مواضيع اليوم

بوذا المتمرد....وشجون الحرية

فريد دولتي

2009-05-29 01:29:54

0

" الانسان ملجاء نفسه ، فمن عيره يستطيع ان يكون ملجاء له "....بوذا

كان بوذا يجث تلاميذه على ان لا يبحثوا ابدا عن ملجاء او مساعدة من أخر ، مشجعا على العمل حسب الراي الحر ، لان الانسان يملك القدرة على ان يطور نفسه ويتحرر من كل عبودية ، فالحرية عند البوذية هي النيرفانا طريق المطلق.

فبوذا لم تعرف الباطنية او المجهول الي تعاليمة سبيل ، فحرية الفكر، تجعل منه مرشدا يقود الي الطريق وليس حاكما ، هذه الحرية لا نجدها في أي مكان اخر من الديانات ، فهو حسب نظره ، انها ضرورية لانها ارتنبطت في الانسان بفهمه الخاص للحقيقة ، لا بنعمة منحت له تكرما من اله او من اية قدرة خارجية كمكافاة على سلوك فاضل او مطيع.

قال بوذا لسكان مدينة صغيرة " لا تدعوا انفسكم مساقين بسلطة النصوص الدينية ولا بالمنطق البسيط او الاستدلال ولا بالمظاهر ، ولا برغبة الاعتماد على اراء ولا بفكرة انه " معلمنا " ولكن حاولوا دائما ان تعرفوا بانفسكم " فجذور كل شر هو " الجهل ".....قمة التمرد الديني او بالاحرى الفوضوية الدينية.

كم هو جميل ورائع ، ان تتزواج فكرة التمرد مع التسامح و التفهم فهذه هي المثل الاساسية ....منذ البداية في ثقافة البوذيين وحضارتهم ، لذلك لا نجد ولا مثالا واحدا على الاضطهاد ....ولا نقطة دم واحدة اريقت في هداية الناس الي البوذية ولا في انتشارها خلال تاريخها الطويل الي امتد الي ما يقارب 2500 عام .

هذا لايمنع ما اذا كانت البوذية دين ام فلسفة ....فلا اهمية لنوع البطاقة " فالزهرة التي نسميها وردة تطلق الرائحة الزكية نفسها مهما كان اسمها "...فالحقيقة ليس لها بطاقة ، والانسان كائن وليس تعريف ...ومتى كانت الحقيقة احتكار ، بوذية كانت او مسيحية او هندوسية او اسلام ، فالبطاقات التي تلصق على الشيع والاديان ليست الا عائقا امام التفهم الحر للحقيقة ، وهي تدخل في عقل الناس احكاما مسبقة مسيئة .

ايضا في حقل العلاقات الانسانية ، فعندما نصادف على سبيل المثال فرد لا ننظر اليه كانسان ، فنسارع بأن نضع عليه بطاقة تدل على جنسيته ، ونضفي عليه كل الاحكام المسبقة التي اجتمعت في ذهننا عن هذه البطاقة ، علما بأن هذا الفرد المسكين ربما كان منزها تماما عن كل ما نسبنا اليه وحملناه من احكام،متجاهلين العقل،معتمدين على الجهل الذي يقودنا الي العنصرية فالكراهية فالتدمير والقتل.

من هو بوذا ؟ اسمه " سيدهاتا " عاش في شمال الهند في القرن السادس فبل الميلاد ، ابن ملك مملكة ساكيا ، نيبال حاليا ، على عادة الامراء تزوج صغير السن من اميرة جميلة وموهوبة تسمى " ياسودهارا ".
في سن الـــ29 ، يقرر هذا الامير المحروم من الترف الملكي بارادته ، وفجاة ان يغادر القصر ، بعد ولادة ابنه الوحيد " راهولا " نتيجة مواجهته لحقيقة الحياة والام البشرية ، ليصبح ....ناسكا.

هام خلال 6 اعوام ، يحاول التشبع من المناهج الدينية التقليدية ، فلم تقنعه ولم تشبع حاجته ...هذا المتمرد الزاهد ، فتخلى عنها جميعا متابعا مسيرته الي الامام ، الي ان جلس في احدى الامسيات تحت شجرة " عرفت بشجرة الحكمة " على شاطي نهر نيراتجارا " بيهار الحالية " وكان له من العمر 35 سنة ، فادرك اليقظة ، فعرف باسم " بوذا " " اليقظ "..... الذي لم يكن يعترف بالفروق الطبقية او الزمر الاجتماعبة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !