مواضيع اليوم

بيبي ووداع العملية السياسية

غازي ابو كشك

2009-04-01 08:58:59

0

بيبي ووداع العملية السياسية

التاريخ : 1/4/2009   الوقت : 08:40

حسن عصفور / أخيرا ومع ألأول من نيسان يوم الكذب العالمي ( مصادفة غريبة جدا ) ، تستلم حكومة بيبي نتنياهو عملها الجديد ،  ولعل الوصف الأبرز الي يجسد تعريفا لهذه الحكومة ما قالته السيدة ليفني رئيسة المعارضة الجديدة بأنها حكومة اللاشيء ، حكومة بها تراكم كمي لأسماء دون مهام ، نواب رئيس وزراء باتت جائزة ترضية ، في حين وصفها النائب العربي البارز محمد بركة بأنها حكومة على بابا والأربعين حرامي .

مواصفات الحكومة الجديدة وتركيبتها الخاصة والمضخمة وبرنامجها ، يراها اغلب الشعب الاسرائيلي في اول استطلاع أجرته صحيفة هآرتس بأنها غير جيدة لهم ، وبالتاكيد هذه النسبة ستزيد يوما بعد آخر وستتعاظم حالة الرفض لها خاصة في الشأن الداخلي الأمر الذي سيفرض في وقت ليس ببعيد تصورا غير ما هو قائم .

ويحتل الموقف السياسي الذي جسده برنامج هذه الحكومة قطيعة سياسية مع أي أمل بحل سياسي  بين الطرفين الفلسطيني ، رسالة ارسلها بالأمس بيبي نتنياهو واضحة لا تحتاج الى بحث لغوي في مضمونها ، حكومة حددت مسارها باتجاه الابتعاد عن العملية السياسية وتستبدل ذلك بالكلام العام المشروط أيضا ، وكأن الوضع يبدأ  من الصفر .

خطاب رئيس الحكومة الجديدة وبرنامجها السياسي الجديد ، اعاد الوضع الى ما هو سابق لتوقيع الاتفاقات السياسية بين الطرفين ، تجاهل وقفز كلي عن مسار بدأ منذ ما يزيد عن ال15 عاما ، وهذه الرسالة الأبرز التي أرسلها بيبي من اللحظة الأولى للطرف الفلسطيني والعربي ايضا ، خطابه تجاهل كليا اي وثيقة أو مرجعية تتصل بالعملية السياسية والتسوية ، استبدلها بمرجعيات جديدة تقوم على مستويات اقتصادية وأمنية وسياسية ، تحدث عن ابعاد دون أي ربط بالمرجعيات التي ارتبطت بالمسار السياسي السابق ، مهما كان حجم التحفظ عليها ، تجاهل مرجعيات التسوية واستبدالها هي رسالة تقول أن لا مجال للحديث عن حل مرضي ومعقول ومقبول في وجود هذه الحكومة .

حكومة بيبي لا تريد أن تحكم الشعب الفلسطيني كما قال في خطاب الكنيست ، لكنها لا تريد له أن يكون حرا أو مستقلا ، لا حديث عن دولة فلسطينية وان كان يوما سيجبر على مصطلح كهذا فهو قد حدده مبكرا ، ستكون لكنها لا مجال مطلقا أن يكون لها بعد أو مجال من المجالات الحساسة والتي تؤثر برأيه على دولة اسرائيل ، ولنا أن نتخيل ماهي قائمة المجالات في عرف بيبي وبراك وليبرمان ، حكومة  قادنها الأهم سند الاستيطان المركزي ليس فقط فكرا بل وممارسة هم مستوطنين اقامة وسلوكا ومنهجا ، يقود الخارجية أحدهم .

الحكومة الاسرائيلية تحدد بوضوح أن العملية السياسية لم تعد قائمة ، وأن الاستيطان وتهودي القدس وخلق روح كراهية جديدة ضد الفلسطيني بما فيه من يعيش فوق أرضه التاريخية داخل اسرائيل الان ، هذه الحكومة لم تترك مجالا للتفسير والتحليل والبحث عن مسألة هنا أو مسالة هناك للكلام واللقاء ، فالبرنامج محدد والخطاب في غاية الوضوح  يققولها بصوت مرتفع : وداعا للعملية السياسية – وداعا للسلام ، مثل هذا لاوضوح لم يكن منذ لاءات شامير الشهيرة في منتصف الثمانينات والتي كانت المقدمة لانتفاضة وطنية كبرى هزت اسرائيل ونهجها العام وصورتها ومكانتها ، اجبرتها في نهاية المطاف أن تأتي الى الجلوس مع منظمة التحرير ورمزها الخالد ياسر عرفات .

الرسالة الاسرائيلية واضحة جدا ، ولكن ما هي الرسالة التي ستكون فلسطينيا هل تكتفي بالتعليق الرافض لما جاء أو تبتعد في حالة انكفاء الى حين ، أم يتطلب الأمر بحثا جديا متواصلا من القيادة الوطنية لمواجهة الأخطر القادم حتى قبل أن تتواضع بعض الفصائل وتدرك ان الخاص لن يحميها كثيرا ، هل يتم لقاءا وطنيا عاما فقط من أجل هذه القضية تشارك به كل أطراف حوار القاهرة الوطني ، لصياغة خطة عمل يلتزم بها الجميع لمواجهة حكومة عنصرية تمثل خطرا حقيقيا على المشروع الوطني الفلسطيني ، لقاء لصياغة موقف وطني لمجابهة خطر فعلي وليس تخيلي .

hasfour@amad.ps

  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !