مواضيع اليوم

بوتين يسير في روسيا على حبل رفيع

منى الهاجري

2014-09-04 23:34:39

0

منى الهاجري: يبدو أن روسيا تسير على حبل رفيع، فعزلتها تتنامى في العالم بسبب تدخلها في الأزمة الأوكرانية. فهي تعتقد أن الغرب يريد سحب البساط من تحت قدميها في محيطها الإقليمي. ولهذا تواصل دعمها للانفصاليين. لكن التطورات المتعلقة في هذا الملف وما صاحبها من عقوبات وتوتر للعلاقات بين موسكو والغرب تتزامن أيضا مع خسارة الكرملين إلى التعاطف من معظم الدول العربية لا سيما الخليجية منها بسبب موقف بوتين الداعم لبشار الأسد الذي يتعرض حكمه لثورة مستمرة منذ اكثر من اربع سنوات.

يمكن القول إن الأحداث المتسارعة في العالم العربي خلال الاعوام القليلة الماضية اخذت روسيا على حين غرة، لذلك فموسكو تعمل في ظروف غير مستقرة ينتابها عدم الوضوح، فغياب الأصدقاء- القذافي نموذجا- جعل عقود الطاقة والتسلح وتطوير البنية التحتية تتبخر.

علما أن التواجد الروسي في المنطقة العربية قائم على ثلاثة قطاعات هي الطاقة المتمثلة في الغاز والنفط وكذلك عقود التسلح والتعاون التقني في قطاعات الصناعة والتنمية. لكن هذه المصالح جميعها شبه مشلولة، كما أن سقوط النظام السوري خلال فترة باتت قريبة سيعني القضاء على آخر موضع قدم لموسكو في الشرق الأوسط.

ناهيك عن الخسائر المادية والاستراتيجية، فسقوط الأسد يعني عمليا تبخر الاموال والمقصود هنا ديون روسيا على النظام السوري والتي تقدر بالمليارات. بالإضافة إلى خسارة عقود السلاح، وضف لذلك خسارة روسيا لآخر قاعدة عسكرية لها في المنطقة والمتمثلة في قاعدة طرطوس في البحر الأبيض المتوسط.

 ووفقاً لدراسة نشرها معهد الأمن القومي الإسرائيلي، واعدها الباحث تسفي ماجن، بعنوان "روسيا والشرق الأوسط الجديد" فالاعتبارات الموجهة لروسيا هي من ناحية أولى الخوف من خسارة مجمل مصالحها السابقة، بل الخوف من أن تتضرر بشكل مباشر إذا ما حدث تطور مماثل (أي عصيان مدني) داخل روسيا نفسها، وترى الدراسة أن التداعيات السلبية في ثورات الشرق الأوسط على روسيا، تتلخص في الآتي، تعتقد الزعامة الروسية الآن أن الثورات في الشرق الأوسط أحدثت تغييرات بعيدة المدى وستستمر في التأثير على روسيا ولسنوات طويلة، من بين هذه التداعيات السلبية التي تم تشخصيها على الأقل على المدى المتوسط يمكن الإشارة إلى التأثيرين التاليين:

 1.       تهديد محتمل مباشر لروسيا من جانب الإسلام الراديكالي إذا ما سيطر على دول في الشرق الأوسط نتيجة لهذه الثورات والانقلابات. كما أنّ المثال السلبي للأحداث في الشرق الأوسط قد يمتدّ إلى المناطق التي يعيش فيها المسلمون ليس في روسيا فقط والاتحاد الروسي.

2.       أضرار على الصعيد العالمي وإذا ما تعزز السيناريو الديمقراطي نتيجة لهذه الثورات والانقلابات وانهيار المعسكر المعادي للغرب الذي اعتمدت عليه روسيا في سياستها الدولية، كذلك ليس من المستبعد أن يحدث على هذا الصعيد سيناريو خطير ليس أقل من إبعاد روسيا عن الشرق الأوسط عن طريق متنافسين مثل الصين على سبيل المثال.

 ومع ذلك تشير الدراسة إلى انه يمكن الإشارة إلى الجوانب التي قد تعمل لصالح المصالح الروسية، على سبيل المثال في الجانب الاقتصادي ظهرت ارتفاعات حادة في أسعار النفط والتي تضمن على الأقل حتى هذا الوقت عائدات ضخمة لروسيا تحوّلها إلى مزود رائد لمصادر الطاقة، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ روسيا قد تنجح في تطوير علاقات إيجابية مع الأنظمة الجديدة، وربما أيضًا إعادة تشكيل كتلة من الدول الداعمة لها فتكون محصلة هذه التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط إيجابية بالنسبة لروسيا. يشار هنا أيضاً إلى أنه يتعزز لدى أجزاء من النخب الروسية الانطباع بشأن ضعف الولايات المتحدة في الساحة الدولية، الأمر الذي يعزز الطموح باستغلال الفرص المتاحة لتعزيز المركز المؤثر لروسيا في الشرق الأوسط والمجتمع الدولي.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !