مواضيع اليوم

بينار سلك

فريد دولتي

2010-09-08 01:40:17

0

" بينار سلك" كاتبة تركية مناصرة للقضايا النسوية واحد المدافعات المتحمسات عن حقوق أنواع مختلفة من الأقليات ، كالأكراد والأرمن بالإضافة إلي الأطفال المحرومين اجتماعيا ، هذه الكاتبة انتهت من كتابة كتابها الجديد ، وهو عبارة عن رواية تتحدث عن الرجولة في تركيا، و مدى ارتباط هذه الرجولة بمفهوم الجيش ، وكيف أن الجيش له نفوذ كبير في مفهوم الأسرة التركية، موضحة أن العنف وخاصة في الجيش يتم غرسه في الرجال خلال مرحلة الطفولة المبكرة.

صاحبة الشعر المجعد المفتوح بدون قيد ، صاحبة الـــ 39 عاما... لا يمكن أن تصنف بأنها من المحافظين,حتى ولو ارتدت تنوره بطول الركبة ، فهي ببساطة تمتنع امتناع دائم عن ارتداء ملابس استفزازية، ولكنها عندما تتكلم ، فأنها تضع الخجل جانبا لتنطق بكلمات قوية ، تحمل انتقادات لاذعة ضد الأوضاع في تركيا, تجعل منها احد ابرز الشخصيات المدافعة عن الحقوق المدنية في تركيا.

تحت عنوان مداعبة الرجل، يتناول كتابها مسيرة و سلوك الطريق للذكر، من مرحلة الصبا إلى مرحلة الرجولة ، حتى يصبح هذا الكائن مقبول اجتماعيا ، متناولة المحطات الرئيسية في هذه المسيرة بانتقائية عالية أثناء الختان والخدمة العسكرية، كذلك يصاحب السرد مزيج من المناظر الطبيعية الخلابة ، من الناحية النظرية السوسيولوجية ، والتي جاءت نتيجة لعديد من المقابلات التي أجريت مع رجال ...حاولت الكاتبة من خلالها شرح النظام الأبوي العنيف.

"إن ختان الذكور بشكل واضح , يجعلهم يشعرون بهذا العضو للمرة الأولى،فهذا الذكر الذي يحيط به الكثير من الناس، ارتدوا ملابس أعدت لهذه المناسبة ،تجعله يدرك ولو بعد حين بأنه الأسد ، يملؤه الفخر على إن الطفل هو في نهاية المطاف سيكون رجل.

عند هذه المحطة يتعلم الشباب حقيقة, آلا وهي أن جنسه بمثابة سلاح له ، نظرا لأن الختان هو مقدمة لطائفة كاملة من الانتقائية حول أعضائه التناسلية والذكورية ، والتي ستهيئ له المركز المهيمن في المجتمع, فختان الرجل،,هو إعلان صريح على أنه سيكون عماد النظام الأبوي,الذي يفرض عليه حماية الأسرة وإعاشتها،,حتى تصبح المرأة في هذا النظام لا قيمة لها.

هذه العقلية تتعزز مع فرضية دخول الرجل للجيش، فهذا الذكر هو الذي يناط به مهام الدفاع عن مفاهيم ,أبعدها المجتمع عن النساء وعززها فيها ، آلا وهي الشرف والعرض .

ليس من قبيل الصدفة أن " بينار سلك" تعاملت مع هذا الموضوع ، نظرا لأنها كانت من ضحايا الأجهزة الأمنية التركية,بالإضافة أيضا كونها من اشد المنتقدين للحكومة في تركيا ,ومناصرة للأقليات و مصالح الأكراد ، ففي العام 1998 وجه إليها اتهام بعد وقوع انفجار في سوق بمدينة اسطنبول ، لتصدر المحكمة ، حكمها بالسجن عليها، على الرغم من أن العديد من القضاة ،وصلوا إلي استنتاج مفاده أن الانفجار كان نتيجة اسطوانة غاز، ولم تكن هناك قنبلة في الأصل ، لتمضي سنتين ونصف السنة في السجن ،تعرضت فيهم للتعذيب الشديد... في العام 2006 وبعد ثماني سنوات ، برأت المحكمة ساحة "بينار",بعد أن اعترف الشاهد الرئيسي للادعاء بأن الحصول على شهادته كان تحت وطأة التعذيب,ولكن في بداية العام الماضي أحيلت القضية إلى أنقرة لمحكمة الاستئناف نظرا للأخطاء الإجرائية المزعومة فيها، فألغت المحكمة حكم البراءة ، لتطالب بالحكم عليها بالسجن مدى الحياة .
هذا الوضع يجبرها على العيش ألان في ألمانيا , فهي لا تستطيع العودة إلي تركيا،تحسبا من إلقاء القبض عليها.ولكن يجعل منها رمزا للحركة الديمقراطية في تركيا خلال السنوات العشر الأخيرة. علما أن القوى المعادية للديمقراطية التركية, و ضمن الاختصاص الجنائي تحاول استخدام نفوذها من أجل تقييد حرية هذه الكاتبة الشجاعة.

الانتقائية والكيل بمكيالين هما ما يدفعها إلي أن تناضل وتناصر الأقليات ، ويجعلها تتسأل"ماذا يحدث عندما ننسى بكاء الرجال؟" ...في كتابها الأخير تحاول "بينار" أن تعطي إجابات منها
أن " النسيان يجعل جذور العنف تنمو، و يبقى علينا أن نستخلص أن هيمنة الذكور من الناحية البيولوجية ليست ثابتة ، بل هي متغيرة جدا".

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !