ما هذه الرائحة الكريهة التي تنبعث من مستوعب النفايات في ناصية الشارع؟ انها اكثر من رائحة نفايات معفنة عتيقة كريهة تصدر من هذا المكب في العاصمة العريقة ..رائحة مقرفة يكاد الانف لا يجروء على شمها والصدر يقفل من ثقلها ..ما هذا ؟ جيفة كلب مقتول مرمى على ناصية الشارع وسط الطريق ..كلب شارد قررت البلدية ان تنهي مشكلتها معه فأطلقت عليه النار وتركت جيفته ومشت...
هل انتهت المشكلة ؟او انتهى الكلب وبدأت مشلكة صحية وبيئية يعيشها سكان الحي ..
كل مدن العالم تعاني من كلاب شاردة فتلجأ بلدياتها للخصي للحد من تكاثرها وقد تعمل بعض الجمعيات الخاصة بالحيوانات على استيعاب الكلاب الشاردة ورعايتها الا في العاصمة اللبنانية فالاسلوب الاسهل هو تسميم او اطلاق النار على الكلاب امام اعين المارة وترك جيفها في الشوارع والطرقات ...
انها رائحة وسط بيروت بعد الحرب وقبل ورشة الاعمار ,رائحة زمن ولى وعهد مضى ولا رغبة حتى باسترجاع قرف رائحته..كانت الكلاب الشاردة تجول بين انقاض المدينة المدمرة ومن اوقفت اتفاق الطائف بندقيته حرص على استغلال طلقاتها الاخيرة لقتل الكلاب الشاردة والعبث بجيفها ..
كنا نغلق نوافذ السيارة ونطلق العنان لسرعة السيارة حتى نقطع الرائحة والمشهد المؤلم..ومع ورشة الاعمار اختفت الرائحة وحلت مدينة جديدة هي احلى ما في العاصمة اليوم وقلبها النابض..
قلب نابض لجسد عليه ان يكون كالقلب نظيف وطاهر وعبق برائحة زكية وشوارع نظيفة ..وبلدية تسير بها الى الامام..فلا تتخلص من الكلاب الشاردة بالقتل وترك جيفها وسط الطرقات.
كيف نطلق على بيروت الالقاب السياحية ونزين شوارعها بجيف الكلاب ولا نأبه لاطلاق النار على الكلاب حتى امام اعين السواح..لماذا نسير دائما الى الوراء؟ وحتى في السير الى الوراء حاسة الشم تبدو قوية والرائحة كريهة والضرر اكبر من كلاب شاردة تتكاثر بل هو ضرر صحي يتكاثر وأزمة بيئية تفوح وسمعة مدينة يجب ان تنهض بقلبها وجسدها وتسير الى الامام والى الامام
التعليقات (0)