مواضيع اليوم

بيان مناصرة المخطئ..!

حسن اسافن

2010-01-21 07:00:37

0


علي البحراني - « صحيفة الدار الكويتية » - 21 / 1 / 2010م -

مائة وستة من المشايخ من إخواننا السنة يوقعون عريضة مستهلها الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ﴾ صدق الله العلي العظيم

يناشدون الحكومة الكويتية بالعدول عن قرار منع دخول العريفي إلى بلادهم، سبحان الله، عندما يلوح في جريدة سعودية «باللمز لا بالتصريح» في مقال عن المسيحية، يعتذر من المطران التابع لتلك الطائفة من ديانة مختلفة ويزور سفيرنا كنيستهم لتقديم ذلك الاعتذار نيابة عن وزير الإعلام «الهادي الله»، أما أن يسب ويشتم ويقذف مرجع ديني مسلم يتبعه مئات الملايين من المسلمين بكلمات لا تليق بأبناء الشوارع فضلا عن داعية إسلامي يفترض أن يتحدث عن مخططات الصهاينة وتجويع وتدمير غزة ويحث على وحدة الأمة يكون قد أحسن القول ودعا إلى الله بخطبته تلك التي اخرج فيها نصف العالم الإسلامي من الدين ووصمهم بالمجوس.

ولا غرابة من كلامه هو لأن ديدنه هو فرقة المسلمين لا توحيدهم ولا كانت غزة وما تحاصر به من اهتماماته بقدر ما يلقي حممه على أناس إن لم يعتبرهم إخوان له في الدين فجزء منهم شركاء له في الوطن ولم يحسب لتداعيات ما اقترفه من جرم بحق الوطن والمواطنين، يبدو أن العريفي لم يتوقع هذه الموجه من الحنق عليه وعلى توجهه إثر ما فعله وذلك ما نحمله عليه، وإلا إن كان متوقعا فالمسألة ستكون ذات أبعاد تتعدى شخصه إلى من هو أذكى منه لينشغل الناس والعالم الإسلامي عن إبادة غزة بالحصار وبالتالي فسيكون أداة ومعول فتنة بيد خبيثة لا تريد بنا خيرا.

لكن فضيلة المشائخ سامحهم الله الذين اجتمعوا لصياغة بيان مناصرة له وإقرارهم بأن ما قاله حسن ودعوة إلى الله بحسب الآية الكريمة مستهل البيان هو بمثابة الطامة الكبرى وهم مصداق للمثل «أراد أن يكحلها فعماها» فهؤلاء بكل أسى ساندوه في خطأ بين فادح قاتل ونصبوا العداء معه ضد الأمة الإسلامية والمحاولات الجادة لتوحيد الصف من خلال عدة مبادرات كالحوار الوطني وحوار الأديان ومحاولاتنا الحثيثة لطمأنة مجتمعاتنا بأن الأمل معقود في تقبلنا من الطرف الآخر ذهبت أدارج الرياح لأننا كلما قطعنا شوطا طويلا وشائكا من أجل التقريب بيننا وبين الآخر جاء من يلقي قنابله ليفجر ما عبدناه من طريق.

إننا إن لم يتقبل بعضنا بعضا وخون بعضنا بعضا فكيف سيكون الحال مع الديانات الأخرى وإذا لم نكن متعايشين في البيت الواحد فكيف نتعايش مع البيوت الأخرى، إلا إذا أريد بهذه القنبلة تفجير كل هذه المشاريع الإنسانية والتحزم بالمتفجرات والانتحار في المسلمين على أشكال وأنواع وما قاله العريفي أحد أشكاله ومناصريه على خطأه هم أولئك الذين يحرضون السفهاء والبسطاء على التفجير في الناس بحجة الجنة وكأنهم وكلاء لله على ملكه، فالجنة ملك لله يهب من يشاء لدخولها ولم يول أحدا قيما على رقاب الناس يهب لمن يشاء الجنة وآخرين يدخلهم جهنم، لكنه الفكر القاصر والذي يقصي جميع الآراء معتبرا أن رأيه هو الحق وباقي الآراء باطل وجب عليه محاربته بل والموت من أجله وتلك ثقافة الموت التي يحملها العريفي ومن ناصره.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !