"لايف جيت" أو بوابة الحياة فتحت أذرعها في عام 1991 لاستقبال فئة مهملة ومستثناة من فئات المجتمع الفلسطيني لتكون خيط الأمل الذي يتشبثون به نحو حياة مستقلة كريمة ومعطاءة، هو إسم مؤسسة فلسطينية تعنى بالأشخاص بطيئي التعلم وذوي الاحتياجات الخاصة، ومن الإسم انطلق هدف هذه المؤسسة بالعمل للوصول لفتح بوابة الحياة لهؤلاء الأشخاص المهمّشين بالمجتمعات العربية عامة والمجتمع الفلسطيني خاصة بسبب قلة هذا النوع من المؤسسات التي تعنى بتطويرهم وإدماجهم بالحياة العامة سواء كانت مؤسسات حكومية أو مؤسسات بدعم المجتمع المحلي.
هي واحة أمل جاءت فكرة إنشائها من قبل مجموعة من الفلسطينين والألمان الذين بدأوا التحدي مستمدين القوة والإرادة من رغبة هؤلاء الأشخاص بالحياة والانخراط بالمجتمع المحيط دون الشعور بالنقص أو الاضطرار للعيش بعزلة وعالة على المجتمع. فكانت الثمرة تلك المؤسسة الرائدة والتي ساهمت في تأهيل العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة وأخرجتهم للمجتمع قادرين على الاعتماد على أنفسهم، والظهور كأشخاص فاعلين في المجتمع، بدلا من أن يكونوا عبئاً على غيرهم.
وتقدم هذه المؤسسة خدماتها عبر عدة أقسام، حيث تشمل على أقسام التأهيل الحركي والفيزيائي، التأهيل الوظيفي، التأهيل العقلي والمعرفي، والتأهيل الإجتماعي، وتحتوي المؤسسة على قسم للعلاج الطبيعي، وصفوف تعليمية للأطفال ذوي الإعاقات الحركية وصعوبات التعلم، بالإضافة إلى ورش التدريب المهني التي تعلم الحرف اليدوية من حدادة، حياكة، حفر على خشب الزيتون، تصليح الأحذية والمنتجات الجلدية، والسيراميك، ومن أجل المساهمة في تغطية جزء من ميزانية المؤسسة، فقد تم إنشاء معرض صغير لعرض المنتجات الحرفية التي ينتجها الأشخاص المنتفعون في المؤسسة. ويمر الشخص المحتاج للرعاية بعدة مراحل بعد استقباله في هذه المؤسسة، حيث البداية مع التشخيص من جميع النواحي الجسدية والنفسية والاجتماعية، ويتم ذلك عن طريق إجراء الفحوصات المطلوبه حسب الحاجة وبالاستعانة بالأطباء لتقييم الوضع الطبي للشخص ذو الإعاقة، ومن ثم يبدأ مرحلة العلاج بإجراء العمليات الجراحية إن لزمت، والعلاج الطبيعي مع استخدام الأدوات المساعدة وذلك لتحسين نوعية حياته، أو على الأقل للوصول به لمرحلة معينة من ثبات وضعه وعدم تراجعة، ويتم كل ذلك بالتزامن مع تدريبه على كيفية التعامل مع إعاقته وتحمل مسؤوليته تجاهها من خلال اتباع التعليمات والارشادات الضرورية. والتأهيل لا يكون فقط داخل المؤسسة، حيث يتم التواصل مع الأهل في مناطق سكناهم وذلك لتهيئة الشخص ذو الإعاقة للعودة إلى حياته بين أهله والاندماج بالمجتمع ومساعدته على إيجاد عمل مناسب.
ومع الزيادة المستمرة في أعداد الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين هم بحاجة للمساعدة والتأهيل فإن الحاجة لتوسيع وتطوير المؤسسة باتت ملحة، لذا فقد تم التأسيس لمبنى جديد للمؤسسة هو حاليا قيد الإنشاء، حيث سيكون فيه متسع لاستقبال المزيد من الحالات، مع زيادة في المشاغل، وأماكن العلاج والتدريب، بالإضافة لبركة سباحة علاجية، هذا وسيتم افتتاح مدرسة لتطوير الأطفال المعاقين في فلسطين.
هكذا هي بوابة الحياة، كانت ولا تزال بوابة الأمل وطوق النجاة للعديد ممن ظلمهم القدر، وقست عليهم الحياة بنظرة سطحية، لم تنجدهم منها غير مؤسسة فتحت لهم أبوابها وتلقفتهم لتصنع لهم معنى جديدا بنظرة مختلفة لحياتهم.
التعليقات (0)