مواضيع اليوم

بيت المقدس اليهودي في المراجع الاسلامية

اسرائيل .

2009-06-14 17:21:51

0

 بيت المقدس اليهودي في المراجع الاسلامية

استهجن علينا بعض القراء إطلاق اسم "بيت المقدس" على مدونتنا ، جهلا منهم فيما يبدو ان عبارة "بيت المقدس" هي عبارة يهودية خالصة أطلقها اليهود على معبدهم في أورشليم ، واقتبسها منهم العرب والمسلمون فيما بعد ..

اخترت هذه المرة "باب ذكر جماعة من أنبياء بني إسرائيل.." الواقع في الجزء الثاني من كتاب البداية والنهاية لأبن كثير ، أسوق منه بعض الأقتباسات التي ورد فيها ذكر بيت المقدس اليهودي :

قال محمد بن إسحاق‏:‏ وكان قبل زكريا ويحيى (الحديث عن يشعيا) ... وكان في زمانه ملك اسمه حزقيا على بني إسرائيل ببلاد بيت المقدس ...... وكانت الأحداث قد عظمت في بني إسرائيل فمرض الملك ....... وقصد بيت المقدس ملك بابل في ذلك الزمان .......

ذكر خراب بيت المقدس
وقوله تعالى‏:‏ ‏ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً [‏الإسراء‏:‏ 2-8‏]‏‏.‏

....... فأوحى الله إلى أرميا إني مهلك بني إسرائيل ومنتقم منهم، فقم على صخرة بيت المقدس يأتيك أمري ووحي‏ ....... فقام أرميا فشق ثيابه .... وقال‏:‏ يا رب وددت أمي لم تلدني، حين جعلتني آخر أنبياء بني إسرائيل، فيكون خراب بين المقدس، وبوار بني إسرائيل من أجلي .......‏

قال‏:‏ فلما بلغهم أرميا رسالة ربهم، وسمعوا ما فيها من الوعيد والعذاب، عصوه وكذبوه واتهموه، وقالوا‏:‏ كذبت وأعظمت على الله الفرية، فتزعم أن الله معطل أرضه ومساجده من كتابه وعبادته وتوحيده، فمن يعبده حين لا يبقى له في الأرض عابد، ولا مسجد ولا كتاب‏.‏
لقد أعظمت الفرية على الله، واعتراك الجنون، فأخذوه وقيدوه وسجنوه، فعند ذلك بعث الله عليهم بخت نصر، فأقبل يسير بجنوده حتى نزل بساحتهم، ثم حاصرهم فكان كما قال تعالى‏:‏ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ‏[‏الإسراء‏:‏ 5‏]‏‏ ....... ‏ وهدم بيت المقدس، وساق الصبيان، وأوقف النساء في الأسواق حاسرات، وقتل المقاتلة، وخرب الحصون، وهدم المساجد، وحرق التوراة ....... ودخل بخت نصر بجنوده بيت المقدس، ووطئ الشام كلها، وقتل بني إسرائيل ........ وقذف الكناسات في بيت المقدس ...........
فلما سمع بخت نصر هذا القول منه تركه، فأقام أرميا مكانه بأرض إيليا .......

قال هشام بن الكلبي‏:‏ ثم قدم بخت نصر بيت المقدس فصالحه ملكها، وكان من آل داود، وصانعه عن بني إسرائيل، وأخذ منه بخت نصر رهائن ورجع‏.‏ فلما بلغ طبرية بلغه أن بني إسرائيل ثاروا على ملكهم فقتلوه، لأجل أنه صالحه فضرب رقاب من معه من الرهائن، ورجع إليهم فأخذ المدينة عنوة‏ ..............

قال ابن الكلبي‏:‏ ومن ذلك الزمان تفرقت بنو إسرائيل في البلاد، فنزلت طائفة منهم الحجاز، وطائفة يثرب، وطائفة وادي القرى، وذهبت شرذمة منهم إلى مصر ..........

ثم ركب إلى بلاد المغرب، حتى بلغ أقصى تلك الناحية‏.‏ قال‏:‏ ثم انصرف بسبي كثير من أرض المغرب، ومصر، وأهل بيت المقدس، وأرض فلسطين، والأردن ............

فأوحى الله إلى أرميا وهو بالشام‏:‏ أن اعدد طعاماً وشراباً لدانيال، فقال‏:‏ يا رب أنا بالأرض المقدسة، ودانيال بأرض بابل من أرض العراق ..........

ذكر عمارة بيت المقدس بعد خرابها، واجتماع الملأ من بني إسرائيل بعد تفرقهم في بقاع الأرض و شعابها ............

قال هشام بن الكلبي‏:‏ ثم أوحى الله تعالى إلى أرميا عليه السلام فيما بلغني‏:‏ أني عامر بيت المقدس فأخرج إليها فأنزلها، فخرج حتى قدمها وهي خراب .........

فنادى في أرض بابل في بني إسرائيل‏:‏ أن من شاء أن يرجع إلى الشام فليرجع، وملَّك عليهم رجلاً من آل داود، وأمره أن يعمر بيت المقدس ويبني مسجدها، فرجعوا فعمروها ............
قال‏:‏ فأقام بنو إسرائيل بها، ورد الله عليهم أمرهم، فمكثوا كذلك حتى غلبت عليهم الروم في زمن ملوك الطوائف‏.‏ ثم لم يكن لهم جماعة ولا سلطان، يعني بعد ظهور النصارى عليهم، هكذا حكاه ابن جرير في تاريخه عنه‏ ...........

 

الى هنا الفقرات المقتبسة من كتاب البداية والنهاية لأبن كثير ، والتي تتحدث بشكل واضح عن بيت المقدس اليهودي زمن يرميا النبي العبراني وبختنصر البابلي قبل حوالي ألف عام من ظهور الاسلام .. ومن الملاحظ ان ابن كثير ذكر فيما ذكر ضمن الفقرات المقتبسة اعلاه ، بلاد بيت المقدس اليهودي ، وحديث بني اسرائيل في ارض اسرائيل ، وذكر خراب بيت المقدس اليهودي وهي ترجمة حرفية لعبارة (خوربان بيت همقداش) المشهورة في التاريخ اليهودي ، وذكر الآيات الاولى من سورة الاسراء التي تعرضنا لها في تناولنا (هل ورد ذكر القدس في القرآن) ، وحديث صخرة بيت المقدس اليهودي التي تقع اليوم داخل مسجد قبة الصخرة ، وذكر عبارة مساجد ومسجد في اشارة الى بيت المقدس اليهودي ، وحديث (جاسوا خلال الديار) الذي يصف دخول بختنصر وجنده ارض بيت المقدس اليهودي ، وذكر أرض إيليا وهو الاسم الذي أطلقه الروم على مدينة أورشليم اليهودية قبل ان يطلق عليها المسلمون اسم القدس ، وذكر تفرق بني اسرائيل في البلاد ووصول فريق منهم الى ارض الحجاز قبل ان تطأها أقدام العرب بقرون طويلة ، وذكر الأرض المقدسة التي يراد منها بشكل واضح ارض اسرائيل ، وذكر عمارة بيت المقدس اليهودي .....الخ

لسنا هنا بصدد دقة المعلومات التي أوردها ابن كثير ، فالمطالع لكتاب البداية والنهاية يلحظ ان الكثير من المعلومات التاريخية الواردة في الكتاب يصعب ازاءها التفريق بين الحقائق والخيال ، فهدفنا ينحصر في ذكر العبارات المتعلقة ببيت المقدس اليهودي كما تداولتها المراجع الاسلامية ، والتي تقطع الشك باليقين في مسألة كون بيت المقدس في أورشليم (القدس) معبدا يهوديا في الأصل ، وهذا أمر واضح في المراجع الاسلامية يغنينا عن العودة الى المراجع العبرية او الخوض في موضوع المكتشفات الأثرية .......

تحية طيبة للجميع ودمتم بخير ..

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات