مواضيع اليوم

بيت من الشعر وقصة

عوني عارف ظاهر

2010-11-21 10:05:51

0

 بيت من الشعر.. وقصة

 

"""أرْضَى لِشِعْرِي أنْ يَكونَ مُرَجَّبَاً ....حُلْوَ العِذاق ِ، وَ أنْ يَكُونَ مُحَكَّكَا"""

هذا البيت من الشعر للشاعر الفلسطيني المربي الفاضل عمر الغوراني استاذ  اللغة العربية في مدرسة ذكور ياصيد الثانوية وقد نشر ضمن   قصيدته على مدونة مدرسة ياصيد  بعنوان :أوّاهُ يا شام ُ!

وفيه يصف ابو مصعب  ملمحاً" شِعرهُ" بهذا البيت : بالسهل الممتنع  كقطوف البلح ""العذاق " المرجب الحلو  و المحكك: المُنقـَّح ....فهو شعر سهل ان تشعر بطعمه وتتذوقه وتجتهد ليكون حلوا بفيك ،، تربط نفسك بحبل لتصعد لقطفه ويجب ان تكون ماهرا ..ومن ثم يعالج تماما  كبناء البيت من الشِعر"" بكسر الشين وليس فتحها ""."الممتنع "لن يكون سهلاً و ليتحول طعم البلح  "المج"  "حيث تتعثر  حركة اللسان ويثقل عند اكله "وقت القطاف ويصبح   حلو المذاق عند الاكل بعد المعالجة والتكتيكات الفنية المصاحبه باسلوبي تراثي لا يتقنه الا صناع العذاق ...ويبدو ان الحكاية الشعبية لم تبتعد كثيراعن مقاصد   الغوراني الشاعر الفلسطيني ممارسة ، لتؤكد ان ""اعمى وجار وسلاح وحيل وموت وانتقام ""كل ذلك من اجل الحصول على مذاق"العذاق" مهما كلف الامر  واليكم القصة :

 

 

 

 


كان لمزارع قديم  أعدادا هائلة من النخيل.. وكانت من بينها نخلة يحبها (ويغليها) ويحسده أهل القرية على جودة تمورها. وخلال عامين متتاليين سطا عليها لص يسرقها قبل ليلة واحدة من موعد قطافها. وبسبب دقة توقيت السارق أيقن أنه احد جيرانه الذين يتجمعون لديه كل ليلة لشرب القهوة.. وفي السنة التالية تعمد الحديث عن سرقة النخلة وكرر على مسامعهم انه سيجنيها في اليوم الفلاني (وكرر الموعد أكثر من مرة).. وقبل حلول الموعد بليلة جهز بندقيته وبات خلف ربوة صغيرة في مزرعته بانتظار السارق ليرديه قتيلا..

ولم يطل انتظاره كثيرا حيث حضر رجل يتوكأ على عصاه لم يتبين ملامحه في البداية.. ولكن حين اقترب أكثر أصيب بالذهول والصدمة كونه لم يكن غير جاره الأعمى "أبو سعد". ومن فرط الفضول تخلى عن بندقيته وقرر البقاء ليرى كيف يمكن لرجل أعمى أن يسرق نخلة باسقة الطول... أما ابو سعد فتحسس طريقه نحو النخلة وأخرج حبلا لفه حولها ثم ربطه خلف ظهره (بحيث أصبح هو والجذع ضمن دائرة الحبل) وبدأ يتسلق بالطريقة التقليدية المعروفة . واستمر بالصعود حتى اصطدم رأسه بسعف النخلة فعرف انه وصل الى القمة فأخذ يقطع عراجين التمر ويرميها على الارض.. وحين انتهى نزل بنفس الطريقة وجمع الغلة وذهب لبيته..

عندها استخسر فيه المزارع ثمن الرصاصة (وخسارة سمعته بقتل رجل أعمى) فقرر الانتقام منه بطريقة ماكرة.. وهكذا كتم حقده سنة كاملة حتى حان نفس الموعد من العام القادم فتحدث (أمام ابو سعد) عن موعد القطاف وقال "عسى أن تسلم النخلة هذا العام من سارقها".. وفور حلول الظلام سبق جاره الأعمى إلى نخلته العزيزة وقطع رأسها بنفسهفأصبحت جذعا بلا رأس ثم ذهب إلى بيته ونام ملء جفنيه ..

وفي صباح اليوم التالي (خمنوا ماذا حصل) تسلق الاعمى النخلة بطريقة لف الحبل المعروفة واخذ يصعد ويصعد حتى خرج الحبل من أعلى الجذع (حيث لا سعف في الأعلى يوقفه) فسقط على قفاه ميتا فعرفه كل الجيران!!

عوني ظاهر 21/11/2010




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات