بين إعدام النمر...والمقدادية...ضجيج وصمت وازدواجية.
في خضم الصور الكارثية المأساوية في المقدادية، وصرخات الأطفال وبكاء الثكالى، وصيحات ومناشدات أهلها المنكوبين، والتي تتزامن مع أزيز رصاص الغدر، ودوي التفجيرات وقذائف الهاونات والصواريخ، وانقطاع صوت مآذن الجوامع التي تحولت إلى ركام يحكي قصة بيوت الله التي انتُهكت حرمتها، في ظل كل هذا وغيره، نجد الصمت المطبق المشين لأولئك الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وملؤوا الآفاق بالتباكي والضجيج والعويل والممارسات والتصريحات والخطابات غير المسؤولة بعد حادثة إعدام( النمر)...!!!!.
فأين أولئك المتباكون على النمر وهو مواطن سعودي؟!، أين هم عما يجري في المقدادية المغتصبة؟!، لماذا هذا الصمت المشين الذي يكشف عن رضا وتأييد ورقص على الأشلاء لما تفعله مليشيا الحشد في المقدادية؟!، أليست الدماء العراقية التي سُفكت والأرواح التي أُزهقت والأطفال التي ذُبِحت ويُتمت، والنساء التي رُمِّلت وثُكلت واُغتُصبت، والجوامع التي فُجَّرت والبيوت التي هُدِّمت والبساتين التي جُرفت في المقدادية، وكذلك ما حصل من تفجيرات في بغداد الجديدة، أولى بالبكاء والنحيب والإدانة والاستنكار وتبني المواقف المبدئية الشرعية الأخلاقية الإنسانية الوطنية الصادقة والإجراءات الحقيقية الرادعة...، أولى من التباكي على النمر، بل لا توجد مقارنة، لكن أسمعت لو ناديت حيا ...أسمعت لو ناديت وطنيا عراقيا حراً أبيا مواليا للعراق وشعبه الجريح، فأولئك المتباكون على النمر هم أدوات لإيران الشر، وليس لهم ارتباط بالعراق ولا بشعبه،
ولله درُّ ابن العراق والعروبة ومرجع المواقف الإنسانية الوطنية المرجع العراقي الصرخي حينما أعاب وانتقد وأدان ، ازدواجية المواقف والرموز الدينية والسياسية الخاضعة لإيران، من حادثة (النمر)، دون أن تبالي تلك الأصوات بالجرائم التي تقع على أهل السنة في العراق، وضد السوريين، بقوله: (( أن النمر "ليس من مواطني العراق، ولا من مواطني إيران، وثبَتَ أنه لم يصدر منه أي موقف لصالح العراق وشعبه المظلوم، وهنا تحصل المفاجأة والاستغراب الشديد عند عموم العراقيين من ردود الفعل الكبيرة المتشنِّجة العنيفة من سياسيي العراق وحكومته وقادة الحرب فيه والمراجع والرموز الدينية حتى الأعجمية، في الوقت الذي لم نجد منهم أي رد فعل لما وقع ويقع على الشعب العراقي من حيف وظلم وقبح وفساد وما حصل على الملايين منهم من مهجرين ونازحين ومسجونين ومغيّبين ومفقودين وأرامل ويتامى ومرضى وفقراء، كما أننا لم نجد منهم أي ردّ فعل لما وقع ويقع على شعبنا السوري العزيز من تمزيق وتشريد وتهجير وقتل وتدمير؟ !".))
ما جرى يجري في المقدادية وقبلها في محافظات ومدن العراق من انتهاكات وجرائم على يد مليشيا الحشد الطائفي، إنما هو من النتائج الكارثية التي تمخضت عن فتوى المرجعية التي وفَّرَت الغطاء الشرعي والقانوني لها لممارسة جرائمها،فصاحب الفتوى يتحمل المسؤولية الرئيسة فيما جري ويجري من جرائم وانتهاكات صارخة لم يسبق لها نظير والتي لا تخدم إلا المشروع الإمبراطوري الشعوبي الإيراني، وهو مؤشر آخر إلى أن العراق دولة فاقدة السيادة والقانون وخاضعة للاحتلال الإيراني الأشرس وأدواته....
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (0)