بوصلة غامضة لشموع النزيف / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
جريدة الزمان اللندنية 26/10/2013
ذَوِّبيني في شَمْعِ الاحتضارِ
لأُضِيءَ الشَّوارعَ أمامَ أجسادِ الفقراء
تنامُ شمسُ الأبجدية وراءَ صنوبر المقابر
فازرعِ الأضرحة الشمسية
على سطح كوخي
الذكرياتُ المحروقة
والراتبُ التقاعدي لحفار القبور
والبعوضُ يلتصقُ بطلاء أظافر عازفة البيانو
وشركسيةٌ تحل معادلةً في الرياضيات
وظلالُ الأسرى على نوافذ الشتاء
يُبدِّل عصيرُ البرتقال تجاعيدَه
حَسْبَ توقيت اكتئابي
ويرتطمُ الماعزُ بدماء الرَّاعي
فاغفر لي يا وطناً تائهاً
بين السِّياطِ وصَفَّاراتِ الإنذار
سندفنُ في رقعةِ الشطرنج النوارسَ الجريحةَ
ونبكي مع الأقمار المخدوشة
ويظلُّ الأيتامُ يبيعون العلكةَ
على إشاراتِ المرور
هذا أنا أعيش في جثمانِ نسرٍ
تاريخاً للقيثارة التي كسرها الهديلُ
في ليلةٍ ماطرة
فاتركي البيانو تحت المطر
أنا أتنفسُ الشظايا
فشكراً للغزلانِ التي تُولَد في رمل البحر
وتموتُ في قوس قزح
وعندما أموتُ سيحزنُ عليَّ الجرادُ
ويَغتصب فُرشاةَ أسناني البَقُّ
فانسحبي من حياتي
لأنسحب من حياةِ البنادق
ذَهبت الراهباتُ إلى الاحتضارِ
وبَقِيت الجواربُ البيضاء عند الموقدة
لو صار الضحايا أقماراً
لَمَا اكتشفوا غريزةَ القاتل
سيصبحُ القاتلُ ضحيةً والصيادُ فريسةً
وتركضُ الأسماكُ إلى أنقاضِ برلين
وتبني الطحالبُ دَوْلتها في خدودي
لأني نشيدٌ بلا دَولةٍ
والدُّولُ تَتساقط في كوب النسكافيه
فمن المرأةُ التي تَزور قبري عند السَّحَر ؟
كن واضحاً مثلَ راتب السَّياف
ولا تقلق على نزيفِ الغيوم
سيرحلُ الحزن بعد بناءِ عشِّه على الأمواج
والأراملُ يرسمنَ وجوههنَّ
على جدران شراييني
احبسني أيها الشتاءُ في قميصكَ
خائفٌ أنا من الربيع
أمشي في زفيري
والبحرُ يوحِّد أمواجَه ضِدَّ نَفْسِه
سيظل سعالُ الفتياتِ في مناديل المرفأ
فليودِّعني المساءُ في ضبابِ الكوليرا
إنني أودِّع وجهي شمالَ المرايا المخدوشة
وأقرأُ الفاتحةَ على رُوحِي
أصطادُ السمكَ من بحيرةِ دموعي
والمدنُ حَوْلي تتساقطُ في الرفاتِ الضوئي
أيتها الغيماتُ العطشى
اشربي قصصَ الحب الفاشلة
سيمضغ الجوعى حواجبهم في بنادق القشعريرة
فاتركْ جماجمَ الأسرى في المتحف
سيجرفُ المساءُ مشاعرَ الجنود
ولن يعترف بدموعنا غير التفاح
المدفون في الغيوم
يا سَجَّاني العاطفيَّ
يا مُسدَّسَ جدِّي الواقعَ في غرام السنابل
ستذهب السنابلُ إلى حفل الزِّفاف
ويَسهر الغزاةُ في حقول الحِبر .
https://www.facebook.com/abuawwad1982
التعليقات (0)