بـيـنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنـا
لعلّ المساء وحده يعرف كيف يعبر عن نهاية الأشياء... هذا الليل أيضا يحمل في داخله الكثير من مختصرات النهار... أما الباقي فتفجّره القلوب والذكريات... وبقايا أوراق كانت ذات مرّة رسائل حب منك...
لعلّك اليوم تذكرني... ولعلّني مازلت أحتفظ بك في داخلي...
حين التقينا كان أسعد يوم بالنسبة لي... كان لابدّ أن تمطر السماء ذلك اليوم لأنه يوم ميلادي... وكان لابدّ أن تنزل مع زخاتها لتستقر في قلبي... كم يهمني أن تعلم أنني ارتويت كارتواء أرضكم اليوم... كم يهمني أن تعلم أني كنت سأحبك وقتها كما أحببت نزول المطر على تضاريس بلدكم الجميل.
بحرص شديد قلتَ لي : أحبكِ.............
وبخجل كبير قلتُ لكَ : إنك كنت أغلى هدايا العيد.
ثمّ ودّعتني... وقلت سنلتقي...
ضحكت كثيرا ثم افترقنا... وفي أول رسالة بيننا سألتني :
ـ لماذا ودّعتِني وأنتِ غارقة في الضحك ؟!.....
وفي ثاني رسالة بيننا أخبرتك أني لا اصدقك وقلت إنه جغرافيا لن نلتقي أبدا...
أخذت على عاتقك أعباء كثيرة وكلّفت جيبك فاتورة ثقيلة للهاتف...قلت لي بحماسة متناهية :
ـ لا علاقة لحبنا بالجغرافيا، بالتاريخ... لا علاقة له بالاقتصاد، بالسياسة... لا علاقة له بالعلوم، بالرياضيات... لا علاقة له بالأشخاص، بالعباد... لا علاقة له بعمدة بلدتنا، برئيس حكومتكم... لا علاقة له بالدستور وبالفلكلور... لا علاقة له باليونسكو، باليونيساف، بمنظمة الأمم المتحدة... لا علاقة له ! !...
قاطعتك : لكن يا منصور... بيننا حدود وحراس وجمارك.....
ثم انقطع الخط بيننا.
سهام بوخروف
من مجموعتي القصصية
التعليقات (0)