بيشوي: المسلمون ضيوف علينا ولن نسمح بتدخل الدولة في شئون الكنيسة حتى ولو وصلت للاستشهاد
محيط ـ محمد كمال
رفض الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس، ورجل الكنيسة الثاني ، بحسم أي حديث عن تدخل الدولة في إدارة الكنيسة، ملوحاً بـ "الاستشهاد" في مواجهة سيناريو من هذا النوع.
وقال بيشوي في رده على محرر صحيفة "المصري اليوم" خلال حواره معه الأربعاء، ورأيه في تكرار الاحتجاجات القبطية، خاصة بعد أزمة الزواج الثاني، ومطالبة البعض برفع يد البابا والأساقفة عن الكنيسة ووضع الأديرة تحت رقابة الدولة، بأنه يرفض هذا الكلام بشدة ويحاربه، متسائلا: ماذا يعنى رفع يد البابا والأساقفة عن الكنيسة؟ ألا يكفى أن الجزية فُرضت علينا وقت الفتح العربي، تريدون الآن أن تُصلّوا لنا وتقولوا "آبانا الذى" و"لنشكر صانع الخيرات"، وتقيموا الصلوات والقداسات؟.
وأبدى بيشوي غضبه تجاه تساؤل محرر المصري اليوم وقال : "هذا شيء عجيب، ومن يطالبون بذلك نسوا أن الأقباط أصل البلد، ونحن نتعامل بمحبة مع "ضيوف" حلّوا علينا ونزلوا في بلدنا واعتبرناهم إخواننا ..كمان عايزين يحكموا كنايسنا".
وأضاف :" أنا لا أرضى بأي شيء يسيء للمسلمين، ونحن كمسيحيين نصل إلى حد الاستشهاد إذا أراد أحد أن يمس رسالتنا المسيحية، وإذا قالوا لي إن المسلمين سيرعون شعبي بالكنيسة، فسأقول "اقتلوني أو ضعوني في السجن حتى تصلوا لهذا الهدف".
وبسؤاله عن رأيه فيما يقال عن اختطاف الكنيسة لكاميليا زاخر شحاتة ووفاء قسطنطين المسلمتين قال هذه "جعجعة"، واتهامات كاذبة ليس لها أساس من الصحة، وأنا لم أتابع موضوع كاميليا شحاتة بشكل جيد، لكنني كنت طرفاً أساسياً في قضية وفاء قسطنطين، وهى قالت في النيابة وبمنتهى الشجاعة: "أنا مسيحية وهموت مسيحية"، ولم تذهب إلى "الأزهر" من الأساس لإعلان إسلامها.
وأضاف: "وفاء كان عندها بعض المشاكل ولجأت للأمن وليس للأزهر، وقالت للضباط "أنا عايزة أكون مسلمة"، فالأمن اتصل بنيافة الأنبا باخميوس بمطرانية البحيرة، وطلب - طبقاً للقرار الوزاري - أن نعطيها بعض جلسات النصح حتى يتأكدوا من صدق نيتها فى الإسلام، واتفقنا على أن تقيم فى مكان محايد تحت حراسة الأمن، فاخترنا فيلا النعام بالزيتون وهى ملك الكنيسة لكن تم تسليمها للأمن ووُضعت تحت حراسة مشددة، وكنت أذهب لمقابلة وفاء مع نيافة الأنبا موسى ونيافة الأنبا آرميا، وندخل لها بتصريح من الأمن، لنجيب عن تساؤلاتها.
ونفى ان تكون الكنيسة اختطفتها وتابع قائلا: "ولماذا أخطفها أو أقتلها أو حتى أعذبها وهى قالت أمام النيابة إنها مسيحية وستموت مسيحية، وكانت الفرصة كاملة أمامها لتقول ما شاءت أو تطلب حماية النيابة، لكن ما حدث أنها أعلنت بشجاعة أنها مسيحية، والكنيسة تسلمتها من النيابة ونقلتها لمكان أمين لحمايتها، لأننا خائفون عليها من بعض الناس الذين يمكن أن يتهموها بالارتداد عن الإسلام، أو يقتلوها، ولو كانت أصرت على اعتناق الإسلام، لأخذتها من يدها وذهبت بها إلى الأزهر.. ماذا أفعل بها لو لم تكن المسيحية فى قلبها".
وبسؤاله عن استقواء الأقباط بالخارج قال بيشوي: "ليس صحيحاً، ماذا فعل لنا الخارج في قضية الكشح الثانية التي قتل فيها 20 مسيحياً، وتعرّف المصابون على الجناة في النيابة وحددوا من أطلق عليهم الرصاص، ومع ذلك لم يصدر حكم بحق أي من القتلة".
وتابع "الحكاية ليست استقواء بالخارج، والأقباط عندما يحتجون ويصرخون فهم يصرخون للرئيس مبارك، لكن ناشطي أقباط المهجر يكتبون على الإنترنت دون أن يصرخ أحد أو يتظاهر هنا، وينشرون أخباراً قبل أن أعلمها أنا، نحن نعرف أخبارنا من عندهم، وتصل إليهم عن طريق أهلهم وأقاربهم في مصر".
وعن رأيه في ترشيح جمال مبارك لانتخابات الرئاسة المقبلة، قال: "هذا أمر يخصني، وسأعبر عنه في صندوق الانتخابات، لكن أنا لا أخفى، ودائما أعلن حبي للرئيس وجمال من قلبي وليس مجاملة، لأن عصر مبارك "هو أفضل عصر للأقباط في مصر رغم بعض المشاكل"، لكن الرئيس ليس سببها، "ودائماً ما يقف في صفنا ويعطينا حقنا"، "وجمال إنسان مؤدب ويحب الأقباط".
التعليقات (0)