قال تعالى :" وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً " صدق الله العظيم
بعد سلسلة من الاجتماعات العليا التي شهدها المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب بعد عودة زعيم الحراك الجنوبي السلمي رئيس المجلس الأعلى للحراك وفي الفترة 10 – 15يونيو 2012م , وبعد أن أنفجر الإحساس العام في كل أنحاء الجنوب مرحبا بعودة زعيم الحراك ,هذا الرجل العملاق الذي سار على نهج تحرير أرضه من رجس الاحتلال , وأقر له الشعب الجنوبي بالوفاء . فقد كان باعوم مناضلا وطنيا ذا مبدأ سام فنى فيه جهوده وحياته , وظل مخلصا وصادقا لهدفه . وبدعوة طارئة من قبل رئيس المجلس الأعلى للحراك لاجتماع هيئات المجلس العليا وقفت هيئة رئاسة المجلس الأعلى للحراك إجلالا وإكبارا أمام شهداء الحرية والاستقلال , وقرأ الفاتحة على روح الفقيد الأستاذ هشام محمد باشراحيل الذي وافته المنية في أحد مستشفيات المانيا , نقل اليها متأثرا بتعذيب طويل مارسه عليه وعلى أسرته الطاغية علي عبد الله صالح .فقد كان هشام باشراحيل مناضلا وطنيا ذا مبدأ سام فنى فيه جهوده وحياته , وظل مخلصا وصادقا لهدفه ومات شهيدا . كما وقفت هيئة رئاسة المجلس أمام التقرير المقدم من دائرة رعاية أسر الشهداء والجرحى وكذلك المعتقلين وعلى رأسهم الشيخ حسن بنان وأحمد عمر المرقشي . كما وقفت هيئة رئاسة المجلس على حقيقة حال الجنوب المحتل , وأمام المستجدات الداخلية واليمنية والإقليمية والدولية .
وأكد المجلس الأعلى للحراك إن لديه قيادة مركزية ذات برنامج عمل ثوري تحرري , وكذلك أطر تنظيمية في كافة أنحاء الجنوب قادرة على استيعاب الزخم الشعبي العارم في الجنوب , ولكنه في نفس الوقت بحاجة إلى عملية تحول جذري ترتقي به إلى مستوى النضال المتقدم اليوم , والمطلوب توسعة المجلس الأعلى من كافة شرائح المجتمع الجنوبي يستكمل من خلالها بنية الثورة الشعبية الجنوبية التحررية نظرا لاتصال هذا البعد الاجتماعي ببنية الحراك .
. .كما كشف المجلس الأعلى للحراك مخاطر المخططات الرهيبة التي تخفيها مشاريع الاحتلال اليمني , وسلسلة أهدافه المجرمة , ومنها :
1-تأكيد نظام صنعاء من جديد استمرار احتلاله للجنوب وذلك من خلال إصدار فتاوي التكفير للشعب الجنوب , وإنتاج حروب " قاعدة نظام صنعاء" في الجنوب المحتل . وتكديس الألوية والفرق العسكرية اليمنية في الجنوب .
2-محاولة تدمير الحراك الجنوبي السلمي الصامد لعل ذلك يطفئ الانتفاضة الشعبية العارمة , ويزيل العائق الكبير أمام مخططات المحتل , المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب وكل قوى الاستقلال , وأمام محاولات فرض مشاريع تدخل الاحتلال اليمني في مسألة معالجة القضية الجنوبية , وهي مشاريع تنتقص من حق شعبنا بحريته واستقلاله وسيادته . ومن قبل جهات حزبية تدعي الوصاية على الشعب الجنوبي , وتمنحها قوات الاحتلال مساحة إعلامية ودورا سياسيا لتشويه صورة الحراك الجنوبي السلمي .
3- تعيين ما تسمى "بلجنة التواصل للحوار الوطني " بقرار رئاسي وذلك محاولة لفرض شراكة المحتل في الحلول للقضية الجنوبية التي تعد من خلال مئات الندوات وورشات العمل التي تشكل جدول أعمال الاحتلال اليمني .
4-محاولة توجيه ضربة معنوية لشباب وشابات الجنوب في ضوء المداهمات الليلية لمنازلهم وأخذهم إلى أماكن مجهولة , وكذلك مداهمة ساحات الجنوب ليلا من قبل القوات العسكرية والمدرعات والدبابات وقتل وأحراق وتدمير كل شيء يتحرك فيها ,كما حصل لساحة المعلا وحاليا لساحة المنصورة والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى .
5-إشهار سيف تعدد مكونات الحراك على الموقف الدولي المتعاطف مع قضيتنا بكل ما يسببه ذلك على الانتصارات العظيمة التي حققها الحراك من عدم وضوح أمام الراصد الدولي وتململ واستياء داخلي .
يا أبناء الجنوب الأحرار
لقد وقف المجلس الأعلى للحراك أمام هذه المخططات الرهيبة وأكد إن الضمانة الأساسية لإحباط ومواجهة هذه المخططات النجسة والوحشية للاحتلال اليمني تكمن في تعزيز وتقوية العمل المؤسسي للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب وتوحيد قوى التحرير والاستقلال في الداخل والخارج . فلم يعد من الجائز على الجنوبيين أن يقعوا ضحية أوهام الحلول السطحية والسريعة , ولا أن ينخدعوا بأحزاب اللقاء المشترك الحاكمة ومظاهرها التكتيكية التي تحرص على إظهارها كذبا واستخفافا بالشعب الجنوبي حتى تستطيع أن تضمن نجاح مخططاتها في تمزيق اللحمة الوطنية الجنوبية بين رافض ومؤيد لها . وإذا كان التصالح والتسامح الآن يعلمنا بعدم فتح الحسابات حول الماضي ,فلا بد من العمل السريع والمسئول والحاسم لإحباط الأقسام اللاحقة من مخطط تثبيت الاحتلال اليمني في الجنوب عبر مشروع الفيدرالية سيء الصيت , وعبر مفاهيم غير وطنية , ولا ينظر اليها المجتمع الدولي اليوم , منها حق تقرير المصير وغيرها . والمجلس الأعلى للحراك يعتبر هذه التسميات الدخيلة على الشعب الجنوبي هي تحقيقا لأغراض الاحتلال اليمني
انطلاقا من كل ذلك فقد أقر المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب التالي :
1-تعزيز العمل الوطني الموحد للشعب الجنوبي تحت راية التحرير والاستقلال , والتهيئة لاندلاع انتفاضة شعبية سلمية في كافة أنحاء الجنوب , تتواكب مع المواقف الدولية الخيرة ومع الانتصارات العظيمة التي حققها الحراك , ومع تعاطف شعوب المنطقة والعالم , لطرد الاحتلال اليمني من الجنوب.
2-يقر المجلس الأعلى برفض المشاركة في " الحوار اليمني – اليمني ( الحوار الوطني) " , ويمكن أن يكون هناك تفاوض عندما يكون هناك اتفاق دولي على إنهاء الاحتلال اليمني من الجنوب . ولن يكون هناك تفاوض مع المحتل إلا لاستعادة الدولة واستعادة الهوية والاستقلال التام بأذن الله تعالى .
إن رفض ما يسمى " بالحوار الوطني " الذي أعلن عنه في عاصمة نظام الاحتلال باعتباره قائما على أساس الأمر الواقع , وهو محاولة جديدة لإضفاء الشرعية على سياسة المحتل . ومن ثم فأن أي مشاركة فيه هي استمرار لحرب عام 1994م . وبالتالي فأن ما يسمى ب " الحوار الوطني "ليس هو ما يطلبه نظام صنعاء من الحراك الجنوبي السلمي , وإنماء التخلي عن مطالبتنا باستعادة دولتنا واستقلالنا وسيادتنا على أرضنا . ثم أن لجنة التواصل ليس لها صفة تمثيلية حتى في الشمال فهي معينة بقرار وليس متفقا حولها . والمجلس الأعلى للحراك ينظر إلى ما يسمى " بالحوار الوطني " بأنه يشكل جزء من مخطط متكامل يستهدف استمرار احتلال الجنوب .
3-يقر المجلس الأعلى للحراك بأن اشتراكه بأي حوار جنوبي – جنوبي هو رهن بالموافقة على أن ذلك الحوار سوف يكون هدفه الاستقلال واستعادة الدولة , وعلى ألا تكون قضية الشعب الجنوبي بعد اليوم لعبة من الاعيب الأحزاب اليمنية . ولا جدوى من الاستمرار في حلقة مفرغة , وفي تبديد الوقت . إن ما هو مطلوب من الجنوبيين هو البحث عن طريقة لا لطرح آرائنا فحسب , وإنما أيضا لطرح وجهات نظر كافة محافظات الجنوب لصياغة أفضل ميثاق شرف وطني لجنوبنا الحبيب , يساعدنا على وضع ملامح أولية حول شكل دولتنا القادمة بإرادة شعبنا وتضحياته بأذن الله , وعلى تحقيق وحدتنا الوطنية الجنوبية الحقيقية .
4-إن المجلس الأعلى للحراك يؤيد كليا المبدأ الأساسي لمخرجات الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي بصدد حق شعب الجنوب في استعادة دولته و التحرر من الاحتلال والسيطرة اليمنية , والتي صدرت عنه آبان حرب عام 1994م . ونؤكد أن الشعب الجنوبي مهيأ تماما للاستقلال واستعادة دولته , بل ومهيأ لإجراء انتخابات عامة يختار من خلالها شعب الجنوب من يحكمه وتحت أشراف دولي .
إن المجتمع الدولي دافع عن أقليات كانت تعيش في ظل دولة واحدة فكيف لا يدافع عن شعب مضطهد كانت له دولة احتلت بالقوة كما توضح وثائق وقرارات المجتمع الدولي , ومنح المجتمع الدولي استقلالا لحركات هي أقلية لا ترتقي إلى مستوى تمثيل شعب , فكيف لا يعيد لشعب كانت له دولة عضوة في الأمم المتحدة وفي الجامعة العربية فأخذت بقوة السلاح والحرب والقوة ؟؟
5-يبدو أن نظام صنعاء يخطط بمنح الحزبيين الذين يدعون الأمانة العامة من فنادق خمسة نجوم تواجد فعلي في ما يسمى " الحوار الوطني " ليكونوا ممثلين للجنوب في حوار صنعاء , ويؤكد المجلس الأعلى للحراك أن بعض المنظمات الخارجية التي ترعى هذه العملية ترتكب خطئا مأساويا إن هي اعتقدت أنها تستطيع فرض مشروع على الجنوب بدون موافقة الشعب الجنوبي , وبدون أن يكون الحراك الجنوبي صاحب القرار الفعلي فيه ...بل أن نظام صنعاء يسوق بعض تلك الأطراف ويمنحها الاعتراف كي تعمل فتنة في الجنوب . ولن يجدي هذه الجهات التي تدعي تمثيل الجنوب هروبها من تحمل مسؤولية الدماء البريئة التي تتدفق كالشلال في بيوت وشوارع المنصورة وفي أبين وشبوة وحضرموت , إضافة إلى تحملها مسؤولية التضحية بالاستقلال والسيادة والكرامة الوطنية , بل وقيامها بمهام الاحتلال اليمني نفسه .
6-أقرت هيئة رئاسة المجلس تشكيل لجنة تحضيرية تقوم بمهام أعادة توسعت هيئات المجلس من كافة شرائح المجتمع و50% من قوامها من الشباب وكذلك المرأة , وكذلك معالجة الإشكاليات على مستوى بعض المحافظات ودعا رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب الزعيم حسن أحمد باعوم إلى اجتماع في 11 يوليو 2012م للإعلان الرسمي للمجلس الأعلى للحراك بقوامه وبنيته السياسية والاجتماعية التي تمثل محافظات الجنوب كاملة.
أيها الجنوبيون
أن واجب النضال السلمي من أجل الاستقلال هو أقدس واجب , إن شرف المشاركة في التحرر الوطني ضد المحتل هو الشرف الحقيقي الذي ينبغي لكل مواطن جنوبي أن يفاخر به .
فلتنتظم صفوف الجنوبيين كافة كسرا للقيد الذي تحاول أن تفرضه قوات الاحتلال على عنق شعبنا الحر ورفعا لراية التحرر الحقيقي لشعبنا العظيم .
ختاما نعاهد الشعب الجنوبي أن المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب ما زال وسوف يبقى الممثل الشرعي وليس الوحيد , وإن قراره لن يخضع لأية وصاية مهما كان الثمن .وسيعرف المحتل أي منقلب سوف ينقلب .
والله سبحانه وتعالى هو الموفق
صادر عن المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب
عدن– 16 يونيو 2012م