بن لادن و رجال مراكش السبعة

 من طريف القول، ما راج عن أهل البهجة، من قولهم بأن مقتل بن لادن كان كرامة لرجال مراكش السبعة، فبعد أيام من عملية تفجير مقهى أركانة المطل على ساعة جامع الفنا، و التي تم و بشكل سريع القبض على منفذها و صاحبيه، التحقيقات أفضت إلى انتماء هؤلاء إلى القاعدة أو بالأحرى إلى التيار السلفي الجهادي، رغم أن قاعدة المغرب العربي نفت تبنيها للعملية،  الجاني و بعد أن أوصدت أمامه أبواب الإلتحاق إلى العراق أو إلى ما وراء النهر، من الظن أنه قرر و بشكل شخصي فعل شيء يرى فيه ذاته الجهادية، ومع نفي القاعدة يمكن أن تطرح أسئلة استفهام عدة حول دوافع الجاني و الأطراف التي قادته إلى ارتكاب هذا العمل و في هذه الظرفية.

محصلة الأمر، عكر العمل صفو أهل مراكش، و كدر عليهم فرحتهم و بهجتهم، و ضرب مصدر كسبهم و شهرتهم، وفي المدينة القديمة حيث الساكنة البسطاء و السياح، يرقد رجال صالحون، قيل أنهم للمدينة يحرسون، علماء و متصوفة و زهاد، مدافنهم في أحياء و دروب المدينة القديمة و على أبوابها، هم:  يوسف بن علي صاحب الغار،أبو عبد الله سليمان  الجزولي صاحب كتاب دليل الخيرات، أبو العباس السبتي، عبد العزيز التباع، عبد الرحمان السهيلي، القاضي عياض، أبو محمد عبد الله بن عجال الغزواني.

ما بين السلفية و الصوفية، بين شاسع من الاختلاف، و العامية في مراكش أقرب للثانية من الأولى، رغم تقدم مد التيار السلفي في السنوات القليلة، و التراث الديني لمراكش  كحال المغرب تراث صوفي، فإذا كان الشرق بلد الفقهاء و المحدثين، فالغرب بلد الأولياء و الصالحين.

 باعتبارمراكش مدينة علم و دولة  كانت مركزا ينافس فاس إبان مختلف الأسر المتعاقبة على حكم المغرب الأقصى، كانت  ذات ذاكرة حافلة علما و أدبا ،أمر جعل أهلها يرتبطون بأهل العلم و الصلاح الوافدين إليها من مختلف أقطار المغرب الأقصى و الأندلس،هذا الارتباط و الإحتفاء بالمشايخ و العلماء و الأولياء  اتخذ سبل التصوف الطرقي في الاعتقاد في الأولياء و تقديسهم و إضفاء نوع من البركة عليهم و على مزاراتهم.......

من هنا اتخذ رجال مراكش السبعة مكانهم في المخيلة المراكشية، ولعل مزحة مقتل بن لادن كغضبة لهؤلاء على القاعدة التي تجرأت على مراكش، قد تجد عند العامة  مجالا لتصديق، وقد يزكيها ثلة من العلماء و الفقهاء و المتصوفة ممن لا يروق لهم الفكر السلفي، ليقول البعض "شايالاه يا رجال مراكش السبعة".