علي جبار عطية
ـــــــــــــــــــــــــ
مات هاتفي النقال يوم الخميس 30-7-2009 من دون سابق انذار وتوقفت الخدمة التي تقدمها لي شركة تحمل اسم واحدة من اكبر قارات العالم وهي التي فاز منتخبنا الوطني لكرة القدم بكأسها سنة 2007!
واخذت اضرب اسداسا باخماس حول جنايتي فانا مواطن ملتزم بخطوط العبور وقد دفعت قائمة الهاتف الارضي بـ (96) الف دينار مع ان الهاتف من غير حرارة منذ اكثر من ثلاث سنوات وقد رفضت الخروج من نظام الامبيرات الجائر (العشرة امبيرات) لئلا اخل بسلطة القانون فضلا عن رفضي القاطع لسرقة الكهرباء من المحلات المجاورة لمحلتي حين تضاء هي وتلف محلتي العتمة!
اذن ما الذي حصل: هل ارتكبت حماقة ولم اسدد ضريبة الدخل؟
هل لي علاقة بمهزلة سرقات المصارف الاخيرة بعجلات رسمية؟
ما الذي ارتكبته من مخالفة لتقطع عني شركة الهاتف النقال الخدمة مع اني استجبت لندائها ودونت المعلومات التي طلبتها مرتين ونمت قرير العين قبل شهرين!
لقطع الشك باليقين قررت اتعاب الرجلين فذهبت الى فرع الشركة المذكورة (الموما اليها) في شارع الربيعي ببغداد في مكان لا تدخله سوى السيارات الصغيرة وبعد ان مشيت ضحى يوم السبت 1-8-2009 ونحن نسعى لطي صفحة سوداء من تاريخ اجتياح الكويت لتبييض صفحة الغزو واذا بي امام بوابة حديدية وجمهرة من المواطنين لم اتبين درجاتهم الوظيفية وهل هم مشمولون بتنزيل الدرجات لكون معاملات اعادتهم للخدمة غير مستوفية الشروط!
ناس امام البوابة الحديدية وناس يستريحون في الحديقة وهرج ومرج ودخلت الحلبة فوجدت البوابة الحديدية تنفتح ويدخل مواطن من الدرجة الاولى ثم تغلق وعلمت ان المواطن الكريم يجب ان يقف في طابور منذ الصباح ليحصل على رقم ثم يقف في طابور ثان ليذيع الحرس رقمه فيدخل بوابة مقر الشركة ليملأ المعلومات المطلوبة لاعادة هاتفه النقال!
التفت الي احدهم ساخرا وقال: انا تسلسلي 277 وانتظر دوري منذ ساعات فمتى يأتيك الدور وتسلسلك لا يقل عن الـ(500)!
اشتعل رأسي حرا وشيبا وقهرا وقررت ترك بوابة الجحيم والعودة من حيث اتيت لاني ادركت انني مواطن من الدرجة العاشرة بفضل ابتكارات شركات الهاتف النقال في اذلال المواطن وسمعت الملا عبود الكرخي يردد في اذني مقطعه الشهير في مجرشته (ساعة واكسر المجرشة والعن ابو راعيها)! ودلفت الى مكتب اخر لاسجل على خط هاتف جديد!!
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)