في جلسة عائلية كان الطاهر بن عيشة يتحدث بفرحة عن مكسب كبير ويقول" لو لم نقتل الكاهنة لما أصبحنا مسلمين" . ولابد انه قال هذا الكلام وهو مدفوع بمنظر نسوة كن على ميمنته وهن يرتدين الحجاب ، لكن الطاهر بن عيشة لم يلتفت إلى ميسرته حيث ابنته أو حفيدته صاحبة الفستان الأحمر القصير فوق الركبتين ولولا العناية الإلهية لتمكن كل القراء من رؤية ملابسها الداخلية ولا أستبعد أن المصور كان يقول لها : سيدتي من فضلك ألصقي رجليك أكثر ، قد يكون قالها لها بالإشارة أو بالكلام. وفي عبارة ألصقي رجليك أو باعدي رجليك يكمن فقط التضاد وبالتضاد تصبح الأشياء ملازمة لبعضها البعض فمرحى ومرحى.
الحمد لله أن الطاهر بن عيشة قتل الكاهنة ليدخل هو الإسلام وابنته تلبس لباسا إفرنجيا بلون الإغراء وتفصيلة الإثارة الجنسية المدروسة للغاية.
والحمد لله أن مقتل الكاهنة الملكة الامازيغية والذي يروى عنها أنها لم تقتل بل انتحرت كعادة الملوك والملكات الذين يخشون الوقوع في الأسر ، والحق أن الكاهنة تركت لأبنائها وصية توصيهم بدخول الإسلام ومضت هي بسلام وبهذا قدمت لنا هذه السيدة العظيمة خدمة جليلة لنا وللإسلام لأنها لو لم توصي أبناءها بالدخول في الإسلام لقاوم الأمازيغ باستماتة والكل يعرف شراسة الامازيغ في المقاومة.
والحق أن الكاهنة التي كانت ملكة أمازيغية قاومت حملة عقبة بن نافع على شمال إفريقيا ولو فكرنا بالمنطق فقط لطرحنا السؤال التالي : كيف يتوقع أن تكون ردة فعل ملكة تعتلي عرش مملكة لا تكاد تسترجع أنفاسها من حرب ضد غازي حتى ينادي المنادي: الغائب منكم يعلم الحاضر لقد أجهز على مملكة الامازيغ غازي آخر؟
والحق يقال أن الكاهنة ما كانت لتقاوم عقبة وجيشه لو أنهم وفدوا كمعلمين ومرشدين والحق يقال أن الكاهنة لما رأت جيوش حربية اعتقدت أنهم أتوا لغرض الاحتلال فاضطرت إلى حرق الأراضي كلها فقالت : هكذا سوف يرحلون عنا بعد حرق الخيرات التي أتوا لسلبها. لكن الجيوش مكثت فبدأت الكاهنة تفكر : إذا كنا قد أحرقنا الأرض وأصبحت رمادا ولم يرحلوا فماذا يريدون إذن فمن المؤكد أنهم لم يأتوا للغرض الذي أتى من اجله الرومان وغيرهم.
فما أعجب إذن الكلام أنه لو لم نقتل الكاهنة لما أصبحنا مسلمين والحق الحق لابد من طرح السؤال التالي : هل فعلا بعد الذي سمعناه من ألفاظ تستبطن العنصرية من السيد الطاهر بن عيشة يحق له القول أنه دخل الإسلام وفي كلامه نعرة جاهلية طائفية عرقية. ولا يجد الحرج في القول أن بعض " المتمزغين سوف لا يعجبهم كلامي" ولسنا ندري أي قصد يقصد السيد طاهر بن عيشة بالمتمزغين أتراه استعمل هذه الكلمة للطمس أو للتحقير أم ماذا ؟؟؟. والحق أن هنالك الامازيغ وليس المتمزغين والحق أمثال الطاهر من المستعربين وليس من العرب الأقحاح لأننا نحن الامازيغ وإخوتنا العرب الأقحاح بيننا وعد أخلاقي تاريخي اتفقنا بموجبه على أن يحترم كل واحد منا الآخر لان في احترام الآخر يكمن احترام الذات.
إذن لا الكاهنة قتلت ولا الطاهر دخل الإسلام بعد . وهذا ليس تكفيرا طبعا بل أريد القول فقط أن في كلام الطاهر بن عيشة ما يستدعي التأمل : لماذا هذه الحساسية المفرطة التي يمتلكها البعض إزاء كل ماهو امازيغي تحت غطاء العروبة وان كانوا هم أصلا لم يقدموا شيئا للغة العربية ولم يساهموا في ترقيتها ولا الاستماتة في الدفاع عنها كما شأن الشيخ البشير الإبراهيمي صاحب البيان المصقول الذي عرف بالدفاع عن وحدة الشعب الجزائري والأخوة بيننا.
يأتي الطاهر بن عيشة ليقول عن مولود معمري بأنه كان قبائليا أكثر منه جزائريا. يا عجب يا عجب يا عجب....
من لا يعرف رائعة مولود معمري " الأفيون والعصا" رواية كان فيها مولود معمري مناهضا لسياسة فرنسا بدون أي نفاق. ربما البعض يجدون الفرصة للانقضاض على أديب بحجم مولود معمري بحجة بحثه في الانتربولوجيا المتعلقة بالأمازيغ ودافع عن تدريس اللغة الامازيغية وبحث في عادات وتقاليد وثقافة الشعوب الامازيغية...
آه آه آه أيها المنافقون إذا كان هذا هو السبب الذي تنقضون به على أديب بحجم مولود معمري فلماذا لا نسمعكم تقولون هذا عن الأتراك الذين استبدلوا حرف اللغة العربية بالحرف اللاتيني واستنهضوا تركيتهم بشكل عجيب جدا. وربما ينقض البعض على مولود معمري لأنه كان يكتب باللغة الفرنسية لكن السؤال المطروح لماذا لا ينقضون على مالك حداد وعلى محمد ديب وكلاهما يكتب باللغة الفرنسية كمولود معمري أم لأن مولود معمري يجوز الانقضاض عليه والطعن في هويته لأنه أمازيغي ومحمد ديب ومالك حداد لا يجوز الانقضاض عليهما لأنهما عرب وهنا كي لا يسيء القارئ فهمي فأنا لا أحرض للانقضاض على مالك حداد ومحمد ديب لأني احترمهما كثيرا وأعتبرهما من بين خيرة الأدباء القلائل الذين أنجبتهم الجزائر .
آه آه آه منكم فهذا يكتب بالفرنسية يجوز أكل لحمه لأنه أمازيغي وذلك يكتب بالفرنسية ولا يجوز أكل لحمه لأنه عربي .
آه آه منكم ومن عنصريتكم التي تعبنا ونحن نحاربها سواء صدرت من أمازيغي أو من عربي فسحقا لكم جميعا واللعنة عليكم جميعا كائن ما تكون أمازيغا أو عربا تحملون في قلوبكم مشروع فرق تسد . سحقا لكم جميعا يا أصحاب فرق تسد فكم تدينون بالولاء لأمكم فرنسا فتنقضون على أبناء الجزائر وتشطبون أسماءهم هذا ليس جزائريا وذاك ليس جزائريا فطوبى لجزائر لم تتنكر لأبنائها البررة فهذا هو العزاء الوحيد ونعم العزاء وأعظم العزاء. و للأسف عندما نسمع لأشباه المثقفين تخرج من أفواههم غازات سامة تلوث الخواطر نفهم جيدا لماذا محمد أركون أوصى بالدفن خارج هذا المحيط المتعفن ..........
fares.77@live.fr
التعليقات (0)