بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي
لا شك ان البيان المزعوم الذي صدر عن تنظيم القاعدة في العراق والذي أعلن من خلاله عن توحيد القاعدة مع جبهة النصرة في سورية انما هو من صنع النظام السوري بلا ادنى شك ، وما ذاك الا لان القاعدة كما يرى كثير من المراقبين والمهتمين ترتبط مباشرة مع طهران وتأتمر بأمرها فهي في مجملها صنيعة إيرانية بدلائل عدة أولها واهمها ان ايران هي الدولة الوحيدة التي احتضنت القاعدة بعد هروبها من أفغانستان وقدمت لأعضائها اللجوء الأمن وهذا معلوم لكل المهتمين بشؤون التنظيمات والجماعات الاسلامية . وثاني تلك الدلائل هي لو أن القاعدة جادة في محاربة النظام السوري فلماذا لم يتوجه افرداها الموجودين في اليمن وهم بالمئات او الألوف الى سورية مثلما كانوا سابقاً يتسابقون الى أفغانستان ...؟ وهل لذلك علاقة بالتحالف السوري – الإيراني؟ ولماذا يتحدثون ليل نهار عن الجهاد ضد السعودية ودول الخليج ولا يذكرون سورية في أحاديثهم وبياناتهم؟
ان اعلان تنظيم القاعدة ارتباطه بجبهة النصرة انما هو خدمة جليلة يقدمها هذا التنظيم لكل من النظامين السوري والعراقي حيث يؤكد للعالم ان القاعدة هي من تقاتل في سورية وكذلك يثبت مزاعم المالكي بأن العراق يعاني من حرب إرهابية بوجود تنظيم القاعدة القوي على اراضيه ، وكلنا يعلم ان القاعدة كانت ولا تزال تعتبر السعودية فقط هدفاً اساسياً لها بتوجيه "ايراني" وليس أي دولة أخرى وعندما اعلنت ارتباطها مع جبهة النصرة زوراً وبهتاناً كان ذلك بايحاء وتوجيه سوري – إيراني ليزداد الغرب وعلى رأسهم أمريكا خوفاً فوق خوفهم ويمتنعوا عن تسليح المعارضة السورية خوفاً من وقوع السلاح بيد الارهابيين " على اعتبار القاعدة طرفا فيه" ولو كان بيان القاعدة صحيحاً لكان تم بالتنسيق مع جبهة النصرة التي سارعت الى نفي هذا الارتباط وأكدت انه لا علاقة لها البته بتنظيم القاعدة وان القتال في سورية انما هو قتال وطني من اجل الحرية والكرامة المنشودة .
التعليقات (0)