بيكيوتو تحتج منذ 29 عاماً

.

:

«أوقفوا العدوان الإسرائيلي»، «بوش دمر العراق»، «لا للأسلحة النووية»، بعبارات مثل هذه وأكثر سخونة ومواجهة، تواصل السيدة بيكيوتو (80 عاما) صرخاتها الاحتجاجية التي بدأتها منذ 29 عاما أمام البيت الأبيض، مركز الحكم الأمريكي في العاصمة واشنطن.
لا تكتفي هذه السيدة ذات الأصول الإسبانية بترديد الصرخات أمام المارة في هذا المكان ورفع اللافتات المنددة بسياسات القتل والتعنت، خصوصا ما تقوم به دولة إسرائيل، وتوزيع المنشورات الداعية إلى تخليص العالم من أسلحة الدمار، لكنها تتخذ من هذا الموقع مكانا للإقامة داخل خيمة صغيرة على ناصية حديقة اللافياتي المتاخمة للبيت الأبيض من الجهة الشمالية منذ شهر أغسطس من العام 1981.
وفوق الخيمة المليئة باللافتات والشعارات وقصصات الصحف والصور المعبرة عن الظلم والعدوان في العالم، تعلق بيكيوتو لوحة كبيرة وبارزة تلفت أنظار المارة، كتبت عليها «تعيش بقنبلة.. تموت بقنبلة»، وإلى جوار الخيمة هناك لوحة أخرى صفراء معبأه بصور القتلى والدماء، مكتوب عليها «أبق كما أنت، هذا سيحدث لك». جاءت سيدة السلام-كما يطلق عليها المقربين منها- إلى أمريكا وهي في سن الثامنة، وعملت في السفارة الاسبانية في واشنطن، قبل أن تتفرغ للعمل الاحتجاجي على قارعة الطريق، وأنضم إليها رجل آخر يدعى كوباس. وتعتبر نفسها وكوباس من جيل السلام المناهض للأسلحة النووية والمطالب بإعادة السلام والحرية والعدل والمساواة للعالم، غير أنها تعرضت للضرب والاعتقال غير مرة في أوقات سابقة.
تقضي بيكيوتو سنوات عمرها في هذا المكان بصحبة السناجب التي تتواجد في الحديقة بكثافة، وتقتات على ما يجود به المارة من أموال مقابل الفرجة وتصويرها والتحدث إليها، وأحيانا تنحت الصخور الصغيرة وتصنع منها أشكالا جمالية ملونة، لا تخرج عن هموم السياسة، وتبيعها على السياح.
تتنقل بواسطة دراجتها من خيمتها إلى مطعم مجاور تزوره بين الفينة والأخرى لاستخدام مرحاضه للاستحمام وقضاء الحاجة، فيما متوسط نومها ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا، وعند التحدث إليها تكتفي بالقول «نحن دائما نضحي من أجل أن يكون هناك عالم أكثر سلاما».

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100724/Con20100724363246.htm

..