بيتهوفن وطقاقة الأعراس

لدينا ازدواجية في المعايير، ولدينا اضطراب في الذائقة الفنية، ولدينا نزول قوي لقاع الرغبة دون نتيجة تُرضي النفس البشرية المُضطربة..

الفن حدث ناجم عن تفاعل بين الإنسان ومشاعره فتكون النتيجة مولود سليم لا يعترف بالحدود أو القيود والأعراق! العملية ليست مُعقده بل بالعكس بسيطة جداً كبساطة الإنسان العربي، بيتهوفن الملحن والموسيقار والعازف الألماني عبر الحدود فهو من أشهر وأعظم الموسيقيين في عصره والعصور اللاحقة بل يعد من أكثرهم تأثيراً فقد لامس النفوس وجعل من الموسيقى مادة يسمعها الجميع رغم إصابته بالصمم  فلم يسمع معظم ألحانه..

لو كان لدينا ذوق فني لما استبدلنا بيتهوفن بطقاقة الأعراس!

صحيح أن الفن ابن البيئة ومولودها الوديع لكن يستطيع ذلك المولود زيارة مختلف الأماكن و التواجد بها لأنه مخلوق مسالم لا يؤذي أحداً، لكن أليس بيتهوفن أولى من سرا الليل وحنا ما سرينا؟

بالتأكيد بيتهوفن أولى وما دونه من مبدعي الموسيقى العربية أولى من كلمات تُشجع على السهر المُضر للسمع والبصر؟!..

يقول بيتهوفن الموسيقى أنبل وحياً من الحكمة والفلسفة! ولم يعلم أن الذوق البشري وصل لمرحلة دونية جعلت من سرا الليل مطلب جماهيري لا تستطيع الطقاقة تجاوزه بسهولة ...