادة المدن السورية مدينة مدينة والتي كان آخرها "مدينة الرستن" بكل الحقد والإجرام، ويهدم البيوت فوق أهلها ويدفنهم أحياء تحت أنقاضها، ويعدم عشرين طفلاً بكل برودة دم، لن يتردد أن يقتل حمزة وانس وإبراهيم قاشوش وهاجر ويخطف زينب وبشرى الزين ومن ثم يتفنن في التمثيل بجثثهم وتقطيع أوصالهم؛ فلن يتورع عن تقطيع أوصال الفتاة التي زعموا أنها زينب ويسلموا هذه الجثة لأهلها زاعمين أنها زينب، ثم يعودون لإخراجها حية في مسرحية هزيلة، وكأنهم لم يتركبوا شيئاً أو يقوموا بأية جريمة؟!
وسواء كانت القتيلة هي زينب والتسجيل قديم لها، أو أن القتيلة فتاة أخرى سلمتها عصابة الأسد لأهل زينب، وزينب في الأسر، فهو إدانة جديدة لنظام مجرم قاتل، وهو إن زعم أنه قد أعاد زينب إلى الحياة فلن يستطيع أن يعيد حمزة وأنس وهاجر والقاشوش والفتاة مقطعة الأوصال والعشرون طفلاً في مدينة الرستن، والثلاثة آلاف شهيد الذين سقطوا منذ انطلاق ثورة الشعب السوري الأبي، وليعد إلى الحياة أخاها الناشط "محمد" الذي جرى تمزيقه إرباً!!
وإذا كان هذا النظام القاتل الكاذب قد شجعه سكوت العالم عن جرائمه، ودفعه إلى التمادي في الغي والتفنن في طرق القتل واختراع الأكاذيب، ومنعه لوسائل الإعلام من دخول سوريا خوفاً من أن تتضح الحقائق، حتى وإن كانت هذه الحقائق واضحة وجلية؛ فإن الشعب السوري له بالمرصاد كاشفاً كذبه وفاضحاً أكاذيبه، وجاعلاً منه سخرية أمام العالم أجمع، دون أن يفت في عضده تقاعس المتقاعسين عن نصرته، أو ترهبه آلة قتل المجرم الأسد، إلى أن يسقط هذه العصابة تحت أقدامه صرعي بإذن الله، والعاقبة للمتقين.
ولن نستطيع أن نفهم ما جرى في ليبيا وسوريا ولماذا لم يحصل مثله في مصر وتونس؟! حتى نعلم بأن هذين النظامين يتبعان لعقيدة تقوم على الكذب والتقية والتنكيل بكل مسلم ومسلمة، وهذا ما شاهدناه من ترجمة عملية لهذه العقيدة في كلا البلدين، بعيداً عن أي طائفية، ولكنه بيان للحال لمعرفة كيف ولماذا يحدث ما يحدث في ليبيا وسوريا!!
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/
التعليقات (0)