الشعب المصرى مستبعد تماماً فى التفكير فى مستقبله ومستقبل بلاده لكنه مدعواً لأن يكون رقماً من بين الأرقام الكثيرة لكى يدلو بصوته حياً كان أو ميتاً فى مهرجان إنتخابى كبير سيكلل بمهرجان أكبر يوم الفوز العظيم !
وسرطان الأفكار الوافدة والتى أستعبدت عقول المصريين لأزمنة طويلة وأصاب الشخصية المصرية بعاهات مستديمة ، كان الأجدى والأنفع أولاً معالجتها قبل الإهتمام بالأنتخابات وجعلها شغلنا الشاغل ومن سيخسر أو سيفوز فيها ، فالكل سيان مرضى فاقدى الهوية المصرية وتوجوا رؤوسهم بتيجان النفاق العربى وأصبح الصراع على الحكم هو الغالب على عقلية الأنتهازيين السابقين واللاحقين لأنهم لا يفكرون فى مصلحة الشعب المصرى بل يفكرون فقط فى مصالحهم وتحالفاتهم مع الشيطان ومن شابههم وسار على خطاهم .
هذه الشخصية المصرية المريضة دفعت القائمين على جهاز التلفزيون أن يكتبوا بعفوية شديدة مثل هذا الخبر الذى رأيته يجرى أمامى على شريط الأخبار بقناة النيل للأخبار الفضائية صباح اليوم السبت حيث يقول " تنظيم القاعدة يعلن فى بيان تلفزيونى للدكتور أيمن الظواهرى عن مسئوليته عن تفجيرات لندن " .
الجميع يرى ويسمع ويقرأ لكنهم مصابون بعمى الألوان والأصوات يعرفون منها فقط أن أنكر الأصوات هو صوت الحمير ، ليس عجباً أو عجيباً أن نرى أيمن الظواهرى يصفه إعلامنا المصرى الوهابى بـ " الدكتور " بالرغم من أنه تحدث عن مسئوليته فى تفجيرات وقتل ودمار ووعود بتفجيرات أكبر وأعمق ولم يتحدث عن شفاء مريض من مرضه أو أنه كان يمسك بمشرط الجراح يمارس مهنة الطب ويعمل فى مركز أبحاث لأكتشاف دواء لداءٍ خبيث للشعوب المؤمنة ، فالقضاء ودوائر الأمن المصرية والعالمية تطارده لتوجيه الأتهامات له و " للمهندس الكبير " بن لادن ولأعوانهم ولا أعرف بأى صفة يصفهم إعلامنا الوهابى ، هل هم أيضاً دكاترة ومهندسين وعمال وفلاحين يفلحون الأرض خضرة أم فساداً ؟ العلم عند الله !!
من هو المسئول عن قنوات التلفزيون وما يخرج عنها من برامج وأخبار وأهرام وجمهورية ؟ من هو صاحب الكلمة الأولى فى قطاع الاخبار !
الكاتب الدكتور سيد القمنى كافر وإرهابى يجب أن يصمت قلمه ، أما أيمن الظواهرى فهو دكتور عبقرى على سن ورمح !
إن المواطنين سيظلون يعانون لوقت طويل من التواطؤ السافر للراكبين لقطار السلطة والحكم والدين ، قطار الصفقات الشرعية
وغير الشرعية والتى يتابع أخبارها المواطن المصرى أولاً بأول فهو يعيش ضحية الألعاب والمناورات السياسية أو الأولمبية لا فرق كثيراً ، فالصفر بالمصرى أو بالأنجليزى واحد وإن أختلف نطقه ، وسيظل المواطن يعيش ضحية حتى يستيقظ من غفوته الدينية ويفكر بعقله الإنسانى فيما يحيط به وليس العكس ، لقد أصاب الضعف ضمائر الناس عندما تجاهلت المنطق والواقع وسارعت إلى صكوك الغفران لحل مشاكلهم فى هذه الدنيا التى لن يكون لها آخر !
أصبحنا نعيش فى عالم من الصعب على المواطن البسيط أن يميز بين الشياطين الكثيرة التى تتحكم فى حياته ، تلك الشياطين التى تمدح بعضها بعضاً كما رأينا بوش شيطان الديمقراطية فى أمريكا يركب موجة الأديان ويمدح آخر ويتملقه ويصفه بأنه محب للسلام ولا عجب أن يختار شيطان الديمقراطية البريطانية بلير شيطان نائباً له ، ولا عجب أيضاً أن يختار بعد السابع من سبتمبر القادم الرئيس المصرى الجديد المنتخب بإرادة أمريكا والوهابيين والمعارضين المصريين نائباً له شيطاناً آخر من الذى تحالف معهم فى تلك الانتخابات الذى أختلط فيها الحابل بالنابل والكل يرقص ولا حاجة لهم براقصة من شارع الهرم أو من شوارع روسيا ليتعلموا الرقص والردح البلدى على أصوله ، الكل تعلم اللت والعجن والدبلوماسية والنفاق والتحالف اليوم كمؤمنين بالعهد والإنقلاب فى الغد كناكرين للجميل ، هذه هى اللعبة التى يتنافس الجميع على إجادتها وإتقانها حتى يأتى دورهم فى المسرحية الأنتخابية والسياسية ، الجميع تعلموا الدرس لكى تكون مطلوب جداً للعمل فى وزارات وهيئات الحكومة المصرية المقبلة ما عليك إلا أن يكون صوتك أعلى من أصوات الآخرين فى شتيمة النظام وتكفيره والإكثار من الكلمة السحرية " الله " فى أحاديثك حتى تظفر بالمقام المحمود لدى أصحاب السلطان القادم على مصر المحروسة .
من الصعب أن تجد ملائكة فى دنيا اليوم ، لأن الجميع يصفون أنفسهم بالملائكة ، وهؤلاء يقنعون من أمامهم بأن السامع والمتكلم هم الملائكة الوحيدين فى هذه الدنيا والباقى شياطين مكروهين وضالين عند الله والناس .
ما أكثر الملائكة والشياطين ، ما أكثر الذئاب الذين يرتدون ثياب الحملان الذين يزيفون الحقائق ويقدمونها للسامعين على أنها من عند الله !
2005 / 9 / 4
التعليقات (0)