لا يقدر الفن بثمن. هذا هو الانطباع السائد بين متذوقي الأعمال الفنية. وذلك من منطلق كونية الرسالة الفنية وحمولتها الابداعية الخالصة. غير أن واقع الحال يشي بغير ذلك. فقد بلغ هوس المنافسة على اقتناء التحف الفنية الى بيع لوحة الرسام التشكيلي الكبير " بابلو بيكاسو ": ( عارية وأوراق خضراء وتمثال نصفي ) في مزاد " كريستي " بنيويورك بسعر بلغ 70,2 مليون دولار أمريكي. وبذلك تتربع هذه اللوحة الفنية على عرش أغلى الأعمال الفنية في التاريخ. وكان بيكاسو قد رسم لوحته الشهيرة سنة 1932، وجسد فيها عشيقته "ماري تيريز والتر ". وكان الرقم القياسي السابق في حوزة التمثال البرونزي ( الرجل السائر ) للنحات السويسري " ألبرتو جياكوميتي " ، والذي بيع في فبراير الماضي بلندن ب مبلغ قدره 104,3 مليون دولار.
هذا هو حال الدنيا اليوم. لقد رسم بيكاسو لوحاته الزيتية في لحظات الهام فني ، ورحل عن الدنيا مخلفا وراءه ارثا لا يفنى، و لكنه لم يكن يدرك أن تحفه الفنية الخالدة ستصبح بضاعة في مزادات المجتمع المخملي. وقد صدق فيلسوف ألمانيا الكبير " فريديريك نيتشه " حينما قال متحدثا عن القيم الانسانية: " لكل شيء ثمن، كل شيء يشترى ". ويبدو أن قيمة الفن ليست في ذاته فقط، بل في ثمنه أيضا. ( محمد مغوتي).
التعليقات (0)