بيبسي كولا
من منا لم يتذوق طعم البيبسي؟ هذا الشراب المرطب الذي دخل إلى
أفواه الملايين، ولم يترك زاوية من دون أن يغزوها في 195دولة في مختلف أنحاء كوكب الأرض، فكرة بسيطة انطلقت من رأس صيدلي كان يحاول أن يركب دواء لمعالجة
سوء الهضم، وإذا به يكتشف شرابا لذيذا ومرطبا غير من نمط الأكل والشرب في العالم، وصال يطلبه الصغير قبل الكبير. كيف توصل كاليب براد هام إلى هذا الاكتشاف؟
لقد بدأ من خلال عمله في الصيدلية بمزج الوصفات الطبية والأدوية ووظف خلال عمله مساعدا له؛ ليستطيع التفرغ إلى مزج خلطة من شراب بنكهة الفواكه مع ماء الصودا، وفي يوم صيف حار ورطب سنه 1898 اكتشف براد هام والبالغ من العمر 22 سنة شرابا لذيذا ومرطبا يقدمه إلى زبائن الصيدلية لينجح هذا الشراب المرطب نجاحًا غير متوقع.
قرر هام أن يسمي شرابه المميز باسم(بيبسي كولا) لأنه كان في رأيه يعالج مرض سوء الهضم والذي يعرف بـ Dyspepsia.
حظي شراب بيبسي بشعبية عارمة مما دفع براد هام إلى الإعلان عن هذا الشراب الغازي والمرطب، وتدافع الناس على طلبه، وبدأت المبيعات بالارتفاع إلى درجة اقتنع بها كاليب بأن يفتح شركة لتسويق شرابه المميز.
أسس عام 1902 شركة بيبسي كولا من الغرفة الخلفية في صيدليته، وتقدم ببراءة اختراع ليسجل اختراعه كماركة مسجلة، في البداية كان يخلط الشراب ويبيعه من خلال ماكينات مياه الصودا، ولكن بما "أن الحاجة هي أُمُّ الاختراع" قرر براد هام أن يبيع بيبسي في قوارير صغيرة؛ ليستطع أن يشربها أيا كان وفي أي مكان، تطور العمل بشكل كبير وفي 16 يونيو 1903 حصلت البيبسي كولا على ماركتها المسجلة من مكتب تسجيل الماركات والعلامات التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، وخلال السنة نفسها باع كاليب 7968 قالونا من بيبسي، وكانت دعايته تقول: (منعش، مقوي، مهضم) ثم بدأ ببيع حقوق امتياز لتعبئة بيبسي في العلب المعدنية والزجاجات، وارتفع العدد من فرعين عام 1905 إلى 15 فرع 1906 وإلى 40 فرع في عام 1907، ومع نهاية العام 1910 أصبح لدى بيبسي كولا فروع في 24 ولاية، وكان هذا الإنجاز من أهم ما فعله براد هام، وزادت مبيعات شركته على 100.000 جالون من الشراب في السنة.
بعد 17عاما من النجاح جاءت الحرب العالمية الأولى، وانتكست بيبسي متأثرة بما يجري حولها، وتقلبت أسعار السكر بشكل خطير مما أثر في إنتاج بيبسي كولا، وكان براد هام مجبرًا على المخاطرة ببعض الصفقات حتى يستطيع الاستمرار إلى أن اضطر في النهاية وبعد 3 سنوات مرهقة أن يعلن إفلاسه بعدما خزن السكر بكميات هائلة وهبط سعره بشكل مفاجئ عشرات المرات، وكان ذلك من سوء حظه، ولم يبق من مصانع بيبسي سوى اثنين عام 1924م.
عاد براد هام إلى صيدليته ووضع اسم بيبسي برسم البيع، وبالفعل باعه إلى روي ميجار جيل، والذي تعاقب بعده أربعة مالكين للاسم، فشلوا جميعا في إيصال بيبسي إلى بر الأمان وإلى التحليق عاليا إلى أن جاء مُصَنِّع شوكولا ناجح يدعى شارلز غوث، كان هذا الشخص بمثابة المنقذ لبيبسي حيث استفادت الشركة من أفكاره ومن خبراته، وبعد 15 سنة من الفشل ومن تاريخ إفلاس براد هام والذي توفي عن عام يناهز 58 أي بعد عشر سنوات من تاريخ إفلاسه وقفت الشركة على قدميها مرة ثانية، وخلال الحرب العالمية الثانية عادت الشركة إلى الوراء، وعانت من الركود والوضع الاقتصادي المتأزم، وكان الناس لا يدفعون 5 سنتات مقابل مشروب مرطب، إلى أن ضاعف روث حجم بيبسي مقابل السعر نفسه منافسًا بذلك شركات المرطبات الأخرى، وعادت بيبسي للإقلاع من جديد بعد الحرب العالمية الثانية بأفكار جديدة وشعارات جديدة وإعلانات متميزة، وتعتبر بيبسي اليوم من أفضل الشركات في العالم وترتيبها 21 في الشركات الخمسمائة في الولايات المتحدة الأمريكية.
فكرة بسيطة ورغبة متواضعة اكتشفت شرابا أسود اللون، وصل إلى كل زاوية الكرة الأرضية، وطافت مياهه السوداء بكميات تستطيع أن تملأ الأنهار.
إنه التصميم على النجاح رغم الفشل والعثرات! من كتاب هكذا هزموا اليأس
التعليقات (0)