تعيش الشعوب العربية مشاكل عديدة، قد تكون في بعض الأحيان مستعصية على الحل، بداية من الاستبداد السياسي الذي حرم المواطن العربي حريته والتمتع بخيرات بلاده، وما ينشأ عن هذا الاستبداد من القهر والبطالة والفقر والمرض ونهب ثروات البلاد والتدخل الاجنبى السافر في شئون الأوطان العربية والعبث بمقدراتها من قبل الأجانب والقوى العالمية المسيطرة، أضف إلى ذلك الثالوث المدمر لكرامة الإنسان العربي: الفقر، والجهل، والمرض، وتدنى مستوى التعليم والخدمات الصحية والحياتية.
هذا الكم الهائل من المشكلات الحياتية للشعوب العربية لم يظهر في حياتنا مصادفة، لكنه التخطيط الشيطاني من قبل الصهيونية العالمية، تساندها القوة الأمريكية الغاشمة لإغراق الشعوب العربية بها؛ حتى تتعطل حركة التنمية في بلادنا، ويفقد المواطن القدرة على التفكير والإبداع، بل القدرة على الحركة والفعل والتغيير، فيظل المارد في قمقمه، وتظل حركة السلب والنهب للمقدرات مستمرة بلا انقطاع، ويظل الجسد منهكا متعبا ضعيفا مريضا عاجزا عن استئصال ذلك الورم السرطاني الذي زرع فيه في غفلة من شعوبه، ألا وهو الكيان الصهيوني الغاصب.
فضمان بقاء هذا السرطان واستمرار حيويته وقدرته التدميرية مرهون ببقاء هذا الجسد العربي منهكا متعبا مريضا عاجزا.
ولذلك كان الطريق الأول لحل مشاكلنا الحياتية هو السعي الجاد لحل مشكلة فلسطين، لابد من بتر السرطان بعملية جراحية قد يذوق فيها الجسد العربي آلاما رهيبة، لكنه الألم الذي يعقبه الراحة والاطمئنان.
في ظل الانشغال بمشاكل الحياة للشعوب العربية، والتي خلفتها الأنظمة السياسية الداعمة للصهيونية بقصد أو بغير بقصد انصرف قطاع عريض من تلك الشعوب عن قضية فلسطين، ليس كرها فيها، ولا عدم تقدير لمكانتها وأهميتها، ولكنها الضربات المتلاحقة على رأسه بمطارق الاستبداد والفقر والجهل والمرض والبطالة و........الخ، وكانت النتيجة مالنا وفلسطين؟ نغمة حديث انتشرت في قطاعات عريضة من الشعوب العربية، لا تغرنك المظاهرات والوقفات والاحتجاجات – على أهميتها – لكنها ماهى إلا نبض حياة ضعيف في جسد اجتمعت عليه عوامل الضعف والإنهاك منذ سنين.
ومن هنا كان الطريق للتنمية والرخاء والحرية يبدأ من فلسطين.. إذا أردتم حلا لمشاكلكم فكروا وافعلوا وتحركوا من أجل فلسطين، وحطموا القيود التي تمنعكم عن نصرة فلسطين.
التعليقات (0)