بيان شجب إزعاج الجيران

بيان شجب إزعاج الجيران

والدتي التي حاربت الجميع من أجل راحتي وقفت عاجزة عن صد الهجوم
المزعج من بني جار فهي بين ناري الجار و احترامهم و حقوقهم و بين نار
ابنها الذي يفتقد هنا لأجمل لحظات نومه في الرياض !

فـ كان دور والدتي كـ دور المملكة العربية السعودية بالضبط في القضية
الفلسطينيّة فهي بين صداقة أمريكا و علاقاتها المميزة هناك و بين هم
العروبة و غضب العرب!

ارتأت والدتي و كعادة العرب في اجتماعاتهم بتهدئة الأمور و إسداء
النصائح لي بتحمّل و لو القليل من ذاك الإنزعاج أو أنتقل من حدودي في
الغرفة و أتنازل عنها لـ بني جار و اشد الرحال إلى غرفة أخرى آملة
والدتي بأن يكون ذلك حلاً مرضياً !

و ختمت والدتي إجتماعها بإصدار بيان شجب و استنكار ما حدث من بني
جار ! نافية أن يكون هذا من حقوق الجيران أو من أجندة احترامهم !

و بما أنّي أمثّل دور المظلوم في هذه القضيّة و الذي يجب عيله أن يلجأ
إلى القوانين و إلى الأمم المتحدّة حتى استرد حقي فما كان لي إلا أن
اسجّل موقفاً على الأقل حتى لا أخرج لأخوتي في ثوب المنهزم الذي لا
حيلة له ..

رفضت الخروج من حدود غرفتي و تشبّثت بحدودي مناضلاً و مجاهداً ضد
الاحتلال الغاشم الظالم !

واصل بنو جار في يوم عرفة قصفهم أقصد " إزعاجهم " بشتّى الوسائل
السلمية و الغير سلمية و استخدام جميع أنواع الأسلحة أقصد " الإزعاجات
" المسموح بها دولياً و الغير مسموح بها دوليا ً ! و كل هذا لم يشفع
لوالدتي حفظها الله بتسجيل أدنى موقف هناك !

بحكم أنني الدولة الأصغر في المنطقة أقصد " الأخ الأصغر " في البيت فلم
يكن بإراداتي الحديث و في البيت يوجد من هو أكبر منّي و أعلم و أرفع
مكانة !

فـ والدي عذره معروف عندما ألجأ إليه شاكياً من تصرّفاتهم فوالدي
حفظه الله يحفظ حق الجار في المقام الأوّل و في المقام الثاني يحفظ حق
صديقه " جدّهم " مؤذن المسجد و الشيخ الكبير الطاعن في السن و الذي
الكل حتى أنا يحمل له التقدير و الاحترام فهو شخصية كفيلة بكل معزّة و
تقدير .

السيء في الأمر أنّ بني جار لا يوجد لديهم تقدير حتى للجدار الوحيد
الفاصل بين بيتنا و بيتهم ! فأبناؤه الصغار الخمسة فقط كفيلين بعمل
انقلاب في الحارة بأسرها !

الآن اكتب لكم في يوم عرفة أعاده الله علينا و عليكم بكل خير و صحّة و
سلام و غداً يكون عيد الأضحى المبارك - ان شاء الله - أتمنى لكم أيام
كلّها حياة بسلام و راحة بال .. أتمنى لكم كل التوفيق .. كل عام و حياتي
غير بخير..

حرر في يوم عرفة 1431 هـ - 15 نوفمبر 2010