بسم الله الرحمن الرحيم
(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ)
[المائدة :2]
في ظرف استثنائيٍّ يمرُّ به البلد، وتتكالب فيه قوى العدوان من داعش، ومَن يُريدون به الشرَّ والخراب مُستخدِمين كلَّ وسائل الانتهاك، والفساد؛ لإشاعة القتل، والدمار، وفي مُنعطَف حادٍّ في مسار العمليّة السياسيّة حيث يقف العراق على أبواب مرحلة جديدة بتشكيل برلمان لدورته الانتخابيّة، وما يزمع من تشكيل بُنى فوقيّة برئاساته الثلاث عقدت الهيئة القياديّة للتحالف الوطنيِّ العراقيِّ اجتماعاً استعرضت راهن ما يُحيط بشعبنا ووطننا من تحدِّيات وضغوط، مُتلمِّسة طريق الحلِّ الذي يتكفّل بمُواجَهة التحدِّيات، وتجاوز العقبات، والإصرار على تحقيق الأهداف الوطنيّة العراقيّة التي تحفظ لشعبنا وحدته، ولبلدنا سيادته، مُتوكّلة ًعلى الله العليِّ القدير، ومُتفاعِلة مع توجيهات المرجعيّة الدينيّة الرشيدة، ومُوظّفة كلَّ ما لديها من إمكانات، ومُحشِّدة جماهير شعبنا العزيز بقواه الوطنيّة السياسيّة من كلِّ الخلفيّات، وقد سجَّلت القراءة التالية بالإجماع:
1. هناك تحدٍّ إرهابيٌّ يقرع طبول الخطر في مُدُننا الآمنة، مُستهدِفاً كلَّ أبناء شعبنا من دون استثناء، ومُستبيحاً كلَّ المُحرَّمات الدينيّة، والإنسانيّة، والوطنيّة.
2. امتدّت الأيادي الغاشمة للعبث بالوحدة الوطنيّة، ومُحاوَلة بثِّ التفرقة بين أبناء الشعب الواحد، والمصير الواحد من خلال فتح ملفات جانبيّة أقلّ ما يُقال عنها: إنّها في غير محلها الآن؛ في وقت يُفترَض أن تُصَبَّ الجهود باتجاه توطيد عُرى الوحدة، والذود عن عراقنا الحبيب.
3. يستغل مُعادوا العراق فسحة الأمن والحرية في منطقة كردستان العراقيّة ملاذاً لهم؛ لإدارة أعمالهم التخريبيّة في مُمارَسة الأنشطة المُختلِفة التي تستهدف العراق كلّه.
4. لوحظ وجود منع القوات العراقيّة من التحرُّك بحُرّية في بعض المناطق المشتركة التي تشهد عمليات عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية؛ ممَّا يتسبَّب بتفاقم التردِّي الأمنيّ.
5. يعاني النازحون من أبناء المُدُن المنكوبةمن أداءات سلبية تعيق حركتهم، وتحوّل دون وصولهم إلى أماكن آمنة، في ظل ظروف أمنية ومناخية وصحية صعبة.
6. مُحاوَلة بثِّ الفرقة، وافتعال الأزمات بين السُنّة، والشيعة، والعرب، والكرد، وبين القوى الوطنيّة المُختلِفة.
7. إنَّ التحالف الوطنيَّ الذي لا يرضى لنفسه أغماض البصر عن حقيقة ما يجري من مُفارَقات يُؤكّد على النقاط التالية:
* استثمار فرصة التحوُّل التشريعيِّ للإسراع في حسم الخيارات في التصدِّي، وعدم التسويف بالوقت على حساب الأمن، والخدمات، والإعمار، والبناء.
* التحالف وإن لم يُرِدْ لهذا التقسيم بين الرئاسات أن يتحوَّل إلى عُرف يُطوِّق عنق العراق، ويحول دون وصول أفضل الكفاءات إلى مواقع التصدّي، لكنه يتطلّع الآن، ولكلِّ مُكوِّن أن يحسم خياره على أساس القناعة به، ومراعاة المُكوِّنات الأخرى، أو على الأقلّ عدم إثارتها.
* المشاكل التي يتعرَّض لها البلد تجد ما يتكفّل حلّها بالدستور، ومن خلال التفاهم البنّاء سواء على صعيد الثروة الوطنيّة، أم صياغة العلاقة بين الإقليم والحكومة الاتحاديّة، أم التعامل مع ملفِّ كركوك، أم إثارة تقرير المصير، أم إدارة ملفِّ النفط، وتصديره لبعض البلدان؛ ممّا لا يكون من خلال الحكومة الاتحاديّة، ويتسبَّب بإحداث خسائر فادحة تضرُّ بمصلحة المواطنين، وهذه كلّها مدعاة لطرح حلول جادّة وسريعة تُضاهي سرعة الحاجة لها، وتُحاكي مثيلاتها في الدول المُتقدِّمة.
* إنَّ الوحدة الوطنيّة بين أبناء شعبنا العراقيِّ مبنيّة على أساس من القِيَم، والسيادة، والتماسُك الاجتماعيِّ، والتعايش بين المُكوِّنات العراقيّة، والمصالح، والأخطار المُشترَكة عزَّزتها تجربة الديمقراطيّة الفتية على الرغم من كلِّ ما انتابها من أخطاء، وستبقى هذه الوحدة صخرةً صمَّاء تتكسَّر عليها كلُّ المُحاوَلات العدوانيّة من الداخل والخارج.
* إنَّ التفاعل بين أبناء المُكوِّنات العراقيّة كان سجلَّ تاريخها الحافل، وخزين طاقتها المُجتمَعيّة الهائلة، وسيبقى سِرّ وحدتها حاضراً ومستقبلاً.
* إنَّ ما تزدان به مُدُننا العراقيّة من تنوُّع طائفيٍّ ودينيٍّ وقوميٍّ يُشكّل علامة حضاريّة نفخر بها أمام العالم، وهي أمانة في أعناقنا جميعاً؛ كلُّ مُواطِن عراقيّ كرامة وثروة، وسنموت من أجل الدفاع عنها مهما كانت خلفيّتها؛ وإنَّ أبناء شعبنا اليوم هم سلالة أولئك الآباء والأجداد الذين حفظوا لهم ولنا الوحدة، ودافعوا عن الكرامة بأغلى الدماء.
* فليعلُ صوت الوطنيّة العراقيّة فوق كلِّ الأصوات، ولتتصاغر كلُّ المطالب الشخصيّة والفئويّة أمام الأهداف الوطنية الكبرى، ولتحتلَّ المخاطر التي تُهدِّد البلد المُقدّمة على كلِّ المخاطر.
* لقد حان وقت العمل النوعيِّ البنّاء، وحان وقت الوعي، والحذر من مكائد الأعداء، ولتكن الأرواح التي تُزهَق على يد الإرهابيين مدعاةً لمزيد من التضحية، والإيثار. والله المُوفّق.
د. إبراهيم الجعفريّ
رئيس التحالف الوطنيِّ العراقيّ
13/7/2014
بغداد
التعليقات (0)