مواضيع اليوم

بيان بشأن سب البابا شنودة على موقع المصريون

ممدوح الشيخ

2010-02-14 13:39:28

0

صفحة التعليق الموقع باسم ممدوح الشيخ صورة التعليق الموقع باسم ممدوح الشيخ مقال محمود سلطان عن معاقبة رؤوس الفتنة
بيان بشأن سب البابا شنودة على موقع المصريون

طالعت "مصادفة" على موقع عزبة آل سلطان (موقع "المصريون" الإخباري الإليكتروني) الذي يشرف عليه جمال سلطان ويرأس تحريره محمود سلطان تعقيبا يبلغ الغاية في البذاءة بتوقيع "ممدوح الشيخ". والتعليق ينطوي على إساءات فاحش لشخص البابا شنودة بطريرك الإسكندرية.
التعليق عنوانه: "رأس الأفعى" (منشور بتاريخ 27 – 1 – 2010)
ونصه:
"نعم على وجه سواد الكفر وظلمة النفاق وكآبة المنظر وعبوس المتكبر ونظرة الخبيث وتعالي الجاهل وفي لحنه وكلامه تشم رائحة النفاق والكيد الكامن والحقد الدفين على الإسلام والمسلمين وصفحات أقواله وأفعاله وإشاراته وصمته ودهائه أنه راس الكفر والنفاق وأنه شيطان في صورة إنسان بل هو ليس رأسا واحدا بل هو رؤوس الفتنة كلها والكائد لمصر المسلمة وشعبها. أخزاه الله ثم أخزاه. ووقى المسلمين شره وكيده".

ولي على التعليق الملاحظات التالية:

أولا: أول ما يتوقع أن ترد به إدارة الموقع "المحترمة" على أي تساؤل بشأن المحتوى المنحط لهذا التعليق، أن التعليقات ليست مسئوليتها وهذه "كلمة حق يراد بها باطل". فهناك سؤال يسبق سؤال: من المسئول؟ وهو: هل هو فعلا تعليق من زائر أم من إدارة الموقع نفسها؟ وهو ترجيح ستفصل فيه بالدليل القاطع الجهات الرسمية التي تستطيع "فنيا" تحديد (الأي بي أدرس) لكاتب التعليق.
ثانيا: حتى إذا ثبت أنه تعليق لزائر مجهول وليس عملا مقصودا لإدارة الموقع، فكيف تركته الإدارة على الموقع كل هذا الوقت وهناك تقاليد تتبعها كل المواقع "المحترمة" تمنع التعليمات المسيئة، بل إن بعض مواقع التدوين الكبيرة تقوم بشطب أي مدونة يتساهل صاحبها في التعامل مع التعليمات المسيئة رغم أنه ليس كاتبها. فلماذا تجاهلت إدارة الموقع هذا التعليق كل هذه المدة؟.
ثالثا: قديما ظهر أدعياء علم كانوا يستخدمون أسماء العلماء لتمرير أكاذيبهم وحدث أن ظهر دجال يضع الأحاديث المكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم وينسبها لأحمد ابن حنبل، فلما ذهب أحمد ابن حنبل يسأله عن ذلك قال له بوقاحة: "يا هذا لقد رويت عن سبعة عشر من رواة حديث الرسول كلهم أحمد بن حنبل"!
فهل هو فعلا تشابه أسماء بين شخصي المتواضع وكاتب هذا التعليق؟ أم أن إدارة الموقع "الموقرة" تنتحل التوقيع عمدا؟. وبخاصة أنني منذ سنوات أعرف الشقيقين القائمين على هذه "العزبة" الخاصة معرفة مباشرة؟
وهما يعرفان أن لي مشاركات بحثية عديدة تتصل بالملف القبطي كتبت فيها رأيي بصراحة شديدة لكنني لم أسمح لنفسي أبدا – وبإذن الله لن أسمح – بالتدني إلى لغة السب ولا الهبوط إلى منطق التخفي و"الاستهبال". والرسول صلى الله عليه وسلم ترفـَّع بأخلاقه السامية عن أن تكون له "خائنة الأعين"، وهو درس في الوضوح والاستقامة ورفض الأساليب الملتوية، ولا أدري هل ترى إدارة الموقع هذا الدرس النبوي درسا أخلاقيا يستحق التعلم منه أم لا؟
رابعا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن "فحاشا ولا لعانا"، فلماذا يفضل البعض ممن يرفعون راية الإسلامية الإحجام عمدا عن التأسي به في هذا الخلق الكريم؟ ومن التأسي به ألا يتشبه المقتدون به صلى الله عليه وسلم مع أي بذيء، ومن التأسي به أيضا الإحجام الذي لا شبهة فيه عن التسامح مع "البذاءة" حتى لو أتت من آخر. والموقع وإدارته مسئولان عن منع التعليقات المسيئة بالمعايير الدينية والأخلاقية والمهنية، وبالمعايير القانونية أيضا.
خامسا: أن القانون يحمي "آحاد" الناس من السب ويعاقب من يمس كرامة أحدهم أو عرضه فكيف برأس الكنسية؟
سادسا: من القواعد الذهبية التي أرساها الرسول صلى الله عليه وسلم لتنظيم العلاقات الإنسانية قوله "عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به"، فهل يقبل جمال سلطان أو محمود سلطان (رضي الله عنهما) أن يصفهما مخالف بأوصاف مثل:
"على وجه سواد الكفر وظلمة النفاق وكآبة المنظر وعبوس المتكبر ونظرة الخبيث وتعالي الجاهل وفي لحنه وكلامه تشم رائحة النفاق".. ..أو بأنه "شيطان في صورة إنسان"؟
وإذا كانا قد قرر ألا يتعلما من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فممن يفضلان أن يتعلما؟
سابعا: كما تقول الحكمة "بالمثال يتضح المقال"، فماذا لو دخل زائر ليكتب تعليقا على مقال لجمال سلطان أنه كان عضوا بجماعة "التكفير والهجرة"، وهي حقيقة وليست سبا ولا قدحا، هل ستترك إدارة الموقع هذا التعليق أم ستحذفه؟.
وماذا لو دخل زائر ليسأل الكاتب جمال سلطان عن التعارض بين موقفه الحالي من النظام الليبي وانتقاده "الشجاع" له ولسياسته، وبين عمله لسنوات في "الجمعية العالمية للدعوة الإسلامية" الممولة من الدولة الليبية، وهي حقيقة وليست سبا ولا قدحا، هل ستترك إدارة الموقع هذا التعليق أم ستحذفه؟
وماذا لو دخل زائر ليسأل جمال سلطان عن محاولته تسويق نفسه كمؤسس لحزب يمثل الجماعات المتشددة وهي تجربة لم يكن طرفا فيها وأراد القفز عليها واستثمارها وتسببت بمعارك مؤسفة، وهي حقيقة وليست سبا ولا قدحا، هل ستترك إدارة الموقع هذا التعليق أم ستحذفه؟
وماذا لو دخل زائر ليسأل جمال سلطان، إعمالا لقواعد الشفافية التي يفترض أنها يجب تطبيقها على كل من له صلة بالشأن العام، عن مصادر تمويل تفرغه لسنوات لإصدار مجلته "المنار الجديد" وإدارة عزبته الإخبارية "المصريون". وكل من له صلة بالإعلام والنشر يستطيع أن يقدر كم هما مكلفان. هل ستترك إدارة الموقع هذا التعليق أم ستحذفه؟
وماذا لو دخل زائر ليسأل إدارة "الموقع المحترم" عن تحاملها المفضوح على جماعة الإخوان المسلمين، هل ستترك إدارة الموقع هذا التعليق أم ستحذفه؟
ثامنا: هل يدرك الشقيقان أن في موقفهما إساءة لقيمة حرية التعبير التي تفترض اقتران الحرية والمسئولية.
تاسعا: هل تتحرك نقابة الصحافيين لتفعيل ميثاق الشرف؟ فمن ناحية فإن الشقيقين عضوان بها، ومن ناحية أخرى فإن مثل هذه الممارسات السيئة تأتي في وقت تسعى فيه قيادات نقابية لتوسيع دائرة عضويتها لتضم الإعلام الإليكتروني.
كما أن من الحقائق المهمة في هذا السياق أن جمال سلطان يدير مركزا هو "المركز المصري الدولي للدراسات والأبحاث" الذي كان بطل قصة "مهنية" مؤسفة دارت أحداثها على صفحات جريدة كويتية معروفة قبل أن يحكيها الدكتور مأمون فندي في مقال شهير له اختار له عنوانا معبرا هو: ("وأمهرها بتوقيعه"... قصة فضيحة) (جريدة الشرق الأوسط 19 أغسطس 2005). وهذه القصة نموذج آخر لنمط من الأخلاقيات المهنية لا يجوز للنقابة التساهل مع "تغلغلها" في الوسط المهني.. ..فضلا عن "تغولها"!
عاشرا: أن أدب الحوار فضيلة إنسانية وخلق لا يمكن تصور غيابه عن واقع هو بالفعل متوتر وأزماته متلاحقة، و"الخطأ لا يبرر الخطأ"، وعليه فإن أي جموح مرفوض يصدر عن أي قبطي في الداخل أو في المهجر ينطوي على إساءة للإسلام أو رموزه، لا يجوز أن يكون، لا صراحة ولا ضمنا، مبررا لخطأ أفدح، حتى لا تتحول ساحة العمل العام إلى ساحة حرب تؤدي فيها الأفعال إلى ردود أفعال أكثر حدة، فمثل هذا المنحدر لا يعلم إلا الله مداه.
وأخيرا:
متى تنفي الحركة الإسلامية خبثها؟

ممدوح الشيخ
كاتب/ باحث – مصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !