هناك من سجل التاريخ أسمائهم بحروف من ذهب بأعمالهم المشرفة . فقد كانوا شموعاً تحترق لتُقدم خدمة لإوطانهم وشعوبهم ..
لم يؤدوا الخدمة .. بالقتل .. ولا بالتفجير .. ولا بالتكفير .. ولا بالتعذيب ... ولا بالسرقة .. ولا بالواسطة .. ولا بالرشوة..... ولا بالكذب ..
ولكن بعمل مُشرف...وجهد جبار بذلوه ... جابهوا خلاله .. المصاعب .. والمشاكل ... وألإنتقاد ... وألإبتزاز ... وقف الكثير في طريقهم محاولين إحباطهم ...وحاكوا المؤامرات لإفشالهم.
لم يتزعزعوا عن مواقفهم .. ولم يتراجعوا . ولم يستسلموا... استمروا بكفاحهم ..وواصلوا مسيرتهم .... ليس للأنانية موقع بنفوسهم ... بل أن آخر شئ فكروا به أنفسهم . .
أصروا على الوصول لما خططوا له .. إلى أن وصلوا ..
وألأجمل فيهم أنهم عندما وصلوا... لم يحاولوا إبتزاز من خدموهم .. بالبقاء ..او ألإستمرار ...
برغم كل ألجهد الذي بذلوه .. والتضحيات التي قدموها ... والنجاحات التي حققوها .. يتركون مواقعهم فور وجود من هو أفضل منهم .. أو أقدر على مواصلة العطاء ... حتى لو حاول من قدموا لهم تلك الخدمة ثنيهم عن التنحي ...
وكما كانوا شجاعناً .. و قادرين على النجاح .. والوصول لما خططوا له .. برغم المصاعب...
فأن قمة شجاعتهم تتجلى عندما يُقرروا التنحي عن مواصلة العطاء .. لان هذا القرار يعتبر من أصعب ألقرارات ..ولا يتخذه .. إلا.. من سجل التاريخ اسمائهم بحروف من ذهب ...
لتبقى سير حياتهم .. وقصص كفاحهم .. وبطولاتهم وانجازاتهم خالدةً إلى أن يرث الله الأرض وما عليها ..
وقد تكون تلك ألأعمال الجليلة أيضاً سبباً لنجاتهم بعد وفاتهم ...
بينما نجد هُناك من تأتيهم الفرصة إما .. بالصدفة.. أو.. بالواسطة.. أو.. لمصلحة .. أو لأي أسباب أُخرى ليقدموا خدمةً لإوطانهم ولشعوبهم ... وتذهب دون أن يستغلوها لتسجيل أسمائهم بسجلٍ من ذهب ...
تتملكهم ألأنانيه والجشع .. وحب ألمركز الذي وصلوا إليه ... ويصبح كل همهم .. وجُل تفكيرهم .. وقمة طموحهم أن يتمسكوا بتلك المراكز ويبقوا على الكراسي..
ومن شدة غبائهم نسيانهم أنهُ مهما .. فعلوا .. وخططوا .. وحاولوا ..وحاكوا الدسائس .. وكذبوا .. وافتروا .. وظلموا .. ونافقوا .. ومهما حاولوا أن يصنعوا تاريخاُ لهم .. ويسطروا أعمالهم بالكتب وألأفلام والصور المفبركة . . ليستمروا بمواقعهم ..
فأنه لابد أن يأتي اليوم ألذي يتركون فيه الكراسي .. شاءوا .. أم.. أبوا ... فهذه سنة الحياة ..
(لو دامت لغيرك لما وصلت اليك )...
ويخسرون في النهاية فرصة لن تعوض .. ولن تكرر .. مما ينتج عنها .....................
أن تُيتلى صفيحة مزبلة التاريخ بسقوط أسمائهم فيها بُكل إنجازاتهم .. ورغم حقارة تلك الصفيحة وما تحويه من عفانة وروائح كريهة .. إلا أنها تحتج على وجود أسمائهم فيها ..
ولا يبقى من أعمالهم مهما أمضوا بهذه الخدمة التي أدوها شئ يُذكر .. وقد تكون تلك الخسارة مضاعفة ...بالدنيا وألأخرة ....
نُرى لماذا لم يستغل كثيراُ ممن تأتيهم الفرصة ليسجلوا أسمائهم بحروف من ذهب .. ويخلدوا أسمائهم وبطولاتهم وأعمالهم إلى أن يرث الله ألأرض ومن عليها وقد تعود عليهم أعمالهم بالخير بالأخرة...
ويفضلون السير في الطريق الأخر الذي لايوجد فيه شئ ينفعهم بالدنيا ولا بالأخرة ...
هل هو الغباء؟
أم ألجهل ؟
أم هناك أسباب أُخرى ؟
تحياتي والسلام ....
أبو بندر // سعود عايد الرويلي....
التعليقات (0)