تحولت مدينة فاس ليلة 22/21 فبراير الجاري إلى ساحة حرب حقيقة بعد أن لجأ رجال القمع إلى التدخل العنيف في حق المتظاهرين سلميا، وقد بدا واضحا منذ البداية نية النظام لمنع أي تجمع سلمي بالمدينة، حيث فاجأت قوات التدخل السريع والقوات المساعدة عدد من الطلبة وأبناء حي الليدو المتوجهين في مسيرة إلى قلب المدينة وتدخلت بعنف في حقهم بينما كانوا يرددون "المسيرة سلمية سلمية" رافعين أياديهم إلى الأعلى في إشارة إلى سلمية التجمع وعدم وجود أي نية للممارسة العنف، وعمدت بعدها قوات القمع إلى ملاحقة المتظاهرين الهاربين واعتقال بعضهم وممارسة التعذيب في حقهم بالضرب والرفس والجر فوق الأرض... وأمام عزم النظام على حرمان المواطنين من التظاهر السلمي نشبت مواجهات عنيفة بين الطلبة وسكان حي الليدو من جهة وقوات القمع التي لجأت إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع بشكل كثيف وبعدها حاصرت المتظاهرين واعتقلت ما يزيد عن 260 شخصا من بينهم العديد من الطلبة و أصيب العشرات بجروح متفاوتة الخطورة وحالات إغماء متعددة... وتماشيا مع النهج القمعي الذي نحا له النظام في تعامله مع الوقفات السلمية لشباب 20 فبراير عمدت قوات التدخل السريع والقوات المساعدة والدرك الملكي إلى اقتحام الحي الجامعي ظهر المهراز للذكور والحي الجامعي للإناث ومارست العنف في حق الطلبة والطالبات المتواجدين هناك رغم أن عددهم لم يشارك في الأحداث وعبثت بحاجياتهم الخاصة وكتبهم التي ألقتها من الشرفات واعتقلت عدد منهم، فيما قضى طلبة آخرون ليلتهم في العراء وسط الحقول هربا من همجية رجال النظام.
وفي نفس السياق تدخلت قوات القمع بعنف في حق متظاهري حركة 20 فبراير بالرباط سلميا بساحة باب الأحد وأصيب عدد منهم بجروح..
بعد هذه الأحداث بدا جليا فشل النظام في تلميع وجهه القبيح أما الرأي العام وانكشفت حقيقته القمعية، لقد ظهر واضحا إذن أن النظام يسير في اتجاه منع المسيرات السلمية بالعنف ضدا على مبادئ حقوق الإنسان ومقتضيات المواثيق الدولية، بشكل يؤكد نهاية "أسطورة" العهد الجديد ودولة الحق والقانون... لقد انجلى بشكل لا ريب فيه أن هذا النظام وحشي وهمجي سمته الاستبداد والقمع، مما يزيدنا إيمانا بصحة تشخيصنا لطبيعة النظام الاستبدادية، وبالتالي عدالة مطالبنا التي نعتزم التشبث بها إلى آخر رمق... وفي ظل هذا الواقع نعلن للرأي العام ما يلي:
- تنديدنا بالتدخلات القمعية الهمجية في حق المتظاهرين سلميا
- تحميلنا النظام لمسؤولية أعمال التخريب والعنف التي حدثت بعدد من المدن باعتبارها نتيجة للتدخلات العنيفة في حق المسيرات السلمية...
- تحميلنا المسؤولية للنظام في المنحى الذي قد تأخذه معركتنا بعد لجوءه إلى القمع في حق المسيرات السلمية، ودعوتنا المسؤولين إلى الانتباه لحقيقة الوضع الدولي المتفجر واستخلاص الدروس قبل فوات الأوان.
- عزمنا على مواصلة معركتنا من أجل الكرامة والحرية على أرضية نفس المطالب المرفوعة سلفا، والتصدي لكافة المحاولات اليائسة للنظام الهمجي للإجهاز على مطالبنا ذات السقف المعقول.
- تجديدنا الدعوة للشعب المغربي للنزول يوميا إلى الشارع في مسيرات سلمية تلتزم بسقف المطالب المرفوعة.
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ..... ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
22 فبراير 2011
حركة 20 فبراير من أجل الكرامة
التعليقات (0)